تقرير منظمة الهجرة الدولية حول النزوح الداخلي في السودان (12 أبريل-13 يونيو 2023): قراءة عامة
د.احمد عبدالباقي
أصدرت المنظمة الدولية للهجرة بتاريخ 13 يونيو 2023 التقرير رقم (8) عن وضع النزوح الداخلي في السودان والعابر للحدود إلى دول الجوار بتاريخ 13 يونيو 2023م، غطى التقرير الفترة من 12 إبريل وحتى 13 يونيو 2023م. تستعرض هذه المساحة التقرير والتعليق على بعض فقراته على نحو:
بلغ عدد مواقع النزوح داخل السودان ودول الجوار (1,681) موقعا ونسبة 24% من هذه المواقع بدول الجوار، وبلغ عدد النازحين داخليا (1,670,991) شخصا من بينهم (334,517) أسرة، وبلغ عدد الذين عبروا الحدود إلى دول الجوار من إجمالي النازحين الكلي (528,147) شخصا،
مصادر النزوح الداخلي :
غطي التقرير كل ولايات السودان الثماني عشرة، وأبان نسب النزوح الداخلي والعابر للحدود في كل الولايات السودانية بالترتيب كما يلي :
الخرطوم (64,45%)
غرب دارفور (17,19%)
جنوب دارفور (8,54%)
وسط دارفور (5,49%)
شمال دارفور (3.04%)
شمال كردفان (0,26%)
الجزيرة (0,03%)
كما جاء التقرير، فإنه يُلاحظ أن نسبة النزوح في تزايد منذ بداية الحرب بين الجيش ومتمردي الدعم السريع، وبلغ عدد النازحين الفترة من 6-13 يونيو 2023م أي -في ظرف أسبوع- (242,440) شخصا مع العلم أن التقرير أشار إلى أن عدد النازحين داخليا قبل بداية الحرب في يوم 15 أبريل بلغ 3.8 مليون وهؤلاء في أشد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وقطعا ستزداد الحاجة في ظروف هذه الحرب؛ مما يستدعي أن تضاعف الحكومة في الولايات والمنظمات الطوعية جهودها لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة خاصة وأن البلاد مقبلة على فصل الخريف.
الولايات التي تستقبِل النازحين :
غرب دارفور: (16,95%)
نهر النيل: (14,12%)
النيل الأبيض: (13,56%)
الشمالية: (11,23%)
سنار: (8,21%)
جنوب دارفور: (7,98%)
الجزيرة: (6,2%)
وسط دارفور: (5,62%)
القضارف: (3,39%)
شمال دارفور: (3,35%)
شمال كردفان: (2,14%)
كسلا: (2.11%)
البحر الأحمر: (1,71%)
الخرطوم: (1,22%)
النيل الأزرق: (0,92%)
جنوب كردفان: (0,90%
غرب كردفان: (0,6%)
النزوح بين الريف والحضر :
نزح إلى المناطق الحضرية بمختلف مواقع النزوح (1,071,739) شخصا أي بنسبة 64,1% من إجمالي النازحين داخليا، بينما بلغت نسبة النزوح إلى الريف 35,9% أي (599,252) شخصا، أوي (964,274) شخصا من نازحي المناطق الحضرية إلى مناطق الجوار، بينما أوي (107,465) إلى المعسكرات، أما بالنسبة للنازحين إلى المناطق الريفية، فقد أوى منهم (549,897) شخصا إلى القرى، بينما أوي (49,355) شخصا إلى المعسكرات.
مَآوَى النازحين داخليا :
قسم التقرير مآوى النازحين داخليا إلى: استضافة مجتمعية، إجارة، معسكرات رسمية، مدارس ومنشآت عامة، مناطق مفتوحة (معسكرات غير رسمية) ومباني مهجورة ومآوي خرِبة، هذا وقد توزع النازحين داخليا كالآتي:
(أ) استضافة مجتمعية: 76.8% (256,902 أسرة)
(ب) مساكن مستأجرة: 10.28% (34,398 أسرة)
(ج) معسكرات رسمية: 9.38% (31,364 أسرة)
(د) مدارس ومنشآت عامة: 1.88% (6,282 أسرة)
(ه) مناطق مفتوحة (معسكرات غير رسمية): 1.6% (5,229 أسرة)
(ح) مباني مهجورة/ مآوي خربة: 0,1% (342 أسرة)
الملفت للنظر أن نسبة الاستضافة المجتمعية بلغت أكثر من 75% مما يشير إلى أن المجتمع السوداني مازال بخير وكالعهد كريما مضيافا.
أولويات النازحين من حيث الضروريات :
رتب التقرير أولويات النازحين حسب الضروريات المستعجلة وهي :
توفير الغذاء
تقديم الخدمات الصحة
الحصول علي المآوي الاضطرارية
تجدر الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بتوفير الغذاء ومنحه قائمة الأولويات خاصة أن فصل الخريف على الأبواب؛ مما يحتم ضرورة تركيز الولايات الزراعية على الإعداد للموسم الزراعي خاصة في مناطق الزراعة المطرية.
ينبغي أن يركز ولاة الولايات التي يتركز فيها النازحون على الاستعداد للخريف وتوفير المواد الطبية نسبة لصعوبة الحركة في أثناء هطول الأمطار وتأثر طرق النقل بفصل الخير علاوة على شح الوقود ومدخلات الإنتاج.
النزوح عبر الحدود الدولية :
بلغ عدد النازحين من السودان إلى دول الجوار (528,147) شخصا (سودانيين وأجانب) على النحو التالي:
أ/مصر 38.9% (205,565) شخصا
ب/تشاد 28,383% (149,383) شخصا
ج/جنوب السودان 21.0% (110,980) شخصا
د/إفريقيا الأوسطي 2.9% (15,219) شخصا
ه/ليبيا 1>% (1,395) شخصا.
هذا وقد أشار التقرير إلى أن العبور إلى دول الجوار يواجه تحديات مثل المشاكل الأمنية التي أوجدت صعوبة في استخدام طرق العبور المألوفة، ندرة الوقود، انقطاع في وسائل النقل بسبب النزاع المسلح، ارتفاع معدل التضخم مما أثر في المقدرة المالية للنازحين؛ وبالتالي حد من مقدرة البعض على العبور إلى دول الجوار علاوة على القيود التي فرضت من بعض السلطات الهجرية في دول الجوار مثل مصر وكذلك صعوبة التنقل بالطيران عبر دول الخليج وإثيوبيا؛ مما يحتم على وزارة الخارجية السودانية والجهات ذات الصلة التحرك بصورة أسرع لتذليل تلك الصعوبات.