انعقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين ببروكسيل القمة الأوروبية الإفريقية، البيان الختامي للقمة أشار لشراكة متجددة مع إفريقيا، مع وعود بتخصيص ١٥٠ مليار يورو على مدى سبع سنوات للمساعدة في المشروعات التي يريدها الأفارقة، مع إعطاء الأولوية للبنية التحتية للنقل، والشبكات الرقمية، والطاقة الصديقة للبيئة. فيما اعلن عن مساعدة الدول الإفريقية على إنتاج لقاحات كورونا بالقارة عن طريق تقنية الرنا المرسال. فيما رُفض طلب سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا برفع براءات الاختراع ليتسنى للدول الإفريقية التصنيع بحرية.
أعلن من خلال القمة التزام الدول الاوربية توزيع ١٣ مليار دولار من حقوق السحب الخاصة لإفريقيا من أصل ٥٥ مليار دولار اعادت دول العالم تخصيصها لإفريقيا، وهو مبلغ أقل كثيرا من هدف ١٠٠ مليار دولار الذي طالب به الاتحاد الإفريقي لتجاوز آثار جائحة كورونا. واقتصر العون المباشر للاتحاد الأوروبي في مبلغ ٤٢٥ مليون دولار لتسريع حملات التطعيم في القارة حيث يبلغ معدل المطعمين حوالي ١١%.
تعهد القادة الأفارقة والاوربيون بالتعاون لمنع الهجرة غير القانونية، والعمل على إعادة المهاجرين لبلدانهم، كما التزموا باحترام مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد. فيما تعهد الاتحاد الأوروبي بمساعدة عمليات السلام في القارة وأعلن رفضه للانقلابات، وعبر عن قلقه من نشاط مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية بالقارة.
معلوم أن السودان، مالي، بوركينا فاسو، غينيا قد حرمت من حضور القمة بدعوى وجود سلطات انقلابية على رأس الحكم فيها.
تعليق:-
من الواضح أن القمة قد خدمت الأجندة الأوربية بإمتياز، حيث تم التركيز من خلالها على المخاوف الأمنية الأوربية سواء في ملف الإرهاب أو ملف الهجرة غير الشرعية أو ملف التغير المناخي.
الأجندة الإفريقية المتعلقة بمحاربة الجوع والفقر ووباء الملاريا لم تجد الاهتمام المطلوب. وقد عبر الكثيرين من القادة ومنظمات المجتمع المدني عن خيبة أملهم فيما يلي هذه الاجندة، كما عبروا بوجه خاص عن ألمهم من رفض دول الاتحاد رفع براءات الاختراع عن تصنيع لقاحات كورونا.
الروح العامة للاجتماعات كانت مركزة على محاربة النفوذ الصيني والروسي بالقارة. لكن يبدو أن القارة العجوز قد أصبحت بدون أسنان مع التمدد الواضح للصين اقتصاديا بالقارة، من خلال استراتيجية الحزام والطريق. وتغلغل روسيا في العديد من الأنظمة الحاكمة بالتدريب وتقديم المعدات والأسلحة بأسعار تفضيلية.