حدث ما ظللنا نخشاه ونكتب ونسود بياض الصحف محذرين من حدوثه ألا وهو الإنشغال بقضايا إنصرافية تشتت الأذهان وتبعدنا عن التصويب في (تختة) الأهداف الكلية التي يسعى مجلس إدارة نادي الهلال إلى تحقيقها والوصول إليها.
ظلت المواقع والأسافير تفور وتمور بما حدث من لجنة الإستئنافات بنادي الهلال وهي تلغي قرار مجلس الإدارة الخاص بإشتراك العضوية أو بالأصح تخفض المبلغ المفروض من عشرة آلاف جنيه إلى ثلاثة آلاف .
يرى البعض أن لجنة الإستئنافات قد همشت مجلس الإدارة وأن العيب ليس فيها وإنما في النظام الأساسي الذي منح لجنة الإستئنافات حقاً لا تستحقه ،فيما يرى البعض أن لجنة الإستئنافات قد إنحازت إلى الغالبية العظمى من الجماهير الذين يصنفون ضمن فئة أصحاب الدخل المحدود.
ونحن لسنا مع هذه المجموعة أو تلك بيد أننا نرى أن الوقت غير مناسب لإثارة هكذا قضايا وقد تبقت لإنطلاقة المباريات التنافسية أياماً محدودة.
بذل مجلس الإدارة المال سخياً في سبيل إعادة تأهيل الجوهرة الزرقاء وفريق الكرة وكل ما من شأنه أن يصب في مصلحة الهلال الكيان فهل يعقل أن تضيع كل هذه المجهودات سدىً بإنشغالنا بمواضيع لا تقدم ولا تؤخر.
وقلنا ونردد اليوم علينا ألا ننشغل بندنا التقليدي المريخ وألا ننساق خلف ما يكتبه الإعلام الأحمر دعوهم وشأنهم وركزوا مع ناديكم .
التحدي الماثل أمام الفريقين في الوقت الحالي هو النجاح في تخطي الدور التأهيلي لكبرى البطولات التي ينظمها الإتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) حيث يواجه الهلال بطل أثيوبيا سانت جورج ،فيما يواجه المريخ بطل جيبوتي سولارا.
على الورق مهمة المريخ هي الأسهل لأن سولارا غير معروف على صعيد التنافس الأفريقي على خلاف البطل سانت جورج الأثيوبي منافس الهلال فهو فريق معروف ومنافس شرس وصعب المراس.
ويضم سانت جورج في صفوفه سبعة عناصر من المنتخب الأثيوبي الأول لكرة القدم والذي قهر نظيره المصري بهدفين نظيفين قبل عدة أشهر.
والإعلام المريخي يدرك هذه الحقائق جيداً ولذلك يريدنا أن ننشغل بقضايا إنصرافية تشتت جهودنا لأنهم يدركون أكثر من غيرهم أن الهلال إذا ركز على الهدف فمن الصعب إيقافه عن تحقيق هدفه.
وللأسف هنالك فئة من الأهلة يساعدونهم على تحقيق هدفهم ونحن لا نشك في حب هذه الفئة للهلال ولكننا ندرك أيضاً أن من الحب ما قتل .
لا تكترثوا بما يكتب في الصحف وعليكم بالتركيز فقط مع فريق الكرة لأن التاريخ لا يرحم ويفتح دفتي سفره الخالد لتدوين السلبيات والإيجابيات.
واليوم الثلاثاء يستهل هلال السودان سلسلة المباريات الإعدادية التي تسبق إنطلاقة بطولة الأندية الأفريقية الأبطال حيث يلتقي الأشانتي كوتوكو الغاني الذي يستعد هو الآخر لإنطلاقة الموسم الرياضي التنافسي الجديد.
وعلى جماهير الهلال التدافع صوب الجوهرة الزرقاء لتشجيع ومؤازرة اللاعبين خلال مباراة اليوم وذلك لسببين أولهما إرسال رسالة تطمين للجهاز لفني الجديد والمحترفين بأنهم في النادي الذي يحقق لهم آمالهم وطموحاتهم بفضل جماهيريته الكبيرة فعلاً لا قولاً والسبب الثاني هو تشجيع اللاعبين للظهور بأفضل ما عندهم.
عود إلى بدء أقول : أرى تحت الرماد وميض نار وأخشى أن يكون لها ضرام!!
الهلال قادر على إستعدال الصورة المقلوبة والعودة أقوى من ذي قبل وبأسرع مما يتخيل البعض.