✍️ بكري خيري- الدوحة
من اغاني الفروسية التي اختلف المؤرخون على حقيقة القصة
التي كانت وراء الاغنية:
من احد المصادر الموثوقة – تقول الرواية بانه في تلك الفترة حدث
ان سرقت ناقة “ضئيلة الحجم وهزيلة” لعيال أب جويلي…. ولكن
عيال أب جويلي ولأنهم أشتهروا بالفروسية، مابرضوا الحقارة
“لا يرتضون الضيم”.
فاجتمعوا يناقشوا: ماهم فاعلين بحق ناقتهم التي سلبت منهم
في ظلمة الليل .
فكان الرأي الأغلب ان “يقصوا درب السارق” وأن يستعيدوا ناقتهم
مهما كلف الأمر ومهما سال من دماء.
فاجتمعوا للخروج وراء الناقة، تزغرد لهم النسوة وتدق الطبول، وهم
يؤدون رقصة العرضة على المضارب، معلنين ان أوان خروجهم قد حان ..
وحين كثرت الأهازيج وعلا صوت الزغاريد، أصروا انهم لن يخرجوا وراء
السارق الا حفاة، وأن لا يحملون معهم الا المطارق. “فمن سرق
ناقتهم لا يخرج وراءه بسيف” كناية عن شجاعتهم وشدة بأسهم.
ماسبق كان التحقيق للاحداث حتى خروج عيال أب جويلي الى المضارب:
حقيقة ما حدث بعدها وعودتهم بالناقة اختلفت فيها المصادر
أيضاً وهو تحت التحقيق الآن ولكن أعظم الظن انهم:
عندما تتبعوا أثر الناقة حتى الفاشر مرورا بكردفان وعبورهم لطريق
“درب أب درق” حفاةً، وجدوا ناقتهم ترعى بدون راعي واكتشفوا
انها قد شردت ولم تتم سرقتها “وعادوا بها بدون معركة”…. ولكن
رغم ذلك قابلتهم الاحتفالات عند العودة بالنصر الذي حققوه بارجاع
الناقة المسلوبة. فعرضو وكمبلو “بعد ان جابو سمح الخبر”
النص :
عيال اب جويلي الكمبلوا وعرضوا
في دار كردفان اتغربوا وسدروا
ضربوا الجوز عديل حاشا ما ضلوا
لبنات البلد سمح الخبر جابوا
غني و شكري يأم قرقدا سايح
من دار كردفان جانا الشناع فايح
في الفاشر الكبير طلعوا الصايح
دقوا الجوز عديل اصلوا العمر رايح
دقي وزغردي يام قرقدا حسوا
الليله بجيب القول علي البيسوا
عيال اب جويلي الجيلوا و تعلوا
ديل درب اب درق شقوا
غني و شكري يا خدرة الورتاب
فوق ود الفحل الليله جبتا جواب
حقيت الاسم ياسالم الارباب
قيدومة العيال … ركازة للمرهاب
الفحل الكبير .:
سيرة اولاد الجويلي احفاد ود الفحل الذين جابوا اواسط و غرب السودان دخولا علي اراضي افريقيا الوسطي و تشاد, سعيا للتجارة لم تخيفهم ظلمة الطريق او اوكار الجبال بدبيانها ووحوشها و المعروف قدما ان ابناء قبيلة الجعليين. انهم انتشروا في بقاع اواسط و غرب السودان و جنوبه سعيا وراء الرزق الذي كانت توفره لهم التجارة و يشابههم في ذلك ابناء قبيلة الشايقية.
الفحل الكبير هو الفحل بن ادريس توفي قبل تولي امور الملكية فتولت ارملته “سنتا” حكم شندي و اخو بنت بره والدة محمد والد المك نمر الشهير.
الكمبله و العرضه:
هي من رقاصات الفروسيه اشتهر بها الجعليين و تداولتها الكثير من قبائل السودان في شماله و غربه الشمالي ” دار كردفان”.
و الكمبله هي ضرب الارض بالاقدام بقوة تثير الغبار كناية عن القوة و المثابرة بينما العرضة هي تجمع للفرسان لاستعراض قوتهم من السلاح و الخيول الموشحة و الجدير بالذكر هنا ان حي العرضة بامدرمان اتت تسميته من عروض الفروسية التي كان فرسان المهدية يقيمونها في ذلك الميدان الفسيح الذي سمي بالعرضة.
البيت الذي وردت فيه الكمبله و العرضة , انما اتي كناية علي تجوالهم في الشمال حيث اصلهم و كذلك في دار كردفان التي دخلوها للتجارة واحتكوا بأهل
خدرة الورتاب :
المرأة السمراء البشرة و الناعمة الملمس…الخدرة الناعمة
درب اب درق:
طريق شهير بغرب السودان ملئ بثعابين الكوبرا السامة
و اب درق هو ثعبان الكوبرا.
سالم الارباب :
هو العريق النسب الكريم .
…………………………………….
| شاهد فيديو :
الموسيقار محمد اﻷمين : عيال أبجويلي
حكى جدنا علية رحمة الاستاذ محمد احمد عمر كان امام مسجد الخرطوم الكبير..
حكى لنا مرة عن اغنية عيال اب جويل والمقصود باب جويل الجعلين فقال في سرده كنا تجار منا من يتاجر في الملح واخرين في بعض السلع المطلوبة في الغرب دار كردفان ودارفور ونجلب من هناك ما يحتاجه انسان الشمال فكان الاسم السائد علينا الجلابة وترجع لجلب البضائع.. وكان يعرف وقتها الاتجاهات بالسافل والصعيد فحين نتجه جنوبا او غربا هو الصعيد اي الصعود للاعلى حسب ارتفاع الارض والسافل يطلق على الشمال للميلان..
وهنا عبارة اتغربوا وسدروا اي. ساروا الى الاعلى وهو الصعيد
فذكر كنا نشارك في احتفالات الاعراس فكانت العرضة هي من تراث الجعلين فكانت تمارس في مشاركتنا
وكان الاحترام والود متقابل والحفاظ على القيم والاخلاق ديدننا.. فكان في القصيدة الشكر والتبجيل…
والله اعلم وهو المستعان…
قد يكون جانبني الصواب او هناك قولا اخر…
تصحيح جدنا عليه رحمة الله