الشاعر السفير/ خالد فتح الرحمن

نصرٌ .. على جبينِها… “إلى عيني مدني .. في يومها التاريخي ..على شوط الاكتمال”

الشاعر السفير خالد فتح الرحمن

النصرُ يُشبِهُ فيكِ الحبَّ و الجذلا
و منكِ تمشي به الدنيا ليكتملا

النصرُ يُشبِهُ عينيكِ اللتين صَبَا
إلى فتُونِهما التاريخُ.. فابتهلا

يا حُلوةَ المُجتَلَى ..يا نغمةً حفِظَت
للحبِّ سرَّ الجَوى و الهمسَ و الغزلا

يا بنتَ أخصبِ معنىً ..من تأنُّقِهِ
تزيَّنَ الحرفُ..و استدناكِ.. و احتفلا

يا صوتَ ألفِ نشيد ٍ للعُلا صدَحَت
فكنتِ أنتِ اللحونَ الخُضرَ و الجُمَلا

آنَ الأوانُ لدمع ٍ منكِ أرَّقَنا
أن يستعيدَ بكِ الأفراحَ و الأملا

و أن يقولَ بأنَّ النصرَ مؤتلِقاً
على جبينِكِ لم نشهَد له مَثَلا

فإنَّه الثأرُ للوضَّاءِ من وطن ٍ
كم من شهيدٍ رعى أقداسَهُ فغَلا

مِن المقيمينَ في عينِ الَّلظَى شمماً
و الواثبينَ على حدِّ الردَى شُعَلا

من كلِّ مُستوثِق ٍ باللهِ ، معتصم ٍ
بالحقِّ مستصغرٍ فى البذلِ ما بَذلا

ذاكَ المُضَمَّخُ بالعزِّ الذي سهِرت
له الحكاياتُ..ما استخذَى و لا جَفَلا

ذاك المُجَمَّرُ بالنارِ التي اقتَبست
آيَ الكتابِ..فناجَى نورَها و تلا

جاءوكِ.. يا قصةَ الصبرِ التي كَبُرَت
فراضت الخوفَ و الإرجافَ و المللا

جاءوكِ من كل حدبٍ..فالدماءُ ندى
و الروحُ بوحٌ سقى الأشواقَ و انتقلا

جاءوكِ تستعذبُ الًّلقيا جحافلُهم
فليس من بينهِم من يعرفُ الوجَلا

و كيف يهدأُ قلبٌ يستفيقُ به
تذكارُ حُبٍّ على عينيكِ.. ما ارتَحَلا

الزهوُ و الزهدُ و الجفناتُ باسمةً
و الصفوُ و الصفحُ و الإيثارُ مُتَّصِلا

و الجودُ يرزمُ في كفيكِ منفعِلاً
إذا تناثرَ بين الناسِ مُفتَعَلا

و الليلُ يُصغِى إلى الأسمارِ في دَعةٍ
و الفجرُ حطَّ على شطَّيكِ و اغتسلا

و الناسُ بالناسِ و الأنفاسُ جائلةٌ
فى الخيرِ ما بينها فى الخيرِ من بخِلا

سِفرٌ من القيمِ الغراءِ لا غفلت
عنها المروءاتُ.. لا منها الثرى غفلا

كنجمةٍ في انسيابِ الأزرقِ انسدَلَت
تشدو لمن نهلَت مِنهُ و مَن نَهَلا

خطَّ الصناديدُ في إيماضِها لَهَباً
يبقى على الدهرِ إرعاداً لمن جَهِلا

يقول: ذي (مدني) حوراءَ ما احتضنت
إلا الأُبَاةَ .. و لم تعرف لهم بدلا

الباهرينَ .. و قد قالوا : أمَا صدَقَت
مِنَّا الوعودُ ..فقالت للأباةِ : (بلَى)

خالد فتح الرَّحمن
يوم النصر
١١ يناير ٢٠٢٥

اترك رد

error: Content is protected !!