ليمانيات / د. إدريس ليمان

الفاشر : سهمٌ نَافِذٌ فى كِنانة الوطن ..



لعل أهل السودان يُهيَّأون أنفُسَهم ويَتَهيَّأون لموسم الهجرة إلى الوطن الذى أُخرجوا منه بقوة السلاح ، ويَتَطَلَّعون للإنتصار العظيم وهم يحملون السودان على ظهورهم ويطوفون به بين المرافئ والمراسى يبحثون عن ملجأٍ أو مغاراتٍ يضعون فيها أحمالهم وأثقالاً من الهموم والأحزان مع أثقالهم ، وينتظرون النصر العظيم ولو جاء محملاً بالشجن الأليم والحزن القديم .. !! وها هى طلائعه تلوح فى الأفق بعد أن إزداد تساقط المليشيا وقياداتها الميدانية كأوراق الخريف على بوابة الفاشر وتحَطَّمَت أُسطورتها المُتوهمة وقُوَّتَها المصنوعة فى معامل ومصانع الخِيانة والتآمر والمدعومة بالسلاح الإماراتى على أسوارها ، والتى أيقنت بإنَّها قد هُزمت ولا مكان لها فى أرض السودان مستقبلاً رغم الدفاع المستميت لجناحها السياسى الذى لايزال سادِرَاً فى غيِّه يملأ بطَنِينِهِ الفضاءات الإعلامية فألسنتهم رَطِبَة بالمِرَاء وتَرشَحُ دوماً بما فى آنيتهم من هُراء .. يوسوسون ( للأشاوِذ ) كما الشيطان ، ويَعِدونَهُمْ بالمَنِّ والسلوى كما فعلوا من قبل بقائدهم الهالك وَدَلَّوه بغرور إلى شَجرة الُخْلدِ والمُلك الذى لا يبلى ( كما أوهموه ) ووعدوه بأن يُلبِسوه تاج الأمارة .. فرَفَسَ مائدة الحُكم وإنزلقت قدمه إلى مستنقع الحرب بسبب أحلام أولئك الإنتهازيين الطامعين فى الحكم ..المشوهون أخلاقياً الخاسرون إنسانيَّاً ..!! فَلَمْ يرَى أهل السودان فى تأريخهم تنافساً على الحضيض وعلى الغباء والعمالة مثلما هو كائن بين المليشيا وحلفاؤها التَقَدُميُّون .. ولم يشهدوا فى حياتهم كيداً سياسيَّاً مثل المحاولات البائسة للحليف السياسى للمليشيا لنزع الكدمول القَذِر عنها وإلباسها ثوب الإنسانية ورِداء الديموقراطية وبَقيَّة الشِعارات الرخيصة التى تُنادى بالقضاء على دولة ٥٦ المزعومة والمدعومة من ( الكِيزان والفيلول فى أوهامهم ) .. فقولوا لى بربكم أىِّ مصيرٍ أسودٍ كان ينتظرنا جميعاً لو دان الحُكم للمليشيا المجرمة التى ترفع عقيرتها بالتكبير والصلاة والسلام على البشير النزير وتحمل فى يمناها السكين لتذبحنا بها من الوريد إلى الوريد وكأنما أُودِعَت فيها جينات الأفاعى الغَدَّارة والضِّبَاع حَادَّة الأضراس ، وذلك تحت الوِصَايَة الصهيوأماراتية المَقيتَة ..!!؟
بورك لأهل الفاشر صمودهم الأُسطورى فقد كان ثباتهم وإنتصاراتهم المُدَويَّة على المليشيا صفعة قوية على خَدَّ المجتمع الدولى المُنافِقْ ، ورَدَّاً مُزَلزِلاً لكل إدعاءاته الزائفة .. ففاشر الصمود كانت حَقَّاً وصِدقاً محرقةً للأعداء وسهماً نافذاً فى كِنانة السودان .
حَفِظ الله بلادنا وأهلها من كُلِّ سوء .

الجمعة ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤م

اترك رد

error: Content is protected !!