الرأي الصين العالم العربي تقارير

فرص ومهددات القمة العربية الصينية الأولى المرتقبة لتقديم نموذج مصير مشترك وشراكة متميّزة (ملخص تقرير “ماذا تريد الدول العربية من الصين” -الباحث د. ياسر محمود )

د. ياسر محمود

الملخص والتوصيات:
بغض النطر عن أنواع وأحجام مشاريع الشراكة التي يخطط الجانبان للدخول بها من أجل الربح المشترك، إلا أن أهم المكاسب المتوقعة للطرفين هو النمو الاقتصادي وتنمية البنيات الأساسية التي حان وقتها والتي قطعاً ستؤدي الى تحقيق رابطة قوية للمصير العربي- الصيني المشترك، حيث تحتاج معظم الدول العربية إلى شريك للتنمية الخضراء المستدامة في الوقت الحالي وليس هنالك أفضل من الصين. وفي المقابل فإن الصين تسعى للاستمرار في نهضتها الاقتصادية كما يقول حكيم الصين كونفوشيوس: “لا يهم أن تمشي ببطء ولكن المهم ألا تتوقف”. عليه يوصي هذا التقرير بالآتي:

  1. النهج الناجح: أن تمضي الصين قدماً في خياراتها وفق ما يتطلبه نموها الاقتصادي المتصاعد، وأن تستفيد من نهجها الناجح في التعاون مع الدول الأفريقية (بعضها عربية) خلال قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) التي انعقدت يومي 3 و4 سبتمبر، حيث أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال كلمته التي ألقاها في الحفل الافتتاحي للقمة، نهج “اللاءات الخمسة” وفقا لهوية الطرف المقابل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
  2. تأسيس مدرسة في “الاقتصاد الرحيم” لتنمية مستدامة: اغلب الدول العربية بلاد صحراوية وبيئة خصبة للصناعات لتوفر المواد الخام، لذلك يمكن الاستعانة بالخبرات الصينية وفق اتفاق الاقتصاد العادل المعتمد على تبادل المنفعة بإنشاء مصانع ومزارع بدلاً عن تصدير المواد الخام للصين. ومن أهم الجوانب التنموية المفيدة للجانبين هو التركيز على التعزيز الصناعي وربط البنية التحتية وتسهيل التجارة والتنمية الخضراء وبناء القدرات والرعاية الصحية والتبادلات الشعبية والسلام والأمن. إضافة إلى إيجاد شراكات مختلفة ما بين المصنعين في الصين والدول العربية، “في مجال إنتاج معدات الطاقات، إنتاج الكهرباء أو إنتاج الحرارة من الطاقات النظيفة”. تسليط الضوء على الاهتمام بالموارد الطبيعية الدائمة والمتجددة مع تقليل استهلاك الموارد غير المتجددة تحقيقاً لمصطلح التنمية المستدامة مع مراعاة حقوق الأجيال القادمة (اقتصاد رحيم). وفي الآونة الأخيرة يسعى المجتمع الدولي إلى خلق توليف ما بين المدراس الاقتصادية المختلفة لتحقيق مستوى نهضوي يراعي مصالح كل دول العالم.
  3. مجتمع الاكتفاء الذاتي العربي-الصيني: الاستفادة من التجربة الصينية في الاكتفاء الذاتي وسياسة الإغلاق الفعال فهي تجربة أثبتت نجاحها على أرض الواقع. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن دولة عربية زراعية و غنية بالموارد الطبيعية وموقعها الاستراتيجي كالقلب “النابض بين قارتين” ، الا و هي (السودان) يمكنها -إذا تكاتفت الأيادي العربية الصينية- أن تساهم بشكل اساسي في الأمن الغذائي لكافة الدول العربية، حيث يمكن تعاون الدول العربية مع الصين في التأسيس لمشاريع إقليمية في التصنيع الزراعي و صناعة اللحوم ومنتجات الصمغ العربي بحسابات اقتصادية أفضل وتطبيق الخبرة الصينية للاكتفاء الذاتي ، وايضاُ الاسهام في البحث العلمي المصاحب لهذه الصناعات.
  4. توطين المعرفة: الاستثمار في التعليم من خلال الاستفادة من التجربة الصينية التي تنتج أمهر الايدي العاملة. وايضاً تسليط الضوء على مؤسسات التعليم المِهني والفني، العمل على نهضة وتهيئة هذه المؤسسات التي من شأنها إعداد أهم عناصر القدرة الإنتاجية (موارد بشرية بكفاءة)، مع علمنا التام أن الإنتاج هو عصب الحياة الاقتصادية في كل دول العالم.
  5. توطين التكنولوجيا: هناك وجهة نظر أخرى تقول أن التعاون في مجالات الزراعة والتعليم من اهم الاسس التي يمكن أن تؤدي إلى النهوض بالاقتصاد وخصوصاً في الوقت الحالي. بالنسبة للزراعة يمكن تبني مشاريع الطاقة الشمسية بما يُعرف بــ Agrivoltaic Systems ، أما في التعليم فيجب التركيز حول التقني والمهني.
  6. خدمة مجتمع الجار القريب: نشير لأهمية الموقع الجغرافي للسعودية عبر السودان لمشروع الحزام والطريق ليخدم غرب افريقيا والدول الحبيسة وكمركز في سلاسل الامداد للقارة، بتعزيز مشاريع بنية تحتية نفذتها الصين في افريقيا وربطها بخطوط قطارات عابر للدول.
  7. الفرص ونقاط القوة في مواجهة المهددات: على الرغم من استخدام تحليل SWOT على نطاق واسع كأداة تخطيط استراتيجي، إلا أن التحليل له نصيبه من القيود، ويمكن أن تكون بعض القدرات أو العوامل الخاصة بالجانبين نقطة قوة وضعف في نفس الوقت. على سبيل المثال ، يمكن أن يمثل تغيير اللوائح البيئية تهديدًا للشراكة العربية الصينية، كما يمكن أن يكون فرصة بمعنى أنه سيمكن الشراكة من أن تكون في ساحة لعب متكافئة أو في ميزة المنافسين إذا كانت قادرة على تطوير المنتجات بشكل أسرع من المنافسين . ولمعرفة كيفية تحقيق ميزة تنافسية مع اللاعبين الدوليين الآخرين عدا الصين و الدول العربية، يجب اتخاذ التحليل اعلاه كنقطة انطلاق لمناقشة كيفية تنفيذ الاستراتيجيات المقترحة، و كنافذة للتقييم الثابت حسب الوضع الراهن مع بعض التغييرات المحتملة وطريق ممهد لتصميم خطة تنفيذ تستند إلى القدرة التنافسية الإستراتيجية للاعبين الدوليين الآخرين.
  8. المصير المشترك ضرورة عند الشدائد: إن تذبذب نسب الاستثمار من إجمالي الناتج المحلي لبعض الدول العربية وارتفاعه في الصين يجعلنا نتوقع ضربة بداية ناجحة في بناء (رابطة مصير مشترك) بين الجانبين اضافة إلى الشراكة الطبيعية عبر مبادرة “الحزام والطريق” لموقع الدول العربية الجغرافي عند مشارف او تقاطعات “الحزام والطريق” تلعب فيه السعودية كمحور والسودان كمعبر.

اترك رد

error: Content is protected !!