اسامة عبدالماجد
¤ (لسنا فقهاء سلطان).. كانت تلك بداية اجابة للأمين العام للحركة الاسلامية الشيخ/ الزبير احمد الحسن على سؤال ..أنتم تقومون فقط بـ (شرْعَنة) الأفعال السياسية أو القرارات السياسية للمؤتمر الوطني لا أكثر ولا أقل.. طرحه عليه الزميل ضياء الدين بلال، في حواره معه.. وحاصره بسؤال آخر (كأنكم تنظيم مغلق؟).. واجابه الزبير بذات الهدوء الذي يتسم به.. بالعكس نحن لدينا مكاتب لنشر الدعوة وندعوا الناس للانضمام إلينا.. حتى انه دعا ضياء للحاق بركب الاسلاميين.
¤ كان الزبير صاحب عقل مفتوح كما قلبه الذي تأذى من قحت وعصابتها في النيابة العامة الذين غدروا به ، حيث تمر اليوم – الثامن عشر من رمضان – الذكرى الثالثة لرحيله.. زجت به قحت في (السجن) وخرج منه الى (القبر)، مثله د. عبد الله البشير والشريف بدر.. وكاد ان يلحق بهم عددا من قيادات النظام السابق خاصة إبان جائحة كورونا.. بسعي حثيث من النائب العام الحبر حينها، حينما نقل لابناء المعتقلين ان ابائهم لن يغادروا المعتقلات الا محمولين على اربع.
¤ رحل الزبير، الرجل الامة عفيف اليد واللسان.. حافظ القرآن.. الصادق الذي سيجزى بصدقه.. كان مثل (نخله) شاهقة.. ومع علمه والمناصب الرفيعة التي تقلدها (وزيرا للمالية، ثم النفط والتعدين ونائبا لمحافظ المركزي) كان اكثر المسؤولين تواضعا.. استوقفني في فترة قيادته للحركة الاسلامية عمله من اجل الوحدة وجمع الصف الإسلامي والعمل على إنجاح الحوارالوطني.
¤ كانت له رؤية نفتقدها اليوم اكثر من اي وقت مضى حيث ظل يدعو في كل لقاءاته للاستعانة على العمل السياسي بالتسامح والمحبة.. وكان يطالب الجميع بالعمل سويا حتى ولو اختلفوا في البرامج.. لم اجد قياديا يتبني هذا المنهج المعتدل مثلما كان (ابو محمد).. خاصة وان الاقصاء الذي ينهش اليوم في جسد الوطن والاحزاب.. اوصلنا مرحلة الاحتراب.
¤ من اقوال الزبير: (ان الحركة الاسلامية حكمت كثيراً، حكمت وأنجزت في الاقتصاد وأسلمة المجتمع ورعاية استقلال البلد من التبعية).. لو يعلم الحسن ان بلادنا اليوم يتجاذبها الخارج من كل اتجاة لتململ.. من الدروس المستفادة من مسيرته انه ظل من المدافعين وبقوة عن الحركة الاسلامية والانقاذ بعكس اخرين من اصحاب المصالح والمنافع يرفعون شعار الخير و(الحمد) وهم ينطلقون من (منابع) الشر.
¤ دافع الحسن، عن الانقاذ في ذكراها الثامنة والعشرين، في يونيو 2017، وانها غيرت السودان نحو الأفضل والاحسن في دينه ودنياه.. كتب عنها وبكل شجاعة في صفحته على “فيسبوك” في الوقت الذي تحاشت فيه الحكومة نفسها الاحتفال بذكراها.. ممتدحا مضاعفتها لاقتصاد البلاد.. بأكثر من عشرة اضعاف..
¤ يا له من رجل مبروك ورجل امة.. وهو يحيي في رسالته الشعب الذي أنجزت الانقاذ كما قال بجهده وعرقه ودمه وتاييده ومؤازرته وصبره معها ما أنجزت.. قال نذكر به ونحن روؤسنا تتطأطا إجلالا للشعب ولانمتن عليه.. واعتذر له عن ماحدث من أخطاء وتقصير.
¤ لم بهز السجن شعرة في الزبير ولا اخوانه من القيادات وفي مقدمتهم المشير البشير.. كما كانت تامل (قحت) وظل بذات صلابته، وقد صبر قبل عقود على شرور نظام نميري الذي زج به في السجون مع كوادر الحركة الإسلامية الطلابية
¤ ومهما يكن من ينطبق على الشيخ الزبير مقولة البطل عمر المختار ( نعيش مجاهدين فوق الأرض أو شهداء تحتها).