✍ حسن فضل المولى
دار حديث بيني وأحد الأصدقاء ، عن
( الدكتور عبدالله حمدوك ) ، وبعدها
تساءل عما إذا كان بمقدوري الكتابة عنه ، فأبديت عجزي عن الخوض في حديث كهذا ، فيه كثير من ( المَطَّبات )
والمحاذير والمُنَغِّصَات ،، وبعدها عَنَّ لي أن أسطر بعض الخواطر .. مجرد خواطر ،، لا ترقى لأن تكون مقالاً أو حكماً أو شهادة أو قولاً فصلاً ..
ولكن ..
هل بإمكاني أن أكتب كمراقب ..
وهل ستُسْعِفُني أدواتي ، وفهمي ، وكسبي ، ومواقفي ، لأن أنظر إلى ما أنا بصدده بتجرد ، وأنا الغلبااااان ؟
سأُحاول ..
و هي محاولة لن تتجاوز وصف ( الحالة ) .. سأصف حالة ( حمدوك ) فقط دون الحكم عليه جرياً على قاعدة .. أن الحق لا يُعرف بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله ..
وأنا بطبعي أجدني مجافياً ( للقطعيات ) فيما أصدره من أحكام وأطلقه من توصيف ، فإذا ساندت موقفاً أو أحداً ، لا أُسَلِّمُ به جملة ولا أُسْلِمُهُ رقبتي وأكون له طيعاً كاليد والحذاء . وإذا ساءني موقف ، أو أحد ، فإني أحرص على أن أستمسك بعروة القسطاس المستقيم ، الذي يزن الأمور بعدل مبرأ من كل ضغينة ومرارة وكراهية ..
وقبل ذلك تلزمني هذه الوقفة ..
وهي أن الحياة ( أَدْوارٌ ) ..
كلٌ يؤدي دورَه ثم ينصرف
أو هي بمعنى آخر ( دَارَه ) كل واحد ياخد( عرضتو ) ويبقى مارِق ..
( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
و في حالة الحكم نحفظ عن ظهر قلب ..
( لو دامت لغيرك لما وصلت إليك ) ..
هذه مُسَلَّمة ، يوقن بها ، ويهتف لها كل من هو خارج ( السلطه ) ، ولكنه ما أن ( يٌعاقر ) الكرسي ، حتى يضعف إيمانه إن لم يكفر بها ، بما يجسده من سلوكِ من ظنَّ أنه خالد فيها أبداً..
وهذا ينطبق على من مضى ، ومن هو لا يزال قابضاً ، ومن سيأتي .. إنه خُلْق ٌلا يَتَخَلَّف .. فقط يَتَخَلَّقُ في شتى الصور والأشكال ..
ذلك أن للسلطة سحرها ، و بريقها ،
وتجلياتها ، و أحوالها ، و عالمها المسكون بقليل من المعقول و كثير من غير المقبول ..
لذلك لا تجد إلا القليل ممن ينغمس فيها ، يأخذها بحقها ويخرج منها سليماً معافى ، وهذا لم يحدث إلا في فترة الخلافة الراشدة ، والتي لم تتجاوز الثلاثين عاماً ، وممن يُحْسَبون على أصابع اليد من الخَلَف الصالح ، أما ماعدا ذلك فالحكام شتى ..
حكام اجتهدوا وأخلصوا النية ، ولكنهم خلطوا عملاً صالحاً بطالح فغلب الصالح ، وهم قلة قليلة .. ( ليس عليكم جناحٌ فيما أخطأتم به ولكن ماتعمدت قلوبُكم ) ..
وحكام إعتسفوا الأمر اعتسافاً ، فظلموا وأضلوا واستكبروا إستكبارا ..
ومن هؤلاء ، من سعى إلى تكريس الدين، والتحاكم إليه في حياة الناس ..
ومنهم من عمد إلي تجريد الحياة ، من كل ما يَمُتُّ بصلة إلى عقيدة من دانوا لهم وخضعوا ، وهؤلاء كُثُرٌ معقودة لهم الغلَبة ..
