سمية سيد
التدمير الممنهج والمقصود للمستشفيات والمراكز الصحية ابالخرطوم الذي قامت به مليشيا الدعم السريع خلال الستة اشهر افرز وضعا كارثيا على مرضى الفشل الكلوي والسرطان وغيرها من الامراض المزمنة.
من لم يمت بالرصاص التمرد مات بعدم حصوله على جرعة دواء.
استهداف المستشفيات والمراكز الصحية بالقذف المدفعي واحتلال الكثير منها وتحويلها الى ثكنات ومخازن سلاح كان امرا مقصودا ضمن خطة الحرب .
مرضى الفشل الكلوي الذين يحتاجون الى جرعات اسبوعية او اكثر هم الاكثر معاناة جراء ما تم من تجريف لمراكز الغسيل والتي خرجت جميعها عن الخدمة وذلك بعد تدمير كافة الاجهزة ومستلزمات الغسيل ، الامر الذي ادى الى وفاة عدد كبير جدا وهروب اعداد اخرى الى مصر بحثا عن العلاج .
رحلة البحث عن العلاج عبر النزوح شمالا الى مصر عبر الطريق البري كانت محفوفة بالمخاطر اودت بحياة عدد من المرضى . اما من وصل الى القاهرة فقد واجهته المشكلة الاكثر تعقيدا وهي تكلفة العلاج.
هنا في القاهرة يحتاج مريض غسل الكلى الى اكثر من الفين جنيه مصري من فحوصات الى مواصلات وتكلفة الدواء ، الامر الذي اصبح يشكل هاجسا كبيرا للمرضى واسرهم .
اطلعت امس على مبادرة انسانية مهمة جدا تقوم بها ( مبادرة اسناد السودانيين النازحين الى مصر) هدفها المساهمة في تكاليف علاج زارعي الكلى.
مبادر اسناد النازحين الى مصر تسهم في اشياء كثيرة جدا منها توفير مواد استهلاكية ، وفي مجال التعليم والسكن لكثير من الاسر السودانية بالقاهرة ..ساتطرق لمشروعات المبادرة التي يقوم على راسها نفر كريم من ابناء السودان بمصر..
بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي استطاعت المبادرة ان تسهم في شراء الدواء لنحو 116 من المرضى الذين تحول ظروفهم المالية من دفع تكلفة العلاج مما يعرض حياتهم للخطر . ومع تزايد اعداد النازحين مع اغلاق المستشفيات في الخرطوم والجنينة يتوقع زيادة اعداد المحتاجين للعلاج من مرضى الفشل الكلوي مما يزيد من الاعباء المالية على مبادرة اسناد السودانيين بمصر .
حتى تواصل المبادرة في نشاطها الانساني الكبير نناشد السودانيين العاملين بالخارج والمغتربين ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الانسانية ان تساهم في توفير الموارد المالية . مع العلم ان هذه المؤسسة تعمل وفق نظم ادارية ومالية في غاية الشفافية والحوكمة