اسامة عبدالماجد
¤ من الذي رشح محمد عبد الله التوم ليكون قائما بالاعمال (سفيرا مكلفا) لبلادنا في مصر ؟ وكيف ارتكبت الوزارة هذا الجرم الشنيع ؟ في توقيت خطير تمر به بلادنا بفعل تمرد مليشيا حميدتي؟.. بل كيف سمح رئيس مجلس السيادة بالموافقة ولو بالتكليف بتمرير الخطوة ؟.
¤ في الفاتح من فبراير 2023 حملت هذة الزاوية عنوان (سفارتنا بالقاهرة).. كانت الكتابة نتاج اربعة زيارات للقاهرة في خلال ستة اشهر، اقمت لفترة شهرين ترسخت لدي قناعة ان تطورات الاوضاع وتسارعها سواء بمصر أو الهجرة المتزايدة من السودانيين اليها لطلب الدراسة والتملك والعلاج.. يستعصي على سفارتنا بالقاهرة ملاحقة تلك المتغيرات دعكم من مواكبتها.
¤ والتقيت بشرائح مختلفة من السودانيين.. بعضهم اسر انتقلت بالكامل للاستقرار في مصر .. واخرى تتقاسم الاقامة بين البلدين ورجال اعمال.. الى جانب لقاءاتي بالنخب المصرية في مجالات الصحافة والاعمال والتجارة.. طالبت وزارة الخارجية بتغيير شكل التعامل مع مصر.. اقترحت عليها تشكيل لجنة مع الجهات ذات الصلة على راسها القصر ،المخابرات ،التعليم العالي ووزارة الصحة لاعادة ترتيب البيت الدبلوماسي السوداني بالقاهرة.
¤ قلت آن الاوان ان يحدث تغيير جذري في بعثنا بالمحروسة.. وتسمية سفير من العيار الثقيل، يتمتع بقوة الشخصية.. والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.. وقبل ذلك ان يكون قلبه – قبل مكتبه – مفتوحا للسودانيين.. وتجاوز محطة اغلاق الابواب.. واقترحت اعادة النظر في الفريق المعاون. .وقلت يجب ترشيح سفير (يملأ العين).. هكذا كتبتها.. وحذرت من اي تهاون في اختيار السفير لمحطة مصر .. فما بالكم الان مع وقوع حرب تهدد كيان الدولة السودانية وهويتها.
¤ السفير التوم مع كامل التقدير ليس مناسبا للمنصب لحزمة اسباب اهمها هو ضد القوات المسلحة.. كان من السفراء الموقعين على المذكرة الشهيرة المناهضة لقرارات (اكتوبر 2021).. بل يتردد انه وراء تلك المذكرة.. وهي مذكرة سياسية من الدرجة الاولى.. لان السفير المهني محرم عليه اظهار مواقفه الشخصية وانتماءاته السياسية في عمله.. اعتذر السفراء للبرهان واجتمع بهم.. وكذلك قبل ترشيح عدد مقدر منهم لمحطات خارجية ان لم يكن جميعهم..
¤ لكن لم نلمس اي مواقف وطنية قوية لايا منهم والسفير التوم واحدا منهم.. في بلد مثل مصر تمثل منارة الاعلام في الشرق الاوسط والوطن العربي.. كان المأمول ان يكون دائم الظهور.. ليس دفاعا عن الجيش لكن ضد تمرد المليشيا ويفضح ما ارتكبته من جرائم وانتهاكات في حق المواكنين.
¤ كما ان السفير التوم، عراب صفقة المدمرة كول ومعه وزير العدل المقال نصر الدين عبد الباري.. والتي دفعت بموجبها حكومة حمدوك مئات الملايين من الدولارات.. كانت سببا مباشرا في الهزة العنيفة التي كادت ان تؤدي لانهيار الاقتصاد السوداني.. حيث تسببت في ارتفاع سعر الدولار.
¤ اقول ذلك لان السفير محمد عبد الله عمل في بريطانيا والولايات المتحدة.. ويعلم كيف ادار وزير الخارجية الاسبق ابراهيم غندور وفريق حكومي رفيع المستوى هذا الملف.. ويعلم يقينا رفضهم المساومة المالية بحجة قوية ان السودان برئ من اتهامات التفجيرات.. رغم انه كان بمقدورهم تحقيق كسب سياسي رخيص وتجريم السودان. وقبض ملايين الدولارات (عمولة) الخيانة والتواطؤ.. ان التوم عمل لعامين بجهاز المخابرات في الادارة الامريكية.. ويعلم اكثر من غندور عدم علاقة بلادنا بالإرهاب.
¤ لكن التوم آثر المشاركة في جريمة توريط حكومة قحت للسودان.. وغير معلوم كيفت تمت الصفقة المشبوهة.. وكيف تم تسليم مئات الملايين من الدولارات.. و بعد انتهاء ذلك الملف لا يعرف للسفير قيامه باي عمل.
¤ مرت الايام وتأكد صلابة ووطنية غندور واخوانه.. باقرار الرئيس الامريكي جو بايدن براءة السودان.. قال إن ايمن الظواهري كان العقل المدبر أو لعب دورا رئيسيا في الهجمات على المدمرة كول وسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا..
¤ الغريب في امر التوم ان البرهان رفض ترشيحه لدولة خليجية كبيرة .. كيف سمح بقدومه الى مصر.. ام ان الخطوة تمت من وراء البرهان، وفق اجراءات داخلية في الوزارة.. لان التوم سفير مكلف.. بكل الاحوال هو ليس بالرجل المناسب ليكون سفيرا في مصر.. وقد بدأ عمله بتلك الصورة الباهته.. ولم يتقدم الصفوف مدافعا.. يكفي البطء الذي لازم اداء سفيرنا السابق بالقاهرة محمد الياس.. ولم يكن بحجم المنصب.. المرحلة الان لا تستحمل اي تهاون..
¤ ومهما يكن من امر .. لابد من سحب السفير التوم.