اسامة عبدالماجد
¤ سيدون التاريخ، ان والي غرب دارفور خميس ابكر ، قاتل دفاعاً عن (الارض) و(العرض) وضد اي محاولات لتغييب وقائع التاريخ، حتى اخر رمق في حياته.. رغم الغزو البربري الذي تعرضت له ولايته.. واضعا نصب عينيه ان سلطنة المساليت في (دار اندوكا) هي السلطنة الوحيدة التي لم يتم استعمارها في افريقيا.
¤ كان خميس واهله يخوضون حرباً ضد اي مزاعم للتفوق العرقي، وكأني بها الحرب الثالثة.. وقد خاضوا من قبل معركتي (كرندق) و (دورتي)، ضد الجيش الفرنسي الذي كان يسيطر على غرب افريقيا. ابلى فيهما اهل خميس بلاء (الشجعان) من اهل (السودان).. ما ادى لتقهقر الفرنسيين.
¤ أدلى الوالي المغدور بشهادته قبيل ساعات من اختطافه واغتياله.. ابلغ عبر قناة الحدث، (العالم) الذي (يعلم) سلفا بجرائم وفظائع مليشيات حميدتي.. والتي لا تحتاج لكثير براهين، ولا إستقصاء في الاحداث والوقائع.. الا من قلة عنصرية، مفضوحة ومرتشية تحاول ممارسة التضليل وطمس الحقائق.. كمن يحاول تغطية ضوء الشمس بكف اليد.
¤ حذر خميس بكل (شجاعة) و (بسالة)،حتى آخر (اللحظات) من (الطلقات) و(الدانات) و (الاغتيالات).. ورغم (الدمار) واشتعال (النار) لم يغادر ارض اسلافه.. كيف لا وهو من احفاد السلطان/ تاج الدين اسماعيل الذي واجه الغزو الفرنسي لسلطنة المساليت في معركة دروتي الشهيرة في 1910.. واستشهد، بعد صد القوات الغازية.. وهي من الاحداث الخالدة التي يفترض ان يباهي بها كل اهل السودان.
¤ ان سلطنة المساليت هي الوحيدة بين السلطنات والممالك التي إنضمت إلى السودان برضا (الرجال) لا جبروت (الاحتلال).. وامتدح ابن السودان الشاعر الراحل محمد الفيتوري شجاعة اهله والسلطان تاج الدين في قصيدة (يادار مساليت انا حي).
¤ برأ الشهيد خميس ذمته.. وعكس بصدق ماتعرضت له الولاية الاستراتيجية من حيث الموقع والمكانة.. من تدمير ممنهج.. وهي ولاية فيها (ترابط) و (تسامح) كبيرين.. ناتج عن حكمة وحنكة سلاطينها آخرهم سعد بحر الدين.. الذي ظل وشقيقه الوزير الامير/ الطاهر، يزوران ويتفقدان كاتب السطور في مكتبه ومنزله.. بالمقابل كنا نحرص عند وصولنا الجنينة، زيارة السلطان في قصره العتيق.. الذي يشعرك وكأنك السلطان.. وهكذا مجتمع الولاية المضيافة، تصافحنا قلوبهم قبل ايديهم.. وتفوح منهم رائحة المحبة والاخوة.
¤ غرب دارفور هي قبائل دار مساليت لكن عاش فيها كل أهل السودان دون (إنتقاء) او (إقصاء).. لذلك مايحدث فيها الان يستوجب النظر للحرب من زوايا جديدة.. والتفكير بشكل مختلف كليا.. صحيح تحولت الى ركام لكن حتما ستنهض.. طالما اهلها بكل هذة الشجاعة والشموخ.
¤ حسنا .. المطلوب الان من الرئيس قائد الجيش ان يسمي والي عسكري (كارب قاشو) خلفا للشهيد خميس.. وابلاغ حركات سلام جوبا ان الخطوة استثناء.. وان تتم مراجعة القنصلية السودانية بابشي بتشاد بما يتناسب ومرحلة الحرب.. وان يغادر على وجه السرعة وفد سوداني الى تشاد يضم الخارجية ،الجيش والمخابرات.. لاحكام التنسيق وتفعيل عمل القوات المشتركة.. والوقوف على طبيعة عمل القوات الفرنسية التي سمح الرئيس ديبي الابن بنشرها مع حدود بلادنا
¤ ومهما يكن من امر.. فليعلم الباغي الشقي وعصابته لو مات خميس فالحقيقة باقية مثل (الحواكير).