( وإن تُطع أكثر من في الأرض ، يُضِلوك عن سبيل الله ، إن يتبعون إلا الظن ، وإن هم إلا يخرُصون ) ، أي يكذبون ..
وتجد من يستشعر ثقل الأمانة التي اسْتُحفظ عليها ، فيخشى الله في كل نيةٍ وفعل وقول..
و آخر لا يأبه كثيراً لما يفعل ، ولا يرجو لله وقاراً ، فهو كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، أو كمن أصبح لا يكترث لذنوب يقترفها ، قلَّت أم عَظُمت ، كحال ( وكيع ) لما حضرته الوفاة ، دعا بنيه فقال :
( إني لأعلم أن أقواماً سيأتونكم يدَّعون أن لهم على أبيكم دَيْنَاً ، فلا تقْضوهم ، فإن أباكم قد حمل من الذنوب ما إن غفر الله له لم تضُرُوه ، وإلا فهي مع ما تقدم ) ،، أو كما روى المدائني ، أنه لما حضرت الحطيئة الوفاة ، قيل له أوْصِ
يا أبا مليكة للمساكين بشيئ ، فقال : أوصيهم بالمسألة ما عاشوا ، فإنها تجارة لن تبور . قيل أعتق عبدك يساراً ، قال : أشهدوا أنه عبدٌ ما بقي . قيل : فلان اليتيم بما توصي له ؟ قال : أن تأكلوا ماله و …… أمه ، قالوا ليس إلا هذا ، قال احملوني على حمار فإنه لم يمت عليه كريم لعلي أنجو ، ومات مكانه ..
والحاكم بِطانة ..
إذا أحاط نفسه ببطانة صالحة صلُح وأصلح
وإذا أحاط نفسه ببطانة فاسدة فسد وأفسد
وهو كالسوق يجلب إليها ما يُنْفِق فيها ويُقبل عليه المشترون ..
وهذا ينسحب على كل أنواع الحكام في تاريخنا العربي والإسلامي .. من جاء بالغَلبة أوالتوريث أو الإنقلاب أوالثورة أو الإقتراع ،، إذ تتعدد الوسائل والحكم واحدٌ ، فقد تجد من أتى بالغلبة أعدل ، ومن أتى بالتوريث أرحم ، ومن أتى محمولاً على ظهور الثوار أفجر ، ومن أتى عبر الصندوق أدهى وأمرّ وأمكر ..
ويبقى أن قِوام الحكم الراشد وبقاؤه يكون بالعدل وتوخي العدل
( اعْدِلوا هو أَقْرَبُ للتقوى ) ..
وبالرجوع إلى الحق متى ما استبان الصواب ..
كذلك الإطعام من جوع والأمن من خوف ، وقد تقدم الإطعام على الأمن في القرآن الكريم ، ذلك أن الجوع يقود إلى الفوضى ، والإجرام ، وارتكاب الموبقات ، و الحرق ، و التنكيل ..
وأيضاً عدم التهاون مع الذين يعيثون في الأرض فساداً ، ولو كانوا أولي قربى ، وأسوأ الفساد أكل أموال الناس بالباطل ..
وقبل ذلك وبعده ، فإن الدين عند الله الإسلام ، ومامن حاكم مسلم ، إلا وهو مأمور بإقامة الدين ، وسن التشريعات والقوانين ، والقيام عليها ..
وبعدذلك لا يضره من ضل إذا اهتدى ،،
فلا يتجسس على أحد ، ولا يُكره أحدا على قول أوفعل ، فكل نفس بما كسبت رهينة ، و للدين رب يحميه ويمضيه
ويُعلي من شأنه ، ولو تقاعس المسلمون ، وكره الكافرون ..
وإلى( حمدوك ) ..
وأنت تسألني عن ( حمدوك ) !!
فقد سمعت ، كما سمع غيري ، لأول مرة ، إسم ( عبدالله حمدوك ) عندما تم ترشيحه وزيراً للمالية في عهد ( الإنقاذ ) ..
يومها ،، هناك من احتفى ، وهناك من اختفى ، وهناك من أنكر ، وإن كان المحتفون يفوقون المُنْكِرين ..
