الخامس والعشرون من مارس عام آخر مضي علي غياب ودادك ونقاك وصفاك بهاك وضياك.( يايوسف)..غاب جسدك ( الأسمر النحيل وسيم الملامح ) أسفل ذاك القبر المحاط بسياج كالذي احاط فؤادى منذ أن اودعوك فيه ورغم ذلك بقيت فيني (حيآ ترزق ) ..فالمكارم لاتموت وقد كنت (
ابن كريم ) شفيف نظيف، قلبك لايعرف الغل ولا الحقد ولاتجد الكراهية اليه سبيل ؛ كنت سليم الوجدان معافي من الضغائن، باذل للمحبة بغير شروط ،معطاء حد التبزير،( حكي أحد زملائك في المدرسة الابتدائية بأنك خلعت قميصك ذات يوم والبسته اياه بدون تردد ورجعت دونه ) فضلت أن ترجع( بالفضائل ) ولايهم القميص، لابل لايهم كل ماتملك ،تبذله طائعآ مختارآ للغير بكل بساطة…..ربما كنت في اعماقك تدرك أن( حياتك ومضة) قصيرة لاتوازى حجم آمالك واحلامي…
خمسة سنوات مرت ياحبيبي لازال صوتك يملأ المكان و رائحة عطرك النفاذ تتخلل نخاعي.. ازكر اني سالتك يومآ( الريحة دى اسمها شنو عجيبة لكن) قلت بكل حب وامتنان( جبتيها لي انتي يا امي ياسليم الذوق)…اتدري باقي القارورة وقميصك وساعتك ومفكرتك وبعض اغراضك( في خزانتي )انت كلك في خزانة حياتي…مطبوع في زاكرتي التي لن يصيبها الزهايمر بفضل سكنك فيها..
اتعلم لقد انجزت روايتي الجديدة( احلام في بئر يوسف) صدقة لاجل شبابك الغض الريان مبذولة للشباب الذي يهاجر بطريقة غير مشروعة حتي لايذوقوا مس سقر …انت يا بشارتي الاولي هاجرت هجرة شرعية لله ورسوله وانا حين شددت رحالك ورغم فجيعتي وحزني( الذي استطال مقامه) رضيت بالرحيل فهو( بتزكرة الهية) الي مواطن الرحمة ولابد من الخضوع للأمر الرباني.
لقد اختصك الله بقضاء حوائج الناس ولازال بعض من ممدت لهم يدك يومآ يعاودون زكر مآثرك وفضآلك ويحسنون مثلي ( الظن بالله )بأنه سوف يكرمك كما كنت تكرم خلقه..
اصدقاءك لازالوا في نفس القروب ( الذي انشأؤه لاجلك)
لم ينقطع سؤالهم ولاودادهم ولا خدماتهم المبذولة دون تردد…لقد عرفت الان لما احببتهم ولما احبوك..كنت وفي وهم اوفياء..حتي أن اكثر من عشرة منهم اسموا( اطفالهم علي اسمك)…
زاوية قبل الأخيرة..
سيأتي وقت تكون فيه الأموال بلا قيمة والنجاح بلا قيمة والمناصب بلاقيمة وتبقي فقط قيمتك كأنسان.
زاوية اخيرة..
ياراحلين استوطنوا بقلوبنا..حتي متي؟ سيظل ينزفنا الحنين وتستبد بنا الحتوف!.نشناقكم والله يامن غادرت اجسادهم لكنهم في كل زاوية اقاموا..في الزكريات وفي نديات الحروف..