عادل الباز
1
سأعلن عن سعادتي بعودة قلم الأستاذ فيصل محمد صالح للكتابة لأسباب كثيرة منها أنه وجدنا قلما محترما ينافح عن مواقف قحت بدلاً من الهراء الذي تدلقه فيالق حمقى (قحتجويد) في الاسافير.
ثانيا لأن فيصل عاد بعد أن تضهب كثيرا في ادوار لم يتأهل لها إذ ليست له أدنى علاقة بإدارات الثقافة والإعلام، ولذا كنا من المشفقين عليه من الفشل ، وقد حدث. بل حدث ما هو أسوأ حين أطلت علينا شخصية فيصل الأخرى، تلك التي خانت كثيرا من القيم التي بشر بها ، بفعل إكراهات السلطة وبريق الكراسي، فيصل الآخر لم نتعرف عليه عبر سنوات طوال.
2
فيصل الذي كان داعيا للحريات وحرية التعبير بالذات، ومدافعا عنها ودفع ثمنا غاليا في سبيل تلك المبادئ ولكن للأسف ما أن تسنّم ذات الفيصل كرسي الوزارة حتى ظهرت شخصية فيصل الآخر…. تلك الشخصية التي تلوذ بالصمت بل وتدافع عن الحكومة حين ترسل تاتشرات الدعم السريع لتغلق صحيفة السوداني، سبحان الله، ولتغلق بعدها عدة قنوات فضائية، هو ذات الفيصل الذي يصمت على تشريد الآلاف من زملائه وطردهم من وظائفهم محررين وعمال في الإذاعة والتلفزيون، لم يسمع لفيصل الآخر صوت معترضا على تشريد من عاش حياته كلها بينهم وفيهم رفقاء درب وزملاء كفاح. أين يا ترى اختبأت تلك الأيادي التي طالما ارتفعت تهتف بحرية التعبير وضد الفصل التعسفى، آآآآآهـ يا دنيا ياما فيك عجائب.!!.
3
عاد فيصل للكتابة الصحفية بمقال نشر في صحيفة الشرق الأوسط تاريخ 31 مايو 2023 بعنوان (لماذا غاب الدعم الشعبي للحرب في السودان.؟). استغربت العنوان إذ لا أحد يدعم الحرب في حد ذاتها فهي فعل بغيض، ولكن السؤال يصبح أكثر وضوحا إذا أضفنا إليه أسئلة أخرى من مقال فيصل نفسه حين يقول ( لماذا لا تجد الحرب الحالية الدعم الشعبي الكاسح المتوقع في هذه الحالات.؟ وكيف تساوي القوى السياسية الرافضة للحرب بين الطرفين، بينما تدور الحرب بين القوات المسلحة الوطنية وميليشيا متمردة.؟).انتهى .
غريب ألا يرى فيصل هذا الدعم الشعبي الكاسح لسحق المتمردين الذين أوقدوا نار الحرب.. ترى أي مدينة فى السودان لم تعلن مساندتها ودعمها لقوات للجيش؟. ألا يرى فيصل الجماهير تخرج يومياً بالآلاف في شتى بقاع السودان تهتف (جيش واحد شعب واحد) وتدعم الجيش بمالها و قطعانها من الجمال والخراف.؟ هل خرجت مظاهرة واحدة تدعم الجنجويد.؟.
الجماهير لا تساند الحرب إنما تدعم عملية سحق من أوقد نارها ومن جاء بحطبها ومن يبرر لها ويصمت عن جرائم المتمردين التي يقترفونها على رأس الساعة، ولكن فيصل لا يرى.. لا بل يرى الخراب ويتجول بين أنقاض مدينة بحرى ولكنه لا يقوى على القول من المجرم الذي بث الخراب وهو يراه صورة وصوت في الارتكازات.!!.
4
أما القوى السياسية الرافضة للحرب والتي تساوي بين الجيش والمليشيا فأمرها معلوم، فلقد اكتشف الشعب تآمرها وخيانتها وبيعها بأبخس الأثمان للوطن، وليس غريبا عليها فلقد باعوا من قبل دماء رفاقهم حتى طاردتهم لعنة الهتاف الشهير (بكم بكم قحاته باعوا الدم)…. كما ستطاردهم الآن ولمئات السنين لعنات الذين دنس وطنهم وانتهكت أعراضهم ونهبت أموالهم واحتلت منازلهم .. بينما القوى السياسية التي يشير اليها فيصل وينتمي إليها ترى وتصمت وتصفق و تتوارى خلف شعار كذوب (لا للحرب). لكن على مين، الشعب واعي وصاحي ياحبيب، ولى زمان السواقة بالخلا.
5
في معرض تبريره لموقف القوى السياسية المتخاذلة من مساواة الجيش بـ المتمردين يقول فيصل إن تلك القوى (ترى أن الحرب مدفوعة من أنصار النظام القديم، لتحقيق الفوضى التي تتيح لهم العودة من جديد وتفتيت الوطن، ليست هي الحل) الحل أن يحكمنا الجنجويدي ونعيش فى ظلال مملكة آل دقلو.. مش كده؟.
أربأ بفيصل أن ينخرط فى مثل هذا السخف والتهريج بتبني تلك الأكاذيب التي تنبع من أسافل الأسافير و تكتب بأقلام سفهائها، الذين يدرعون وينسبون كل خيباتهم وخيانتهم فشلهم وعجزهم في رقبة (أنصار النظام القديم) حتى مل الناس وسخروا من ترديد هذا الهراء الذي أسماه أستاذنا عبد الله علي إبراهيم (لوثة الكيزان). الناس اليوم في أجمل أحلامهم وأمانيهم عودة النظام القديم بعد أن رأوا بأم أعينهم كيف يباع ويذبح الوطن في مقاصل الخيانة والعمالة.
بدا لي يا صديقنا وحبيبنا فيصل إن أنصار النظام القديم فعلاً سيعودون محمولين على أكتاف ذات الجماهير التي خرجت ضدهم ويتيحون لك الفرصة مجدداً لتعمل فى صحفهم وتتحدث في تلفزيوناتهم وتهتف ضدهم وتذهب إلى منزلك فى كوبر لتنام آمناً مطمئناً أو أن تعرج في ذات المساء على منزل صديقنا الحبيب محمد لطيف في كافورى وتجدنا هناك في غاية الطرب مستمتعين بصوت السلطانه هدى عربي مع كامل الحضور الأنيق لـ (بشه) – فك الله أسره – وهي تصدح برائعة حسن عطية (أبو علي(
لو إنت ناسي أنا ذاكر…
بتذكر سمرنا ومجلسنا الظريف
.(لو إنت نسيت انا مانسيت).!.