لم يتوحد أهل السودان من قبل كما توحدوا ضد هذا العدوان الإقليمى والدولى الذى لعبت فيه مليشيا آل دقلو دور كلب الصيد ومخالبه وأنيابه .. ونسوا ما كان يعتمل فى صدورهم من غيظ تجاه المحاصصات القبلية والجهوية والمعيارية المناطقية التى إتخذها حكامنا مطيتهم المثلى لتوزيع الفرص غير العادلة للمشاركة فى السلطة حيث تقلب كثيرٌ من الناس فى المناصب السياسية والإدارية والدبلوماسية إعتماداً فقط على مؤهل الإنتماء القبلى والجهوى والحزبى فى كثيرٍ من الأحيان .. حتى جاءت المليشيا وأجلبت بخيلها ورجلها وسندها الإقليمى وإنتهكت سيادتنا الوطنية وأرادت محونا من الوجود فى غفلةٍ من حكامنا رغم علمهم بنواياها وجرأتها على الدولة بإستعراض قوتها وعضلاتها ، والله أعلم بتواطئهم وخيانتهم إن كانوا كذلك ونعيذهم بالله أن يكونوا ..!!
وبعد كل ذلك الدمار الذى أحدثه تتار العصر فى بنية الدولة وبناءها يأتى بعض بنى جلدتنا عشاءً يبكون فى الفضائيات أن هنالك خطاباً تعبوياً ملئ بالكراهية وتحشيداً قبلياً سيفضى بنا إلى إقتتال قبلى وحرباً أهلية ( خابوا وخسروا ) .. ويستكبرون على المستضعفين حملهم السلاح للدفاع عن أنفسهم ، بل ويهددونهم بأنهم سيكونون هدفاً مشروعاً فى ظنهم لبندقية المعتدى وكأن الذى يحدث لهم الآن ليس إعتداءًا ..!!
إعلموا يا من أخزاكم الله أن أهل السودان أهلٌ للمحامد كلها ، فقد عُرفوا بين الأمم بمكارم الأخلاق وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف وإقالة العثرات ..!! الناس فى بلدى أيها الحمقى يصنعون الحب كلامهم أنغام ولونهم بسّام وحين يتقابلون ينطقون بالسلام ..!! الناس فى بلدى لايعرفون الكراهية حتى للغريب فها هى معسكرات اللاجئين خير شاهد فقد إقتسموا معهم اللقمة والأرض للفلاحة والغطاء الغابى للوقود والإستدفاء ،. لكنهم أُرغموا على كراهية المليشيا ومن يدعمها ويناصرها ويتحرقون شوقاً لإفنائها وإجتثاثها من أرضهم لما إرتكبت من فظائع ومجازر .
نعم أيتها المليشيا إننا نكرهك بعمق ونكره من صنعك وغذّاك وأطعمك ، ونكره أفعالك وجرأتك على الله وإنتهاك المحارم ، وندعوا بخطاب الكراهية لكل من أيّدك وساندك سياسياً ودعمك بالمال والسلاح والكلمة الكذوب .. لقد قبلنا بوجودك بيننا على مضض مخافة الخروج على الحاكم الذى أغدق عليك من خير بلادنا ، ولم نُحبك من قبل ولن نُحبك من بعد ، فإن أهل السودان يُحبون كل أحد ولكنهم لا يكرهون إلاّ الظالم والمعتدى .. ولكن الكيل قد طفح وعندما يطفح الكيل يفيض فلا يستغربن أحد مما ستفعله هذه الكراهية بك وبأنصارك .
فيا إعلامنا الرسمى ويا إعلامنا الأمنى أين أنتم من إعلام المليشيا الكذوب الذى لم يقتصر على التشكيك والتخذيل والإفتراء والكذب والتجريح والطعن فى جسد الشعب المثخن بالجراح ليسود الباطل على الحق ..!!؟ ذلك الإعلام الذى هو من جُند إبليس فأرتقى به الحال حتى صار إبليس من جُنده !!؟
وياسيدى الرئيس كُن قائداً حازماً وإتخذ ما يلزم لتحسين أداء منظوتك وإلاّ تجعل بينك ومعك مكاناً للمُعطّلين والمسوفين والمتخاذلين وإلاّ فالأفضل لك أن تتنحى من نفسك حتى لا يأتى عليك يوماً يثور فيه هذا الشعب المكلوم ويزيحك من مكانك ففى حوادث التأريخ عبرةٌ لمن يعتبر ..!!
هدى الله حُكامنا وإعلامنا للحق ولما فيه صلاح الأمة وأهل السودان أجمعين .
وحفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
✍🏼 لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤م