اسامه عبد الماجد
¤ أولاً: كان خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بمناسبة الإحتفال بالذكرى الثامنة والستين للاستقلال خطاب حرب شكلا ومضمونا ومتسقا مع مقتضيات المرحلة.. حيث تم تخصيصة للاوضاع ومجريات المعركة ضد المليشيا.. وكان مقتضبا للغاية إذ استغرقت تلاوته خمسة دقائق فقط ومع ذلك كان شاملاً ووافياً ومطمئناً مما يؤكد انه اعد بعناية.. كما ارتدى البرهان بزه العمليات الحربية (لبس خمسة).
¤ ثانياً: وصف الخطاب المليشيا بعدة مسميات تليق بها وهي مسالة غاية في الاهمية ولم يرد مسمى (الدعم السريع) على لسانه.. في فاتحة الخطاب وصفهم بـ (ايادي الغدر والخيانة) ، ثم (الايادي الآثمة) ، (مليشيا ومرتزقة محمد حمدان دقلو)، (القتلة) ، (المجموعة المتمردة) ، (المعادون للدولة)، (المجموعات الارهابية) ، (الخونة)، (أيادي العمالة والإرتزاق). (المليشيا المتمردة) ، (المجرمون)، و(المعتدون).. وهذا ينبغي ان يكون ديدن كل من يشير الى المليشيا بستخدم هذة الاوصاف المفصلة عليها.
¤ ثالثاً: حسم البرهان موقف الحكومة بشكل قاطع من التفاوض مع المليشيا الارهابية.. عندما اعلن التمسك بشرط الالتزام باعلان جدة الموقع في مايو الماضي وهو خروجها من ولاية الجزيرة ومن بقية مدن السودان.. ويلاحظ ان البرهان اضاف (خروج المليشيا من الجزيرة) وشدد على ان هذا هو الطريق الوحيد لإيقاف الحرب.
¤ رابعاً: التطور اللافت والمفاجئ في موقف البرهان من الحرب هو اضافة شرط جديد للتفاوض.. وهو إعادة كل المنهوبات من أموال وممتلكات المواطنين والمنقولات الحكومية.. وهي خطوة سترفع من شعبيته بشكل كبير في الفترة المقبلة.. وقد نوه ان أي وقف لإطلاق النار لا يتضمن ما ذكر (اعلان جدة والشرط الجديد) لن يقبلوا به.
¤ خامساً: حرر البرهان شهادة وفاة سياسية لمليشيا آل دقلو.. حتى ولو تم الاتفاق معها.. عندما قال نصا: ( ان اي اتفاق لن يكون ذا قيمة.. فالشعب السوداني لن يقبل أن يعيش وسط هؤلاء القتلة والمجرمين ومن ساندهم).. وهو الامر الغائب عن ذهن المليشيا التي انتحرت منذ تمردها.
¤ سادساً: ارسل الرئيس رسائل شديدة اللهجة لاعوان المليشيا .. ويبدو انه يقصد (قحت) – وان لم يذكرهم صراحة – عندما وصفهم بـ ( طلاب السلطة) ووصف اخرين بـ (خونة الشعب) ولعله يقصد المتعاونين مع المليشيا في الاحياء والمدن.. وقال ان اولئك يساندون المليشيا تحت دعاوي زائفة، معلومة المقاصد والأهداف.
¤ سابعاً: الرسالة الأقوى والشديدة اللهجة من البرهان كانت للدول الداعمة والمستقبلة والتي تاوي عناصر المليشيا.. طالبهم بأن يكفوا أياديهم عن التدخل في شؤوننا.. ومضى الرئيس لابعد من ذلك عندما اعتبر أي تسهيلات تقدم لقيادة المجموعة المتمردة تعتبر شراكة في الجرم وشراكة في قتل شعب السودان وتدميره.. كما اعتبر إستقبال أي جهة معادية للدولة عدم اعتراف بالحكومة القائمة.. والمهم جدا في هذا الخصوص هو تحذيره لتلك الدول واعتبار ماتقوم به عداء صريحاً للدولة، ويحق للحكومة السودانية أن تتخذ من الإجراءات ما يحفظ سيادتها وأمنها.
¤ ثامناً: من المؤكد اثلج البرهان صدر الشعب السوداني وسيرعب المليشيا بمباركته للمقاومة الشعبية ووصفها بـ (نصرة الحق).. و (الوقود والزاد) وتعهد بان يكون معها حتى النصر وسحق المليشيا وتحرير السودان.. كما اقر ان المقاومة لها كلمتها في التفاوض (اي سلام منقوص أو يسلب كرامة وإرادة الشعب السوداني لن يكون مقبولاً فالشعب قال كلمته وأنتظم في صفوف المقاومة).
¤ تاسعاً: جدد البرهان التذكير بجرائم عصابة حميدتي وبالتفصيل..( أستبدلت أمن ابناء وبنات السودان خوفاً وطمأنينتهم هلعاً وتشريداً..فطالت تلك الأيادي الأثمة شرفهم ومالهم وأرواحهم في كل بقاع السودان.. استمرت في تدمير البنية التحتية للدولة و قتل المواطنين ونهب أموالهم وإحتلال منازلهم وإنتهاك أعراضهم وتهجيرهم من قراهم ومواطنهم الأصليه وإبادة وتطهير بعضهم).. التذكير الدقيق غاية في الاهمية.
¤ عاشراً: حسنا بان حوى خطاب الرئيس شكر أشقاء السودان وبعض جيرانه والمنظمات الإقليمية والدولية الصادقة.. وكذلك تحية ضباط ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة ، جهاز المخابرات العامة والشرطة ، وكذلك شباب وشابات كتائب المقاومة الشعبية.. والعاملين بالدولة وصناع الإستقلال. ¤ حادي عشر: كانت اشارة ذكية من البرهان.. وهو يؤكد ان الاستقلال منقوص.. وتبشيره للشعب السوداني ان النصر آت، عندما قال: (قربياً سنحتفل بالاستقلال الحقيقي بعد القضاء على هذه المجموعات الإرهابية). ¤ ومهما يكن من امر.. فان خطاب البرهان الذي حمل حزمة من التطمينات.. اشارة الى عام (جديد) بدون (جنجويد).
خطاب قوي .. إن صدق
للاسف سمعنا منه الكثير ولم نرى منه حتى القليل
بل كان فعله مناقضا لقوله في كثير من المواقف ..
بالله عليك قائد عام لم تحدثه نفسه بالخروج في خطاب جماهيري يوضح حقيقة ماحدث بالجزيرة ويواسي شعبه ويتحدث عن الرد ..
بالله عليك قائد عام حتى الآن لم يخرج بخطاب يؤيد فيه بقوة المقاومة الشعبية ويدعوا الشعب للإنضمام لها .. أما عمليا فالواقع يتحدث عن أنه خذل شعبه ومازال ..
لك الله يا بلدي .