مكي المغربي
قلنا ليهم مافي حاجة اسمها “أخونجية” في السودان، وما تجيبوا لروحكم كفوة أكتر من كفاوي البلد والمرحلة، دا تعبير عن أفراد وصفوة قليلة في الخليج، وجماعات وتجارب مغلقة في بعض الدول، مصطلح استخفافي يقال لتبسيط وصفهم وحجمهم، أما الإسلاميين السودانيين هم تعبير حقيقي في المجتمع السوداني، وتيار شعبي جارف، وهو التعبير الأقرب والأوفر حظوظا في العمل العام، لعدم استمزاج السودانيين للعلمانية والنزق اليساري، وبسبب الانحياز الفطري لليمين، ولقوة المجتمع على حساب قوة الدولة، في هذا النقطة بالذات السودان يختلف عن مصر، والحديث يطول، وخلاصته، يستحسن دراسة كل حالة على حدة.
تجربة قحت، أكدت هذا مجددا، بدلا من إيجاد خيار أفضل.
هذا كان نقاشنا طيلة فترة قحت وما بعدها،
أما في فترة الحرب، وبسبب سلوك المليشيا في نهب السفارات من اليوم الثاني، وحالات الاغتصاب والسطو في حي نمرة 2، واختطاف الأسر والرهائن، قلنا لهم سيحدث التسليح الشعبي عاجلا أم آجلا، نحن أمام نسخة ما قبل “حرس الحدود” ويستحسن التبكير بالاستنفار وتنظيمه، وتشكيل منسقيات الإحتياطي الشعبي (الدفاع الشعبي)، ولا مجال البتة للالتفاف والخداع في هذا الأمر، والخارج لن يحسم المعركة لصالح الجيش ولو وعدكم وعشمكم بذلك، بل سيفاوضكم على نقاط قوتكم بمقابل وهمي، هي معركة لن يحسمها الجيش إلا بسند شعبي.
الخارج، يا قادة، مثل من يتقدم لبنت فقيرة، ويطالبها برؤية مفاتنها، لتتجرد من ثيابها ويرى كل شيء، ويتحسسه، فإذا تمنعت، تركها بحجة أن أنفها صغير.
الخارج انتهى منكم في اللحظة التي اشترط عليكم تضييق خياراتكم في الداخل، ووضعك في خط الريبة والشكوك مع الصف الوطني، وقد فعل ذلك عامدا، ليضمن سلطة وقيادة تعيش على التغذية الوريدية، لا الطبيعية، وتخاف من “نزع الدرب” و العقوبات، أو مجرد التهويش بها.
الآن، حسم الأمر لصالح التسليح الشعبي، وبذلك انتهى كرت المساومة، (أننا ضمانة تغييب الاسلاميين من المشهد)، نعم انتهى تماما. والتفكير في اتفاقية قائمة على تغييب الاسلاميين أو الحد من وجودهم، ونفخ الروح في خصومهم، صار كذبة سمجة، والخارج نفسه سيعيد حساباته حول من يواصل معه ومن ينزع منه أنبوب التغذية، بسبب inefficiency.