اثبتت كارثة الفيضانات والسيول التي ضربت عدة ولايات بالبلاد مدى هشاشة البنية التحية وعكست ضعف الاستعدادات للتعامل مع الطوارئ بكافة اشكالها وربما يعود ذلك لحالة السيولة والانهيار والتدهور السياسي الذي تعيشه البلاد، التي فوض اهلها ونخبهم السياسية امر بلادهم لفولكر بريتس رئيس البعثة الاممية وغاب عندهم الحس والفعل المسئول تجاه البلاد واهلها فاصاب الاحساس العام للناس تكلس غريب لا احد يتحرك التحرك الكافئ الذي يناسب حجم الكارثة والمأساة حتي الاعلام الوطني لم يكلف نفسه جهد تقليل الغناء ناهيك عن النزول في الشارع ليواسي الضحايا. لكن ليس هذا الامر بمستغرب إذا كانت الامور في بلادنا بكل تفصيلاتها قد اوكلت لرئيس البعثة الاممية الذي يتدخل في كل شئ الا ان يواسي السودانيين في مصابهم ومصائبهم، فغابت حزم التغريدات وسينتظر فولكر الي ان تجف فيضانات المناقل ونهر النيل وام دافوق فيعاود رفع لافتة بعثته المسماة (البعثة الاممية المتكاملة لدعم العملية السياسية في السودان) اليست حياة وحقوق الانسان مقدمة علي الانتقال السياسي ام ان الحفاظ علي حياة الانسان ليست من الحقوق. حين نري درجة التدخل والانتهاك لسيادة بلادنا الذي يمارسه فولكر والدول التي تقف من خلفه كنا نعتقد انهم سيساعدون ويدعمون السودان بدرجة تعادل (خلفة رجليهم) في جلساتهم مع المسئولين والنخب السياسية السودانية، فدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والنرويج وقبلهم الامم المتحدة مطالبين بالتفاعل مع مآسي البلاد وان يثبتوا للشعب السوداني انهم حريصون علي استقرار السودان ويسعون لرفاهيته ونيل حقوق شعبه الدستورية، وبذلك يبررون حشر انوفهم في الشان السوداني، والا فان المحبة والدعم لا تتجزأ الي انساني وآخر سياسي، والاكثر غرابة ان يتزامن موت مرؤة الخواجات مع صمت اصوات من شايعهم من قيادات الحرية والتغيير، رغم انهم دعاة بناء (حنبيهو)، خاصة اولئك الذين يدعون وصلا مع هذه السفارات (سفارة.. سفارة) فنقول ليهم كلموا ناسكم ديل يحسوا شوية (خيركم خيركم لاهله).