هاهى الأيام والشهور تمضى يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر والمشهد فى بلادنا يزداد تعقيداً فى ظل إنعدام الرؤية وإتسَّاع دائرة إنسداد الأُفُق وغياب الحلول وحالة الإحباط الشعبى بعد أن إنتصرت المليشيا على الشعب السودانى الكيزانى الفيلولى وحققت نصراً عسكرياً ساحقاً على مزارعى الجزيرة ودارفور ، وصنعت لنفسها مجداً عسكرياً يشبهها بإحتلالها لمنازل أهل السودان وإقامة الحفلات فيها والتغنى بأمجاد أم قرون مُلهمة الأوباش ، والتغزل فى اللاندكروزر محبوبة الدعامة .. إنتصرت المليشيا لأحقادها وأوهامها بتدمير المصانع والمؤسسات التى كانت تخدم الكِيزان والفيلول ..!! وإسكات الأذان من المآذن وقفل المساجد حتى لا يُصلى بها الفيلول الأنجاس ..!! إنتصرت المليشيا وهى تُمتع ناظريها بطوابير الكِيزان ( أولاد العَزَبَة ) يهيمون على وجوههم ويتنقلون بين القرى والفرقان والمدن الآمنة يسكنون فى المدارس والأندية بعد أن أخرجتهم من منازلهم التى بنوها بالحرام ..!! وحتى الأكواس جردوها منهم لأنها ( حَقَّتْ الشِعِبْ السودانى ) ..!! ومنهم من لجأ إلى دول الجوار عبر التهريب هرباً من حملات التتار والمغول الإنتقامية ..!! وإنتصرت المليشيا يوم أن كشفت للعالم أن الكِيزان والفيلول كانوا يعذبون الناس ويضعونهم فى الصناديق ( والدليل آلولو ) وهل هنالك أدَّل من الجِسس التى كانت فى المتحف القومى أقصد معتقلات الكِيزان ..!! .. وإنتصر الأشاوس بتنكيلهم وقتلهم للكِيزان فى الجنينة ونيالا والخرطوم ومدنى وقرى ومدن الجزيرة وإغتصاب نسائهم إهانةً وإذلالاً لهم .. إنتصر التتار بشرائهم لضِعاف النفوس للوشاية بالفيلول ولإرشادهم على أماكن الضباط فى الخدمة والمعاش .. !! إنتصر التتار بإحراقهم لتأريخ السودان ووثائقه ومكتباته ومؤسسات التعليم العالى .. فحمل القادمون من عمق الصحراء ومجاهل أفريقيا بإنتصاراتهم الباهرة تلك أوزاراً على أوزارهم وباءوا بإثمهم وإثم من أهلكوا أرواحهم وهتكوا أعراضهم ونهبوا أموالهم وإستباحوا دورهم من أهل السودان ، وكأنَّ مَرَدَة الجن وشياطين الصحارى والواحات التى قَدِموا منها سيطروا على قلوبهم وعقولهم فحشدوا الدعم لإفكهم وأوهامهم وأسفروا عن وجههم القبيح فتفتقت أذهانهم العفنة عن هذا العدوان البائس البغيض الذى نَضحَ شَرَّاً على هذا الشعب المسكين فدخلوا عاصمتنا على حَرفٍ وعلى صهوات الخِيانة وفوهات البنادق ورصاصها الغادر وهم ليسوا سوى أُمةٌ من المرتزقة قد خلت من قبلهم أُمم فساروا فى نفس الدروب الشائكة ( وكل الخطاوي الممكنة ) كما تُحدثنا وقائع التأريخ الحديث فما أغنى عنهم جمعهم ولا إرتزاقهم فآذوا ثم قتلوا ثم نهبوا ثم آذوا ثم سكنوا الدور بعد أن أخرجوا منها أهلها .. وليس هذا فحسب بل لاتزال دعاياتهم وإدعاءاتهم تتردد ذبذباتها عبر الفضائيات إستنكاراً للمقاومة الشعبية التى إنتظمت البلاد سنداً للقوات المسلحة ومناصرتها ومآزرتها .. !! وعلى الرغم من تلك المتاهة والتيه إلاَّ أنهم لايملكون إلاَّ الوقوف معها ومناصرتها ومآزرتها وتأييدها ، ودفاعاً عن النفس والعرض والمال ، وحتى لايكونوا عبيداً أرِقَّاء لعصابات الشؤم والبلاء التى داست على كرامتهم وإستباحت أرومتهم ، وأبانت لهم سفاهة وعمالة بعض بنى جلدتهم فالسفيه للعميل قرين .. تلك المقاومة التى ستعمل بحول الله وقوته على إخراج السودان من هذا الوضع المأساوي وحمايته من جرائم المليشيا المتمردة التى تكاد تنشقّ منها الأرض وتَخِّرُ الجبال هَدَّاً والتى عَمَتْ قلوبها قبل أبصارها فتاهت مراكبها فى بحر العنصرية فأفرغت أحقادها فساداً وإفساداً وحِقداً وتآمراً .. وستجد هذا الشعب الأبِّى العَصِّى القوى العظيم المنكوب الذّى ظَلَّ يدعم قواته المسلحة ويُحسن الظَنَّ بها أكثر شراسةً وأكبر مما كان العدو يتصور .. وسيترك المليشيا تلعق هزائمها وهى التى ضيّعت عمرها فى ( الآلات والمظَلَّة) كما كان يغنى فنان الِحلَّة والحِيرة وهو يقصد ( ترك لعمرى الآلام والمذّلة ) حفظ الله بلادنا وأهلها من كيد الكائدين وتفاهات المُرجِفين ، وأدام أمنها ووحدتها وإستقرارها ، وأحاط قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الفتيَّة بالرعاية والحفظ والنصر والتوفيق وسدد خطاها على طريق الخير والنماء والأمن والأمان .
الثلاثاء ١٦ يناير ٢٠٢٤م