رُوِىَ أنَّ الشاعر الفرزدق مدح الحجاج فى حياته وتلقى هِباته وعطاياه ثُمَّ هجاه بعد موته .. !! فلاموه على ذلك فقال : ( نكونُ مع العبد مادام الله معه فإنْ تخلى عنه تخلينا عنه ) .. وكذلك حال التنسيقيات القبلية مع أميرهم الهالك ، والقوى التقدمية مع شريكهم المنهزم ..!!
مُنذ أن بدأت هذه الحرب المُدمرة كُنتُ أُغالب القيئ كُلما رأيت أولئك الأنفار المُستأجرون من مستشارى الهالك وأغمار السياسة يملأون الفضائيات ببؤسهم وخَبَلهم وقد جعلوا من ألسنتهم مهجعاً آسناً للتضليل وأسلموها لشيخهم وشيطانهم الذى بُهٌتَ من مستوى إستجابة أولئك الحمقى القتلى لغوايته التى أقسم عليها من قديم فأضحى فخورٌ بموفور حصائد ألسنتهم وبتعدد مواسم الحصاد ، وبإقتياتهم من خشاش المليشيا و ( أخدرها البيتحَرَّن وأصفرها اللامع ) .
وتشاء إرادة الله أن تكون هذه الحرب هى الكاشفة للخيانة الوطنية والفاضحة للمنافقين أدعياء الديمقراطية الضِرار ودعاة التحول المدنى الديمقراطى الكذوب من أنصار المليشيا المجرمة( تلك الشجرة الملعونة ) ، وداعميها بالأقوال الكاذبة رغم إدراكهم بأنه مهما أورقت الكذبة وأزهرت الكلمة المُخادعة وقويت رائحتها النفَّاذة فلن تُحصد إلاَّ لموسم واحد .. وداعميها بالمواقف المُخزية فأصبح حالهم كنافخ الكير يحرق من يُجالسه بشرره المتطاير ، .. فكانوا فى الحُمقِ وفى الخِيانة سواء حيث أسلموا رقابهم ومستقبلهم السياسى ( الذى كان يأملون ) لوكيل الكفيل خِدمةً لمشروعٍ يجهلونه أو يَدَّعون الجهالة به وهم يعلمون فى قرارة أنفسهم أن الكفيل سيُغرقهم فى لُجَّة الوضاعة ، وسَيرميهم فى بِئر الخِيانة ، وسيُلقى بهم فى حريق الوطن ليشويهم فيه ومن ثم يخطب فيهم خُطبة إبليس اللعين لأوليائه يوم القيامة نكايةً بهم : ( إنَّ الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلاَّ أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخىَّ إنى كفرتُ بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم ) .
كما أنها أظهرت معادن الأخيار من هذا الشعب ممن فاتهم شرف القتال بالسنان فظلوا يصدعون بالحق فى المنابر الإعلامية المختلفة بُغية الحفاظ على الدولة السودانية من الضياع ، وصيانتها من الهلاك دون إساءةٍ لأحد إلاَّ للمسئ فِعالهِ ، ولاتخوينٍ لأحد إلاَّ لمن ثبتت خيانته ، ولا إتهام لأحد دون دليل .. وبحديثٍ مباشر للحكام لا يحمل فى ثناياه قذفاّ ولا خروجاً على اللياقة ، ونصائح غالية وصادقة وخالصة لله وللوطن .
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .. وبورك فى تلك الأصابع الضاغطة على الزناد من أجل كرامتنا الممتهنة ، وبورك فى تلك الأيادى التى تفتش عن السرور والفرحة فى أعماق الأحزان لتمنحنا أياه .
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤م