لقد أثبتت لنا أحداث المونديال أن الأمة العربية والإسلامية لاتزال بخير ، ولايزالون على الفِطرة ، جُبِلو على مظِنَّة الخير بكل من يمنحهم الأمل وينسج لهم خيوطه ، وكل من يصنع لهم المجد ولو بالأقدام بعد أن إستعصى بالعقول المستنيرة والإرادات الحُرَّة ، فإن أخطر آفة يمكن أن تواجهها الأمة هى اليأس وإنسداد الأفق وإنعدامه ..!!
لم تنتصر المغرب على من إنتصرت عليهم فى المستطيل الأخضر فحسب ، بل إنتصرت لجمال الأخلاق وسماحتها ولقيمها فى زمنٍ نشهد فيه إنتكاسة فى القيم وفى الوعى المدنى والحضارى ، فنقلت إلينا كاميرات البث المباشر التى لاتكذب ولا تتجمل لاعبى المغرب وهم يُقبِّلون أُمهاتهم ويلاعبون أطفالهم ويمازحون زوجاتهم ليُروا دعاة المثلية وأنصارها ممن يزرعون ألغاماً بلا خرائط مُدمِّرة لكيان الأسرة .. كم نحن أمةٌ نظيفة ننعم بدفء الأسرة والأهل والعشيرة ، وأن فى ديننا فُسحة لنلعب وننتصر .. ولم تتأهل المغرب للمربع الذهبى فحسب بل تربعت فى قلوب جميع أصحاب الفطرة السويَّة بجميع أطيافهم بهذا السلوك الراقى وهذه الدروس القيِّمة بأننا أُمة أعزنا الله بالإسلام وشرًَّفنا به .. فهنيئا لمن سيفوز بالكأس وهنيئاً لنا بالعالم .