أما وقد إعتذر فكأني بالرجل يستجيب لهاتفِ أن دوراً أعظم ينتظره ..
وإن كنت أوقن ، أن الأمر لم يكن وليد مصادفة ، أو مجرد إختيار جرت به مشيئة القابضين على الأمر يومها ..
وإني لأظن ، مجرد ظن ، وبعض الظن إثم ، أن هناك قوة ما ، كانت تتولى الدفع باسم ( عبدالله حمدوك ) إلى ( الواجهة ) لحكمة تعلمها ولتدبير ٍتُقَدِّره .. وما فيصل حسن إبراهيم و أميرة الفاضل ، كلاهما أو أحدهما ، إلا وسيلة اتخذت حينها ، بطريقة أو أخرى ، للإعلان عن الميلاد الثاني ( لعبدالله حمدوك )كخيار يمكن الرهان عليه ، إن لم يكن اليوم فغداً ..
وعلى كف الثورة ، جاء ( حمدوك ) محمولاً ، والناس بين مرحبٍ ومستنكرٍ ومستغربٍ ، وحتى من داخل معسكره ، هناك من استكثر عليه هذا الموقع ، الذي كان مطمعاً للكثيرين من أولئك الذين كانوا يظنون أنهم الأحق به والأجدر ، لبلائهم المزعوم في الثورة ، وهو من لم يكن له كسب يذكر ، لذا فمن غير المقبول ، أن تأتيه تجرجر أذيالها ، ليهنأ بها ( باردة ) و ليبيتوا هم على طوى الحرمان ..
لذلك نجد أن ( حمدوك ) ، قد شق طريقه وهو مغضوب عليه من أعدائه ، ومحسود وأحياناً مستهدف من بعض رَبْعِه ، و الأقربين ،،
لكنه مسنود بقوة لا تكاد تراها ولكنك تلمس تأثيرها في كل ما يقع ويجري ، ومسنود بمشاعر جياشه ، يحيطه بها أولئك الذين يرون فيه رمزاً و ( طوق ) نجاة و مُجَسِّداً لأشواقهم في التغيير . ومن هؤلاء من بدلوا وانصرفوا ، تحت مطارق الأزمات المستحكمة ، ومنهم من ظلوا على موقفهم وما بدلوا تبديلاً ..
وإن كان كل يومٍ يمضي ، يتناقص معه ذلك التوهج ، وتلك الهالة التي اكتسى بها ( الرجل )، ولكنه بالرغم من ذلك يظل ( الطوق ) ، الذي يتعلق به الجميع ، مخافة الغرق والإرتماء فريسة سائغة في فم ( التمساح ) ..
بالقطع نجد أن الرجل ليس سَلَماً لنفسه أو لجهة واحدة ، يجمعها جامع وينتظمها نسق ..
حوله شركاء متشاكسون ، وكل فريق يريد أن يظفر به خالصاً له ، وأن يميل عليه كل الميل ، وهو في ذلك أشبه ( بالقصعة ) ، تتخطف ( ثَرِيدَها ) الأيدي من كل ناحية ،،بنهم وشراهة وعجلة ..
( المكون العسكري ) يُملي
والحواضن تشتط وتُزايد
و ( الشارع ) بكل تناقضاته يُريد
و( الحركات المسلحة ) تُلَوِّح بيد من حديد
و ( قوة خفية ) أراها تفعل ما تريد ..
وهذه القوة التي تتراءى لي لا أدري ما إذا كانت ( ذِراع خارجي ) ، أو ( شُلة ) وبعبارة أخرى ( الخُلَصَاء أخوان الصفا وخِلان الوفا ) أو هو ( حمدوك ) نفسه ..
