
د. عادل عبدالعزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
مقاطعة السودان للسلع الكينية وعلى رأسها الشاي مؤثرة على الاقتصاد الكيني.
سوف يكون الأثر الاقتصادي مضاعفاً إذا ما قرر السودان حظر الطيران الكيني من المرور عبر أراضيه.
رداً على تورط الحكومة الكينية في دعم مجموعات سياسية معارضة للحكومة السودانية، على رأسها مليشيا آل دلقو الإرهابية التي تقود حرباً على مواطني السودان وجيشه الوطني، فقد قررت حكومة السودان حظر الاستيراد من كينيا.
الاقتصاد الكيني هو الثالث في الترتيب بالنسبة للدول الافريقية جنوب الصحراء بناتج محلي إجمالي 108 مليار دولار في العام 2023 (للمقارنة سجل الناتج المحلي الإجمالي للسودان 127 مليار دولار في العام 2017 قبل أن يتدهور بصورة متسارعة إلى 109 مليار دولار في العام 2023).
بلغت الصادرات الكينية لدول العالم في العام 2021 حوالي 6.2 مليار دولار، بينما بلغت واردتها السلعية حوالي 13 مليار دولار. أهم الدول التي تصدر لها كينيا: يوغندا، الولايات المتحدة، الامارات، هولندا، باكستان. أهم صادرات كينيا الشاي، الزهور، الذهب، الفواكه، والبن.
أهم الدول التي تستورد منها كينيا: الصين، الامارات، الهند، السعودية، ماليزيا. وأهم واردات كينيا: المواد البترولية، زيت النخيل، القمح، الأدوية، الحديد المدرفل.
استورد السودان من كينيا في العام 2022 سلعاً بقيمة 72 مليون دولار، وكان أهم هذه السلع هو الشاي بقيمة 45 مليون دولار، والمشروبات والتبغ بقيمة 17 مليون دولار. وفي نفس العام صدر السودان لكينيا بقيمة 6 مليون دولار فقط، وكانت أهم سلعة مصدرة لكينيا هي الذرة بقيمة 5 مليون دولار.
من الواضح من خلال هذه الإحصاءات ان الميزان التجاري يميل لصالح كينيا بنسبة كبيرة جداً. وعلى الرغم من أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين تبدو ضئيلة، فهي في حدود 23 مليون دولار في مجالي الصادرات والواردات، إلا أن المقاطعة السودانية للسلع الكينية تبدو مؤثرة من زاويتين، الزاوية الأولى أن كينيا تعتبر اقتصادها اقتصاداً حراً وتسعى لإبعاد أي نوع من القيود التجارية عليه، خصوصاً أن أغلب المنتجات الكينية المصدرة لدول العالم هي استثمارات شركات هندية وهولندية ومن دول أخرى، بل توجد استثمارات لرجال أعمال سودانيين في زراعة وصناعة الشاي في يوغندا.
الزاوية الثانية أن كينيا بوصفها عضواً مؤثراً في منظمة الكوميسا، وتحقق من خلال عضويتها مكاسب اقتصادية كبيرة، ترى أن المقاطعة السودانية لمنتجاتها قد تضر بتنافسيتها التجارية، خصوصاً أن السودان يمكنه أن يؤثر على مصر ذات الثقل في الكوميسا في نفس الاتجاه.
إذا ما اتجه السودان لحظر الخطوط الجوية الكينية من المرور فوق أراضيه فإن الأثر الاقتصادي سوف يكون أكبر، ذلك لأن الخطوط الجوية الكينية، والتي تعمل في شراكة مع الخطوط الجوية الهولندية KLM ، تعتبر من الخطوط الجوية الناجحة وتمر رحلاتها إلى أوروبا عبر السودان، ونظراً لاعتماد الاقتصاد الكيني بنسبة مقدرة على السياحة، خصوصاً سياحة السفاري التي يعشقها الأوربيون، فإن ارتفاع قيمة تذاكر السفر الجوي المتوقعة إذا ما حظر السودان الطيران الكيني سوف تكون مؤثرة على الاقتصاد الكيني.
ندعو الحكومة الكينية لرفع يدها عن احتضان الدعم الصريع المنهزم، والجماعات المارقة التي تدور في فلكه، لأن الإجراءات السودانية بأوجهها المختلفة سوف تكون موجعة لكينيا.