
فى إطار المبادرة الوطنية لضباط الشرطة المتقاعدين لدعم قوات الشرطة وتعزيز دورها فى المنظومة العدلية عُقدت اليوم ندوة إسفيرية بعنوان : ( توازن السلطات بين الشرطة والنيابة فى ظل قانون الإجراءات الجنائية ) شارك فيها بالرأى وعصارة التجربة والخبرة الممتدة لما يقرب من نصف قرنٌ من الزمان قادة الشرطة السابقين وعدد كبير من الضباط المتقاعدين ممن عركتهم الحياة العملية .
وبدءًا نقول للقائمين على أمر الندوة ونخص بالذكر منهم السيد الفريق شرطة دكتور آدم دليل رئيس المبادرة والسيد العميد شرطة (م) على محمد أحمد إدريس المتحدث الرسمى بإسمها أحسنتم صنعاً .. فما تحتاجه مؤسساتنا العدلية اليوم هى تلك العقول الوطنية النيِّرة والجادة المتمثلة فى الضباط المتقاعدين التى لم تجلس فى مقاعد المتفرجين أو ( كراسى القماش ) بعد أن تحللت من محيط الزِّى الرسمى ومخيطه .. تلك العقول التى تستمد صلاحياتها ومسئولياتها من خبرتها الطويلة الممتازة وتتفهم كل أسباب الماضى بتجاوز الممكن والمستحيل للبحث عن حلول للوضع القانونى المختل ببلادنا ولا تعرف غير مصلحة الوطن ..!!
إن مناقشة الأزمات القانونية والتعقيدات العملية التى صنعها قانون الإجراءات الجنائية لسنة ١٩٩١م والقانون الجنائى لذات السنة بتعديلاتهما المستمرة هى لحظة فارقة لإختبار صلابة المبادرة وصدق إرادتها فى الإصلاح ونجاعتها كمؤسسة وطنية متسامية تبتغى الإصلاح ما استطاعت ..!! فالمبادرة بهذا الصنيع تطرق أبواب الإصلاح القانونى بصدق ووعى ووطنية حقّة فى ظرف حساس جداً تمر به بلادنا بعد المأساة التى عاشتها طوال سنوات الحرب ، وتُجَسِّد الوعى لضباط الشرطة المتقاعدين لا بالشعارات العابرة ولا ( بالجلسات الدكاكينية ) بل بالفعل الراشد فى الهواء الطلق والمنهجية القائمة على التَبَصُّر ، والحكمة المستندة على خبرة عملية طويلة .. فهل تملك الدولة الشجاعة والإرادة لترجمة هذا الوعى إلى قرارات ..!!؟ أعتقد أن الإجابة لا تكون بالثناء على هذا الصنيع إن كان هنالك ثَمَّة ثناء ..!! بل تُختبر بالإقتناع واليقين بصدق ما قُدم من طرح ..!! فالدولة بما تملك من قرار هى أقدر على صنع المصير والتغيير .. وليتها تفعل فالوضع الجنائى ببلادنا يتألم اليوم بتألم أصحاب الحقوق والقضايا من هذا الوضع القانونى والعدلى الشائه والذى يستوجب تدخلاً تشريعياً واعياً لتكون العلاقة بين أجهزة إنفاذ القانون والمؤسسات العدلية أكثر إتساقاً مع العدالة المبتغاة .. فبالأمس لم يكن الوقت قد حان وغداً يكون قد فات الأوان ..!!
بورك للمبادرة فى رشدها وحسن صنيعها .. وهكذا تكون القيادة وهكذا يُصنع الأمل ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
✍🏼 لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
الأحد ٢٩ يونيو ٢٠٢٥م