
درج أهل السودان مُنذ القِدم علي أحياء ذكري مولد النبي ﷺ تُقام السرادق في كل ساحات ربوع السودان المترامي الأطراف الحضر و البوادي المساجد والخلاوي دور أهل التصوف المُنتشرة في المُدن والقُري والنجوع
يتم التجهيز علي اعلي مستوي بما يليق بعظمة الحدث الكبير بدايةً شهر ربيع أول حتي ليلة الثاني عشر يوم ميلاد الحبيب ﷺ ثم تُختتم الفعاليات في الساحات والخيام التي يرتادها الشيوخ والشباب النساء والأطفال الذين عشقوا حب النبي ﷺ وهم ينتظرون هذه الأيام المعدودات من كل عام بلهفةً وشوقاً وحنين لا يُوصف مشاهد عجيبة في ليلة الفيوضات والنفحات وبسط النِعم وغسل الاحزان اياماً لها وقعُ خاص في نفوسهم وإفئدتهم ثم من بعد ذلك تنتقل الأفراح والمهرجانات الي المسائد والبيوتات الدينية جماعات وأفراد ايضاً يُوقيمون الاحتفالات في منازلهم الخاصة طيلة الشهران من ربيع الأول والثاني في منظر ولوحة بهيجة أتصف بها اهل السودان .
وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية التي مرت بالبلاد من دمار وحرباً شاملة قضت علي كل شئ نقصُ في الأموال والأنفس والثمرات وفقدُ جلل ودمار المساجد ودور العبادة والخلاوي التي لم تسلم من أيدي الغدر والخيانة بعد كل هذه المرارات مازال شعب السودان صامد شامخ كالجبال الراسيات مُستمسكاً بالعروة الوثقي وحب النبي ﷺ نحن في هذه الأيام الطيبات من أواخر شهر صفر نستقبل بعد أيامً قليلة الاول من شهر ربيع ميلاد خير البرية الذي ذكره سيدنا ادم في وصيته لابنه شيث حينما قال له يا بُني إذا ذكرت الله فلا تنسي ذكر محمد لأني وجدت أسم محمد مقروناً باسم الله ومكتوبُ فوق العرش ومكتوبُ في اركان السموات وبين أعيُن الملائكة و في ابواب الجنان وأشجار الجنة وأوراقها ومكتوب في ظهور الحور العِين وساق العرش تعظيماً و إجلالاً لقدر الرسول الحبيب ﷺ
لهذا وبعد غياب سنتين عجاف وتوقف قيام احتفالات المولد النبوي الشريف بسبب ما تم ذكره آنفاً أذ بأهل السودان و قاعدة التصوف العريضة من المرابطين اثروا علي انفسهم إلا أن يُقام هذا العام الاحتفال بصورته الرسمية في جميع الميادين والساحات وتم الترتيب لذلك بصورة ممتازة حُظيت بتشجيع كافة المشائخ وتوجت بموافقة اجهزة الدولة التنفيذية والأمنية مما اثلج صدور المحبين والعاشقين في الداخل والخارج رغم ان الذين استقر بهم الحال خارج البلاد لم يتوقفوا من إقامة الاحتفالات طيلة العامين الماضيين في جميع الدول التي تواجدوا فيها وكانت احتفالات بهيجة وكبيرة ومُشرفة فرحاً بسيد الوجود الذي يحملون عشقه في قلوبهم أينما كانوا واينما نزلوا حلت البركات وتنزلت الرحمات بذكر سيد السادات عليه افضل وأذكي الصلوات ﷺ
يُتبع