المهم ، أنا كثيراً ما أبدو مشفقاً عليه ، ومتعاطفاً معه ، إذ أني أراه مغلوباً على أمره ، لا حولة له ولا قوة في اختيار مساعديه من الوزراء ، ومَنْ هم دونهم ، فلا يملك غير أن ينتظر ( شَتَاتَ القومِ ) ،، يجتمعون ويَنْفَّضُون ، يختصمون ويصطلحون ، يلتحمون وينشطرون ، يُغْضِبون ويسترضون ،، ليأتونه في نهاية المطاف ( بتشكيلة وزارية ) وحزمة محاصصات أشبه ( بكوم الكمونية ) ، الذي يُرَاعِي فيه ( الجزار ) ، توزيع ( العَفْشَة ) ،،مُشايلةً ،، فيأتي أغلبه ( فَشْفَاشَاً ) وقِطَعاً من ( الكَرْشَه ) وشيئاً من ( المَصَارِين ) ويدُسُّ فيه بعض ( الجَلافِيط ) و يضع في أعلاه قطعتين إن لم تكن قطعة واحدة من ( الكِبده ) ..
هذا حال الرجل المُسالِم ( حمدوك ) مع ( الكوم ) الوزاري ..
وأرجو أن يخيب ظني هذه المرة ..
والجوعى ببابه ، ينتظرون منه وجبةً مُشْبِعَةً و شهية ، من حلَّة ( الجَقَاجِق ) تلك ..
ولكن من أين له ذلك و ما باليد حيلة !!والناس ( يصرخون ) صباحاً ومساءً ..
حمدوك
حمدوك
حمدوك
كلوووووو من حمدوك ..
( ومن كلام الناس
والله قد ضاع السرور ) ياوردي ..
وأنا ما رأيت مسؤولا إسْتُبِيح كما يحدث لحمدوك ، والذي أصبح عرضة لكل ألوان التناول السالب ..
والقذف والشتائم والسباب ، و بكل المفردات التي آخرها ألِفٌ ونون ..
يُصَّبُ عليه كما المطر الحميم ..
وهو صامد ..
لا يُستَفز ولا يخرج عن طوره ..
ولا ينبري مدعياً البطولات كما يفعل فُلانٌ وعِلان وفِرتِكان ..
بل يخرج متحدثاً بهدوء ، وثبات ، وبلغة متصالحة مع الجميع ، ومبشرة للجميع بوعد الإنتصار والعبور ، وهو مايراه البعض ضرباً من الأوهام والتخيلات ..
إذ كيف يَعِدُ الناس بالمن والسلوى ، وهم على حالٍ بئيس ، لا يخفى على ذي عينين ولساناً وشفتين ..
إذن فما الذي يراه ولا نراه ..
ومن أين يستمد ( الرجل ) كل هذا اليقين بصلاح الحال وتحسن الأحوال ..
وهل هو ( فاعلٌ ) في المشهد
أم ( مفعول به ) في ظل تنازع ( المُرضعات ) وعريض الإدعاءات ..
نحن من أتى بك
و نحن من يحرسك
و نحن مناصروك وأولياؤك ..
و نحن من إذا شئنا غتَسْنا حَجَرك
و نحن السم
و نحن الدم
و نحن الهم
و نحن الغم
ونحن حرَّم
و نحن الرماد و السجم
و ( نحن ونحن الشرف الباذخ
دابي الكر شباب النيل ) ..
حتى أنك لتحتار ،، من يقف وراء ( الرجل ) ، وأي قوة تسنده ،وإلى أي صف هو يميل ويهْوى ، أم أنه في أمرٍ مَرِيجٍ ، أي مُلْتَبِس ومُخْتلِط ..
وما يبدو جلياً ، أن من معه اليوم ضده غداً ، وهناك من معه وضده في آن واحد ، وهو يظل يركض بين الفرقاء ، ويجفو ( حضناً ) ليرتمي في آخر ..
ومع كل حضنٍ ..
( في الحالتين أنا ضايع
لا بعدك بفرحني لا قربك بريحني
في الحالتين أنا ضايع
وما لاقي اللينصفني
أقول أنساك أفوت لي دنيا ما دنياك
يسرح قلبي في ذكراك
تاني الشوق يرجعني
أتعب واشقى برضي معاك
في الحالتين أنا ضايع
إتخاصمنا كم مرات
واتراجعنا كم مرات
إتعاهدنا ننسى الفات
نطوي الماضي في صفحات
صفحه جديده ما تكمل
ترجع تاني تجهلني
وفي الحالتين أنا ضايع ) ..
ولا ما كده !!
وإذا كان كده ..
