محمد وداعة
• الطريق الوحيد لوقف الحرب يمر عبر تنفيذ اتفاق جدة
•الهدف الرئيس لورشة – نيامى – كان اخراج الفصائل السودانية المسلحة من ليبيا
• فى القاهرة تغيرت اجندة بروميديشن المعلنة فى نيامى 2022م
• لا صحة لرعاية وزارة الخارجية المصرية او الخارجية الفرنسية لهذه الورشة
•الراى العام السودانى ينتظر توضيحأ من الخارجية المصرية
• تهدف الورشة الى خلق حاضنة مناطقية دارفورية داعمة للمليشيا، و العمل على تفكيك الجبهة المساندة للقوات المسلحة
• فى القاهرة ،اتصالات محمومة تجريها جهات اهلية موالية لمليشيا الدعم السريع لخلق واقع جديد بهدف تفكيك مجتمع الادارة الاهلية
فى يونيو 2022م أجرى وفد عسكري يمثل الحكومة السودانية لقاءات غير رسمية مع 7 فصائل مسلحة في نيامى عاصمة دولة النيجر بتسهيل منظمة بروميديشن الفرنسية ناقش إلحاقها بالعملية السلمية وسحب قواتها من ليبيا ، وكانت هذه الفصائل وقعت إعلانا تأسيسيا أطلقت عليه (قوى المسار الديمقراطي) نص على تحقيق السلام الشامل في السودان وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة لاستكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية ، وعقد هذا الاجتماع برعاية منظمة بروميديشن الفرنسية ، وقال مدير المنظمة ايريك بلانشو لـ (سودان تربيون) إن الهدف من الاجتماع التمهيدي غير الرسمي بين الحركات الدارفورية الموجودة في ليبيا والوفد الحكومي السوداني هو ( مناقشة الحاق الحركات بعملية السلام وسحب مقاتليها من ليبيا ودمجهم في القوات السودانية والمجتمع ) ، و بالطبع لم يعلن عن السبب الحقيقى لاقامة الورشة وهو اخراج الحركات المسلحة المتواجدة فى ليبيا تمهيدآ لاقامة الانتخابات ، وهو الهدف الرئيس للورشة بالاضافة الى مطالبات باخراج بقية المسلحين الاجانب بما فى ذلك القوات التركية و فاغنر و مجموعات اخرى ،ويضم الائتلاف الذي فاوضته الحكومة السودانية ، كل من مجلس الصحوة الثوري الذي أسسه موسى هلال وحركة العدل والمساواة السودانية الجديدة التي يقودها منصور أرباب وهي فصيل منشق عن العدل والمساواة قيادة جبريل إبراهيم إضافة إلى الحركة الثورية للعدل والمساواة قيادة يس عثمان و حركة تحرير السودان القيادة المستقلة التي يرأسها عباس جبل مون ومجلس الصحوة القيادة الجماعية بزعامة السافنا بجانب حركة العدل والمساواة التصحيحية برئاسة زكريا الدش ومجلس الصحوة الثوري للتغيير والإصلاح قيادة عبد الله حسين ، و كان غريبآ ان تتم الدعوة بهذا الشكل ، حيث كانت الدعوات فى السابق لهذه الفصائل و حكومة السودان ( بالاسم ) ، ولم تكن هناك دعوات تقدم لاطراف من سلام جوبا او الدعم السريع ، انعقدت في القاهرة في الفترة من 23 إلى 25 يناير ورشة برعاية نفس المنظمة ( بروميديشن ) ، تناولت الوضع الأمني في دارفور، و هو العنوان المعلن للورشة ، و لا صحة لرعاية وزارة الخارجية المصرية او الخارجية الفرنسية لهذه الورشة ، وسط حديث بانها امتداد لورشة عقدت فى اثيوبيا فى ديسمبر 2023م حضرتها بعض الحركات الموقعة على سلام جوبا و مليشيا الدعم السريع ، و لم تحضرها مجموعة نيامى و لا الجيش و لم تعلن مخرجاتها ، نفى الناطق الرسمى للقوات المسلحة ان يكون تسلم دعوة لهذه الورشة ، و لم يكن متوقعآ ان يشارك فيها ، كما ان اهم الحركات الموقعة على سلام جوبا قاطعتها ، و بينما حضرت الحركات المتحالفة مع المليشيا ( الهادى ادريس ، الطاهر حجرو صندل) و بعض اطراف مجموعة – نيامى – و سط حضور كثيف لمليشيا الدعم السريع و محاولات مخططة لتخريب اجتماعات دعى لها المكتب التنفيذى للادارة الاهلية ، تشهد القاهرة اتصالات محمومة تجريها جهات اهلية موالية لمليشيا الدعم السريع لخلق واقع جديد بهدف تفكيك مجتمع الادارة الاهلية خاصة بعد الدور الكبير الذى لعبته هذه الادارات و تبنيها لخط الاستنفار و دعم المقاومة الشعبية وحث المواطنين للدفاع عن مناطقهم و ارضهم و عرضهم و اموالهم ، وعلى الاقل تهدف الورشة الى محاولة خلق حاضنة مناطقية دارفورية داعمة للمليشيا، و العمل على تفكيك الجبهة المساندة للقوات المسلحة ، و فى اسوأ الاحوال محاولة خلق توافق دارفورى لعزل الاقليم و اقامة سلطة من المليشيا و الحركات المتحالفة معه ، وهذا بلا شك هدف بعيد المنال ، يتغافل عن حقائق المجتمع الدارفورى و ما افرزته الحرب ، و تباعد الشقة بين المليشيا و ضحاياها فى الجنينة و زالنجى و نيالا ،كما ان محاولات تسليم الفاشر للحركات و خروج الجيش منها ، و التزام المليشيا بعدم مهاجمتها لا يصدقها احد ، الورشة تهدف الى اعادة تسويق افكار تجاوزتها الاحداث ، واهم ما اكدته الحرب هو اتفاق السودانيين على وحدة بلادهم و الحفاظ على سيادتها ، و ان غالب اهل دارفور هم مع هذا الخيار، وان الجيش السودانى مصمم على استعادة الامن و الاستقرار فى دارفور تحت مظلة الدولة السودانية، و لا مجال لاوهام صبيانية بعد انهيار منبر الايقاد ، الطريق الوحيد لوقف الحرب يمر عبر منبر جدة ، ربما كان على ممولى الورشة بحث كيفية خروج المليشيا من بيوت المواطنين و المستشفيات و الاعيان المدنية ، و كيفية رد المسروقات و المنهوبات لاصحابها ،اما الحل السياسى لانهاء الحرب فلن يتم الا عبر الحوار السودانى – السودانى فى مؤتمر جامع يشارك فيه كل اهل السودان ، و بينما لا احد ينتظر من الخارجية الفرنسية تعليقآ لاقحامها فى رعاية ورشة تتدخل فى الشأن السودانى ، فلا شك ان الراى العام السودانى ينتظر توضيحأ من الخارجية المصرية ، 26 يناير 2024م