الرواية الأولى

نروي لتعرف

الرأي

تحقيق شبكة ال CNN عين الرضا عن كل عيب كليلة

بقلم 🖋️أنس الطيب الجيلاني

نشرت شبكة (CNN) الأمريكية بالتعاون مع غرفة الاخبار الاستقصائية المسماه( light house reports) تقريرا زعمت فيه قيام الجيش السوداني بحملة مروعة وذات دوافع عرقية حدثت بولاية الجزيرة ، ومن عجب أن التقرير إستشهد بصور إدعي أنها مروعة لمقتل جنود من مليشيا الدعم السريع بواسطة الجيش السوداني، ولا مشاحة أن التقرير والذي أصدرته الشبكة ،وهو مبذول في الوسائط ،نظرت فيه القناة بعين السخط للقوات المسلحة والتي قامت بواجبها الوطني في الدفاع عن سيادة البلاد وتطهير المدن والقري التي احتلتها مليشيا مدعومة من الخارج، وجماعة عرقية مدججة بالسلاح نهبت المواطنيين واحتلت بيوتهم ومؤسساتهم الوطنية من مدارس وجامعات ومستشفيات وعاثت فيها فسادا وتخريبا وسرقت الأموال والمقتنيات الخاصة والعامة ، بينما غضت الشبكة المتحيزة الطرف عن جرائم الجنجويد ومليشيا آل دقلو الموثقة بكاميرات جنودها من لدن جلحة إلي أبولولو ، ولم تجتهد القناة كثيرا في تقريرها الاستقصائي من إدارة محركات البحث لتري صور الأقمار الصناعية التي نشرتها جامعة ييل الأمريكية وقناة ال BBC وكبريات الصحف البريطانية والأمريكية كالديلي ميل ووال ستريت جورنال والواشنطن بوست ، والبيانات والوثائق التي أصدرتها الامم المتحدة كتقرير لجنة العقوبات وفقا لقرار مجلس الامن (١٥٩١)،وبيانات الاتحاد الافريقي ومنظمة البحيرات العظمي ولجنة حقوق الانسان وغيرها من المنظمات والكيانات الإقليمية والدولية التي أدانت بأقسي العبارات الجرائم المروعة والانتهاكات الخطيرة التي هزت الضمير الانساني العالمي وهو يشاهد الإبادة الجماعية في الفاشر في ٢٧ اكتوبر الماضي وقبلها من مذابح جماعية لقبيلة المساليت والمقابر الجماعية بقرية ودالنورة والهلالية وجرائم القصف العشوائي المحرم ضد الأبرياء في كالوقي والدلنج وغيرها من المدن ، وقصف المنشآت المدنية ومحطات الكهرباء والمستشفيات في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والذي يحرم أستهداف المنشآت المدنية في وقت الحروب والنزاعات .
ولا تثريب علي شبكة ال CNN وذلك أذا علمنا أن مالكها هو رجل الأعمال الأمريكي ذو الأصول اليهودية روبرت أدوارد تيرنر ( تيد تيرنر) أحد أكبر أساطين الإعلام الأمريكي والذي كان متزوجا من الممثلة الأمريكية الشهيرة ( جين فوندا) كما يملك بجانب الشبكة أستديوهات يونفرسال الشهيرة للأفلام السينمائية.
وللرئيس الأمريكي ترمب معارك مشهودة مع شبكة (CNN) ، ولعل أشهر خطاباته كانت أمام تجمع المسيحيين الإنجيليين ومهاجمة ما أسماه وقتها بالإعلام المزيف (fake media) ، وقد حاول الرئيس ترمب مرارا إسكات مراسلي القناة في إحاطاته الصحفية والتي وصف قادتها بانهم أما فاسدون أو عدم أكفاء ( corrupt or incompetent )، وأكتفي هنا بأشارات كبير القوم ترامب ورأيه في عدم صدقية أخبار القناة والتي تفتقر في ظني لأدني درجات المهنية والموثوقية مما يعد سقوطا أخلاقيا مريعا للقناة وأنحيازا سافرا لمليشيا آل دقلو والتي تشير كل الدلائل والبراهين علي مسئوليتها الأخلاقية والقانونية في الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوداني.
ولو نظرت القناة بعين الرضا للعودة الطوعية للسودانيين من المهاجر والمنافي والتي أنتظمت البلاد ، والتي بلغت حسب إحصائيات منظمة الهجرة الدولية( IOM) أكثر من مليوني عائد لحضن الوطن مقروءة مع هروب المواطنيين الفارين من جحيم آل دقلو في كردفان ودارفور نحو الولاية الشمالية وبقية الأقاليم التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية لوجدت الشبكة ضالتها ولعرفت الحقيقة ، حقيقة هذا الصراع وجذوره والذي أرادوا له أن يبدأ بسناريو أنقلاب معد وفق خطة مدروسة ، وبعد أن فشل تدبيرهم وأنكشفت خططهم وبانت قلة حيلهم طفقوا ينسجون السرديات المضللة والتي بدأوها بمن أطلق الرصاصة الاولي مرورا بأن سببها الإطاري ،كما زعم كبيرهم ذات مرة، والي حرب الجنرالين وانتهاءا برواية الزور الاخيرة والتي أرادوا تسويقها لمغازلة الخارج بأن الإخوان يسيطرون علي جيش السودان ،ولكن الحقائق قد وضحت وأن العالم قد وعي الدرس وأن التجارة بهذه الفرية قد كسدت وأنكشفت عورة المليشيا المتمردة ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، وأختم بأبيات الإمام الشافعي المشهورة من العصر العباسي
وعين الرضا عن كل عيب كليلة …ولكن عين السخط تبدي المساويا.

اترك رد

error: Content is protected !!