البعد الاستراتيجي والدولي للصراع السوداني/السوداني يظهر في اهتمام الولايات المتحدة الامريكية ودول الاقليم بمجريات المباحثات ما بين المكون العسكري والقوى السياسية السودانية، سواء المؤيدة لقرارات الخامس والعشرين من اكتوبر ٢٠٢١ أو المعارضة له.
حرصت الولايات المتحدة ودول الاقليم ممثلة في السعودية والامارات ومصر على دفع قوى الحرية والتغيير، المجلس المركزي، على التخلي عن العدمية السياسية (لا حوار لا شراكة لا تفاوض) والجلوس للتفاوض مع المكون العسكري بمنزل السفير السعودي بالخرطوم.
من الواضح ان دفع الولايات المتحدة، ودول الاقليم، للمجلس المركزي للتفاوض، يعكس اهتمام هذه الدول باستقرار السودان، بوصفه عنصرا مهما ومركزيا في التحالف الاستراتيجي الذي تدفع الولايات المتحدة نحو تكوينه، ويضم السعودية، والامارات، ودول الخليج العربي الاخرى، ومصر، واسرائيل، والسودان.
تتمثل اهم اهداف هذا التحالف في محاصرة الخطر الايراني من ناحية، ومنع تغلغل النفوذ الروسي في دول المنطقة من الناحية الاخرى، خصوصا في ظل الحرب الروسية الاوكرانية. وأهم ضمانة لمنع التغلغل الروسي، هو إعداد بدائل للقمح الروسي، من خلال الزراعة وانتاج القمح من الاراضي السودانية.
على هذا الاساس ينبغي على القوى السياسية السودانية، بمختلف مسمياتها، التوافق على رؤية سياسية واستراتيجية تراعي المصلحة العليا للسودان كوطن وكأمة، وأن تضع في اعتبارها ان القوى الدولية والاقليمية حريصة أشد الحرص على وحدة وتماسك الجيش السوداني، والقوى الامنية السودانية الاخرى بمختلف مكوناتها بما فيها الدعم السريع.
واجب القوى السياسية السودانية في المرحلة المقبلة هو الانتقال من مرحلة التباغض والاقصاء المتبادل، لمرحلة النظر للمصالح الاستراتيجية للامة السودانية. والله للموفق