هذا العدو الذِّى ظَلَّتْ الدولة السودانية تُقاتِلُه منذ عامٍ أشبهُ ما يكون بالكلاب البَريِّة المتوحشة فى ( تنطيطها ) وإستخدامها لأسلوب الفزع والقتال الجماعى وإرباك الفريسة بالهجوم عليها من كافة الإتجاهات بأسلوب الكَرِّ والفَرّ مع الصياح ، ومن ثمَّ إلتهامها وهى حيَّة كما نشاهد ذلك فى الأفلام الوثائقية عن حياة البرارى .. لذلك كانت المعركة التى لاتزال قواتنا المسلحة وكافة القوات الأمنية والشُرطَية تقودها ضِد هذه المليشيا الإرهابية من أصعب المعارك فى تأريخها العسكرى نظراً لطبيعة العدو وطبيعة الأرض وميدان المعركة وسالت فيها دماءًا كثيرة وغالية وعزيزة .
وها هى بشائر النصر تلوحُ فى الأُفق لأنَّ الإرادة الوطنية هى الأكثرُ إيماناً بتحقيق الفوز وكسب الرهان بعد أن دفع هذا الشعب الصابر الكريم مهرَهَا دماءًا وأشلاءًا وتَرَمُّلاً وتَيَتُّماً ونزوحاً ولجوءًا حُبَّاً فى هذه الأرض .. وهل يبخل الكريمُ على وطنه وأهله وأرضه بالحُبِّ والتضحية والفِداء .!!؟بل إنه يُلامُ إنْ لم يَفعل فالوطن أرضٌ وأهل .. والأرضُ والأهل وطن .
وها هى الحرب التى نَسَجَ خيوطَها ظِلُّ الصهاينةِ فى المنطقة وكفيلِ المليشيا وصنعَ مِنها رِداءً رديئاً وألقاه على وجه الدولة السودانية لتستحيل وفق أمانيَّهم وأُمنياتهم إلى جِيفةٍ يتقاتل عليها الغِربَانْ والعُربانْ من نِفايات جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى الذين غزو بلادنا بسلاح الديموغرافيا ( وبالحقارة وقِلَّة الأدب ) بتدبير خبيث من القارة العجوز التى ضاقت بهم وبمراكب الموت التى يستغلونها ، وذلك عبر وكيلهم فى المنطقة وكفيل تلك الكلاب البريَّة ومروِضُها فى طريقها للإنتهاء بعون الله وقوته .. !! وها هى الأطراف التى شاركت فى صناعة هذه المليشيا فى طريقها للتداعي والتلاشي ، فأكفانها تُنسَجْ بأنامل أبطالنا المقاتلين وهى لا تدرى ..!! فالحذر واليقظة مطلوبان فى هذه المرحلة والحربُ تلفظُ أنفاسها ، فالأعداءُ لن يُسعِدهم هذا الإلتفاف الوطنى غير المسبوق حول المؤسستين العسكرية والأمنية وهذا التفويض المُطلق لحسم وإنهاء هذه الملهاة والعبث بأمن الدولة وأمن مواطنيها ، ولن يَرضيهم صوت العقل والوعى المجتمعى وسيحاولون إختراق هذه الوحدة وهذا التماسك ( وإذا ظَهَرَ الحِمارُ بِزِّى خَيلٍ تَكَشَّفَ أمرُهُ عِندَ النَّهِيقِ ..!!).
واليوم تمضى بلادنا نحو النصر الذى بات وشيكاً بإذن الله رغم تخاذل إخوتنا فى العُروبة والزنوجة والإسلام الذين رضوا أن يكونوا مع الخوالِف ، وقَدَّموا أُنموذجاً فاضِحَاً للصَّف العربى والوحدة الإفريقية الكذوب .. وقد علمَّتنا أنهار الدماء التى سالتْ على أرضنا وصَبغَتها بالأُرجوان ألاَّ نَرتَجِى مِنْ الجامعة العربية مواقف أكبر مِنْ طاقتها بل فقط يكفينا منها بيانات الشجب والإستنكار والإدانة التى لا تُحسِنْ غيرها .. وحتى هذه لم نجدها منها فى هذه المِحنَة ولم يَفتح الله عليها بإنتاج موقف عربى موحد وقوى مصحوب بفعل على الأرض نُصرةً لأهل السودان ومناصرةً لهم .. !! كما عَلَّمتنَا هذه الحرب أنَّ الإتحاد الإفريقى لا يعرف متى يَضَعُ حَدّاً فاصلاً بين الخِيانة والواجب ، فغَابَتْ قراراته ببيعه للمبادئ بدراهِمَ الكفيل ، وأضحى كالميِّتِ الذى مِنْ واجب إكرامه الدفن وإهالة التراب عليه ..!!
ستمضى بلادنا نحو غدٍ نثق أنه سيكون أكثر قدرة على التعافى وعلى النَّمَاء .. فهذا الوطن الذى قاومَ وقاومَ وقاومَ سينتصر بمشيئة الله تعالى ، فقد أعطى العالم معنىً جميلاً يستحقُ مِنَّا أن نزرع الأمل فيه بالعمل ، ونُنْشِدُ فيه أهازيج النصر ونُغَنِّى مع حُميدة أبو عُشَر : ( الإشتياق والإحتراق والوجدُ لى .. والإبتسام والإنسجام والحُسنُ لكْ ..!!) بورِك لأهل بلادى وسام الكرامة فهم عنوانٌ للمجدِ وأهلٌ للكرامة ..
وحفظ الله بلادنا وأهلها من كُلِّ سوء .
الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤م