
خالد محمد علي – نائب رئيس تحرير “الأسبوع” المصرية
لا يبدو ان انتصارات السودان الكبرى في ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم قد انهت تماما هذه الحرب اللعينة التي استهدفته في الخامس عشر من ابريل 2023 وقضت على الاخضر واليابس في البلاد فبعد الهزيمة الميدانية المذهلة التي تلقتها قوات التمرد في تلك الولايات الكبرى
اسرع المسعفون الى حليفهم المهزوم وقدموا له اسرابا من الطائرات المسيره الحديثة التي جاءت من الصين ومن بيلاروسيا ومن دول اخرى في وسط دهشات الجميع
نجحت تلك المسيرات في ضرب محطات الكهرباء والوقود و بعض مراكز القياده ولم تستطع المضادات الارضيه للجيش السوداني اسقاط الكثير منها وهو ما وضع تحدي كبير في حرب المسيرات امام الجيش السوداني الذي قهر التمرد في الميدان
ووفقا لمصادر متعددة فان قوات التمرد قد تم تزويدها بصور للاقمار الصناعيه وعبر تصوير من الطائرات المسيرة الحديثة كشفت بها مواقع الجيش السوداني والقوات المشتركه في مدينه الفاشر وما حولها والحاميات التي تقوم بحراسه معسكر زمزم للنازحين وهو ما سهل لها القيام بعملية مفاجئه استمرت ثلاثه ايام اجتاحت فيها المعسكر وما حوله وقتلت المئات من المدنيين وشردت اكثر من نصف مليون نازح هاموا على وجوههم رعبا من جحافل التمرد التي استخدمت تقنيات حديثة لتشكل تحدي اخر على الجيش والدولة السودانية التي تحارب على جميع الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية الاعلامية والاستخباراتية والتقنيه وحيده في مواجهه عدو داخلي اولا ودول الجوار ثانيا وممثلي الاستعمار الجديد ثالثا وتشتت وتنازع الجبهة الداخلية رابعا
وفي ظل الحديث عن تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على القيام بمهامها الكبرى لمواجهة الحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية تبقى هناك ملاحظة وهي ضبط تصريحات المسؤولين مع مقتضيات الاستراتيجية السياسية والعسكرية في الخارج وضرورة تحرك اي مسؤول سياسي في الحكومة السودانية باعتباره خاضعا لمنظومة متكاملة تدير البلاد وليس باعتبار ان وجوده في المنصب يعطيه الحق المطلق بالتعبير عن اراءه الخاصه لان المنظومة المتكاملة هي التي تحدد متى يطلق هذا التصريح بقصد تحقيق اهداف محددة ومتى لا يتم اطلاق اي تصريحات على احداث جارية ايضا بقصد تحقيق اهداف استراتيجيه سياسية اقتصادية او حتى عسكرية فقد كشفت اقالة وزير الخارجية السوداني علي يوسف عن تضارب بين تصريحاته حول حق روسيا ودول اجنبيه في الحصول على قواعد عسكرية في سواحل السودان مع القيادة العليا التي يمثلها مجلس السيادة بقيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان وشكلت تصريحاته الاخيره التى كشف فيها عن اتفاق سري قضى بانسحاب قوات التمرد من الخرطوم الى حواضنه القبليه عن أزمة كبيرة بين حق الوزير في التصريحات الدبلوماسية وضرورة التزامه بما هو سري من وقائع واحداث
وتلك افة سياسية تضرب كل حكومات السودان منذ اعلان استقلالها وحتى الان
اذن انتصر السودان وكسر شوكة التمرد ولكن يبدو ان من اطلق الحرب على البلاد وسيادتها ووحدة اراضيها لا يريد ابدا ان ينعم هذا الشعب بالاستقرار وبناء نهضته لان من أطلقوا الحرب يرون ان الشعب السوداني لا يستحق ثرواته التي وهبها الله له وهذا هو التحدي الاكبر