د. عادل عبدالعزيز الفكي

الأستاذ أشرف العشري، مدير تحرير صحيفة الاهرام المصرية، في لقاء مع احدى القنوات الفضائية، شرع يحلل ويفتي في الشأن السوداني، على ضوء معلومة غير مؤكدة بأن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، سوف يقابل فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمدينة العلمين. تحليله الذي بني على معلومة خاطئة من أساسها اتخذ مسارات لا تتوافق على الاطلاق مع مجريات الأحداث ومالاتها في السودان.
الكثير من الاخوة والأخوات المحللين يبنون تحليلاتهم على ما يرد في الوسائط من مصادر ثانوية، وبسبب كثافة اعلام مليشيا الدعم السريع المتمردة، وحاضنتها السياسية قوى الحرية والتغيير، فإن الكثير من التحليلات تبنى على رؤية المليشيا وحاضنتها السياسية. وهذا ما حدث بالنسبة لتحليل الأستاذ أشرف العشي الذي تبنى رؤية قوى الحرية والتغيير (قحت) الحاضنة السياسية لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
من الأفضل بالطبع الاستناد للمصادر الأولية، مثل البيانات الحكومية، والخطابات الرئاسية، والتحقيقات الصحفية الميدانية والاستقصائية، والاستبيانات الواسعة النطاق. في حالة الاستناد لمصادر مثل هذه ربما تكون التحليلات أقرب للحقيقة.
خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بقاعدة فلامنجو البحرية بالبحر الأحمر يوم 27 أغسطس، يمثل أحد المصادر الأولية، التي يمكن تأسيس التحليلات السياسية على ما ورد فيه.
يمكن تلخيص الخطاب في ستة فقرات رئيسة: لا تفاوض للجيش مع من خانوا الوطن، وإنه كقائد للجيش خرج من القيادة العامة للجيش بترتيب من الجيش و ليس بصفقة، وأن القوات المسلحة السودانية تقاتل لوحدها دون ظهير من جهة خارجية وهو أمر تعتز به القوات المسلحة كثيراً، وأن التمرد يحارب الجيش الوطني السوداني و ليس الفلول، وأن الشعب السوداني صار جزءً من القوات المسلحة يقاتل معها ويقف الي جانبها، وأن الدولة الآن تكرس جهدها للخروج من الحرب مرفوعة الرأس، وأن هناك ترتيبات معينة سوف تقوم بها القوات المسلحة بعد نهاية الحرب.
حول هذه الفقرات الواضحة يجب أن تدور التحليلات، لأنها صادرة عن رأس أكبر قوة مؤثرة في المشهد السوداني في الوقت الحالي. والله الموفق.