_____________

الرواية الاولى لندن – متابعات 23 سبتمبر 2025م

أقامت سفارة جمهورية السودان لدى المملكة المتحدة ظهر اليوم بمقرها في لندن احتفالاً رسميا بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس القوات المسلحة السودانية (1925–2025)، والذكرى الحادية والسبعين لسودنة منصب القائد العام.

حضر الحفل جمع مميز من ممثلي المؤسسات البريطانية، شمل ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع البريطانية، والمتحف البريطاني، وعدد من السفراء والدبلوماسيين والملحقين العسكريين المعتمدين في لندن، فضلاً عن ممثلين لمراكز الأبحاث ووسائل الإعلام البريطانية. كما شارك ممثلون لقدامى المحاربين البريطانيين الذين خدموا في السودان خلال حقب سابقة، إلى جانب قيادات وقطاعات من الجالية السودانية بالمملكة المتحدة.

خاطب السيد السفير بابكر الصديق محمد الأمين، القائم بالأعمال، الحضور. وقال إن القوات المسلحة السودانية ظلت منذ تأسيسها في عام 1925 الحارس الأمين للدولة السودانية، ورمز وحدتها، وتجسيدا لروحها الوطنية. وأشار إلى أنها تطورت من قوة دفاع السودان إلى أحد أعرق الجيوش وأكثرها مهنية في إفريقيا والعالم العربي، محافظة على قيم الشجاعة والتضحية والانضباط والخدمة.

وشدد السفير على أن القوات المسلحة السودانية كانت ولا تزال جزءا أصيلا من مسيرة الوطن في مقاومة الاستعمار، وحماية الاستقلال، ودعم حركات التحرر الإفريقية، والوقوف إلى جانب الشعب في ثوراته من أجل الحرية والديمقراطية، واصفا إياها بـ”المؤسسة الأم للدولة السودانية”.

وتناول السفير التحديات الراهنة، مبينا أن السودان يواجه حربا عدوانية تشنها مليشيا آل دقلو الإرهابية بدعم واسع من المرتزقة الأجانب، بهدف تقويض الدولة وتفكيك مؤسساتها. وأوضح أن القوات المسلحة ظلت تضع تحقيق الامن والسلام في البلاد وحماية المدنيين على قمة أولوياتها ولذا وقعت إعلان جدة في 11 مايو 2023، موضحاً ان المليشيا استغلته لتوسيع سيطرتها على المناطق المدنية وغزو مناطق جديدة. وصار ذلك هو دأبها مع مساعي الوصول لسلام. وذكر ان الحكومة السودانية قدمت للسكرتير العام للأمم المتحدة خارطة طريق واضحة وعمليةفي مارس الماضي تهدف لإنهاء الحرب داعيا المجتمع الدولي والإقليمي لاتخاذ مواقف أكثر عدلاً وإنصافا.

كما توجه السفير بالتعازي لأرواح شهداء القوات المسلحة والقوات المساندة لها والمدنيين من ضحايا المليشيا، مؤكدا أن تضحياتهم تمثل دفاعا عن وجود الأمة نفسها واستمراريتها. وقال إن القوات المسلحة السودانية ليست مجرد جيش، بل هي السودان ذاته، والدرع الذي يحمي الأرض والشعب، والرمز الجامع للأمل الوطني.

وأشار السفير إلى العلاقات التاريخية بين السودان والمملكة المتحدة، مستذكرا دور قوة دفاع السودان، التي سبقت القوات المسلحة، في الحربين العالميتين، حيث قاتلت إلى جانب بريطانيا والحلفاء ضد الفاشية في شمال وشرق إفريقيا. كما لفت إلى أن القوات المسلحة، مثلها مثل مشروع الجزيرة والسكك الحديدية السودانية وجامعة الخرطوم، تمثل أحد الأعمدة التي جسدت الإرث الإيجابي في العلاقات الثنائية بين السودان وبريطانيا.

وفي ختام كلمته، أعرب السفير عن ثقته بأن السودان سيتجاوز هذه المرحلة العصيبة بفضل صمود شعبه وبطولات قواته المسلحة، وأن الجيش سيظل شريكًا أساسيًا في بناء السلام والاستقرار والتقدم في السودان، والمنطقة، وإفريقيا، والعالم.

كما ألقى العميد ركن سانتو أبوزيد كورتكيلا، الملحق العسكري بالبعثة، كلمة حيّا فيها تضحيات الجيش السوداني، مؤكدا دوره في حماية السيادة الوطنية، ومساهمته في دعم الاستقرار والتنمية عبر مراحله المختلفة.

تخلل الاحتفال فيلم وثائقي قصير من إعداد البعثة، عن تاريخ القوات المسلحة السودانية منذ تأسيسها واسهامها في ترسيخ أسس الدولة السودانية ودعم الامن والاستقرار الاقليمي، وانشاء عدد من القوات المسلحة بالدول الشقيقة.كما وزعت إصدارة البعثة بعنوان مئة عام للقوات المسلحة السودانية، التي أعدتها البعثه احتفالا بهذه المناسبة.