الرواية الأولى
تستقطب أحداث السودان وتطورات الأوضاع فيه اهتماماً دولياً وإقليمياً كبيراً في هذه الآونة الحرجة من تاريخ بلادنا ، وتشكل مسارات تلك الأحداث ومآلاتها أهمية بالغة للمنطقتين الأفريقية والعربية بحكم تأثيرات الأمن والسلام والاستقرار أو عدمها.
وظلت تطورات أوضاع السودان تستقطب وبصفة خاصة اهتماماً رسمياً وشعبياً فى الشقيقة (مصر) ، بحساب الخصوصية التى ظلت تميز علاقات البلدين ووشائج التاريخ و الجوار المشترك وتداخلات السكان والقربى ومشتركات الثقافة والاجتماع وخلافها.
وفى الوقت الذى يؤثر فيه ما يحدث فى السودان بصورة مباشرة على الشطر الشمالى لوادى النيل ، فقد اتسمت ردود الفعل المصرية بتجنبها التدخل فى الشؤون الداخلية للسودان وإعلان دعمها عوضاً عن ذلك ، لخيارات السودان وطموحات شعبه بما يعزز فى النهاية من سعى البلدين المشترك لجعل تعاونهما المشترك نموذجاً يحتذى فى المنطقتين العربية والأفريقية، بما يملكان من مقومات و موارد وثروات .
وفى الوقت الذى يشهد فيه السودان تتابع صنوف التعبير المختلفة من قبل مواطنيه على النحو الذى تعكسه تطورات الأحداث فى ربوعه المختلفة ، فإنه قد تلاحظ أن بعض الجهات قد عمدت لإقحام مصر دونما مبرر أو منطق سليم وتحميلها وزر بعض سلبيات مايحدث وإطلاق دخان كثيف مشككاً في منطلقاتها وسياساتها عبر نمط ممنهج من الأكاذيب والشائعات التى أكدت بمالايدع مجالا للشك استهدافها للعلاقات السودانية المصرية والاصطياد فى المياه العكرة ، وهو أمر لم ينطلى على إدراك شعبى البلدين بحكم تعاملهما وتفاعلهما الحصيف والحكيم مع تجارب الماضى.
إن المبادرة الشعبية لتعزيز العلاقات السودانية المصرية إذ تحذِّر من مغبة الوقوع فى شراك هذه المخططات البائسة للإضرار بالعلاقات السودانية المصرية وضرورة التيقظ إزاء مكرها السئ ، فإنها تثق في قدرة أبناء وبنات السودان على إيجاد الحلول لمشاكل البلاد كما تؤكد على أن علاقات السودان ومصر سوف تظل دعماً لسودان قوى ومزدهر وقيمة مضافة لتقدم وانطلاقة وادى النيل لتحقيق كافة الأهداف المبتغاة.
المبادرة الشعبية لتعزيز العلاقات بين السودان ومصر