هل ما يجعل حمدوك يبدو ضعيفاً ، هو هذا التشظي و التشاكس والتشرذم ..
أم أن ضعفه ، هو ما يُغري به ، ويدفع إلى هذا التشظي و التشاكس والتشرذم..
أم أنه هو من يصنع هذا التشظي والتشاكس والتشرذم ، ليعبر عليه ، وينتصر في نهاية المطاف ؟ ..
أم أن الأمر برمته ( هيصة ) في ( هيصة ) ستؤدي في النهاية إلى ( بيصة ) و( ميصة ) ..
وأرح أرح أرح
وروح روح روح
وراح راح راااااح ..
وشليل وينو أكلو الدودو
وشليل وين راح أكلو التمساح ..
وعلاوة على ذلك ، ورغم أنف الغالبية الغالِبة ، فإن أي نظام وأي حاكم ينبري له قِلَّةٌ من المتطرفين ، و المزايدون ، و ( الهِتِيفَة ) ، يدفعونه لفعل الأسوأ ، وإرتكاب الأوبق ، والأنكأ ..
والعقلاء يمتنعون ، و يختنق صوتهم ، في ضجيج الهِياج ، وشعار مانريكم إلا مانرى ، والماعاجبو يقع البحر ..
و الأخطر على أي نظام وحاكم ، هم أولئك ( البلاطِجة ) ، ( أصحاب السوابق ) الذين لايستحوون ، ولا يتورعون ، فيسوقونه بكل ما أوتوا من قوة وجرأة وقبح ، لتحقيق مآربهم ، شخصية كانت أم حزبية ..
خاصة في ظل وضع هش ، ومضطرب ، وخادع ، كزبد البحر ، أو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً وماهو بماءٍ ..
وهذا ما نراه ماثلاً كفلق الصبح ، وهو
وضعٌ يقوم على توازن الضعف ، وضربني وبكى وسبقني اشتكى ، وإعلاء سلوك الإبتزاز ، والبطولات الزائفة ، وتبادل المنافع من قَبِيل ( خُذ ) و ( هات ) ، وتعال في ( الضَرَه ) بَقْضِي ليك الموضوع الناس ديل ناسنا ، وما نشيل ما القبلنا شالوا ، ونفسي نفسي ..
ومن يُنْتَقَد فِعْلُه أو سُلُوكُه ، يملأ الأرض صِراخاً وعويلاً ،، إن ( الثورة ) في خطر ، وإن ( دماء الشهداء ) ستضيع في هدر ، وإن ( الشعب )، مصيره نُكُر كهشيم المُحْتَظِر ، والويلُ لكم والثبور أيها ( الغجر ) .. وهذا بالطبع فعلً كل من طغى وتجبر ، وأصابه من السلطة مسٌ وسكر ..
ولا عزاء ( لحمدوك ) ..
ولا عزاء ( للشهداء ) و ( الثوار ) ( وأبناء الشعب ) الذين أصبح تَذّكُرهم لا يكون إلا دفعا لضر ٍأو جلبا لمنفعة ،، وهو كما يفعل البعض ، عندما يترصد مغنماً أو يخشى على ذهابه ، فتراه يرغي ويزبد،، و باسم ( الثوار ) و ( الشهداء ) و( الشعب ) ، يحشد ، ويَتَجَشَّم حشْرَجاتٍ ودموعاً كاذبةً ، وهو يعلم أنه كاذب ، والناس يعلمون أنه كاذب ، وهو يعلم أن الناس يعلمون أنه كاذب ، ولكنه يظل يكذب ، ويتحرى الكذب ، ويقتات من الكذب ، حتى يذوق وبال الكذب ..
و ( تبَّت يدا أبي لهبٍ وتبَّ (١) ما أغنى عنه مالُهُ وما كَسب ) ..
فيا صديقي ..
هل بذلك أكون قد اقتربت من وصف ( حالة ) السيد الدكتور عبدالله آدم حمدوك الكناني ، رئيس حكومة الفترة الإنتقالية ، أم أني ضللت الطريق ، وازددت بُعداً !!
والسلام ..
أم درمان ٧ يناير ٢٠٢١