

نِعمَ الجوازُ .. فســــافر أيُّها البــــــطلُ
ففي انتظارك ضجَّ الصَّحبُ و احتفلوا
ســافر بـه ، فعلى جنحيـه كم هتَــفَت
بـك الجنـانُ .. و نــاداكَ الغـدُ الخضِــلُ
ســــافر .. فما بقيـــت في الحُبِّ خافيـةٌ
لم يُـــبدِها منـــك قـلبٌ بالفِــدى ثَمِـــلُ
كلَّا .. و لـم يــَـبقَ معنىً في تأنُّـــــقهِ
إلَّا و راح عــلى عينَـيـــــكَ يكتحـٓـــلُ
نِـــعمَ الجـــوازُ جـــوازٌ في صحائـــفِهِ
تـــناثر المســكُ و الأسمــارُ و الحُــلَلُ
هنـــاك حيث يجولُ البِشرُ في وهَــج ٍ
و تلثـــــمُ النــورَ من لفَتـــاتـهِ المُـقَـــلُ
نِـــعمَ الجــوازُ جــوازٌ ما احتميتَ بــه
بل كنتَ في نبـــعهِ البسَّـــامِ تغتســـلُ
مهنَّـــــداً.. و سيــــوفُ اللهِ رانيـــــــةٌ
إليــكَ ، و المُـهَجـاتُ السُّـمرُ تبتـــــهلُ
و أنـتَ من رهَـــقٍ .. تسـعى إلى رهَـــقٍ
وضــــاءةً في اصطفـــــاءِ اللهِ تـرتحـلُ
وضـــاءةٌ لم يــرَ الجُهَّـــالُ مـا خبَـــأت
و كيـف يُـــدركُ ذاك الســــرَّ من جهِلوا
العاكفـــون على أصنــــامِهِم تعبَـــــــاً
و المتخمــون خـــواءً فـرطَ ما أَكَلـــوا
و اللاعقون ذيــولَ الخـزي في نــــهَم ٍ
لا نخوةٌ تُــرتَجَي فيــهم و لا خجَــــلُ
و النــابحون إذا ما ومضــةٌ ضــحكت
راقَ الخمولُ لهم.. و استحــكم الكسـلُ
و الفاشــلون.. فما هَمُّــــوا بمــــــاكرةٍ
إلا و كالَ لـــهم من بـــؤسهِ الفشــــــلُ
فأيـــن خطوكَ ، و الأفــلاكُ مَوْطِئُــــهُ
و أيـــن هُــم ؟ يا مثــالاً ما له مثَــــــلٌ
فاضــمُم إليــك جَــوازاً ما ســـألتَ بــــه
عمَّن أساءوا ، و مَن خانوا ، و مَن قَتَلوا
و اصعَد على جُرحِنا المجدولِ من شمَم ٍ
ريــانَ .. يــقبِسُ من أعراسِــهِ الجَــــذَلُ
ما الحُــبُّ أن تــذرفَ الآمــاقُ أدمُعَهـــا
الحُــبُّ أن يــعتَلي أحزانَــــها الأمَـــــلُ