عمار محمود – نيويورك
عندما انتقل السفير ماجد يوسف إلى الدار الآخرة، كانت حياته بالفعل مليئة بالإنجازات، وأذكر منها اثنتين أسعفت بهما الذاكرة في هذه اللحظات العصيبة:
- إلمامه العميق بالشأن الاريتري، فهو من قلة من الدبلوماسيين السودانيين الذين تعمقوا في معرفة إرتيريا وارتبطوا بعلاقة صداقة وطيدة مع الرئيس أفورقي. من قام بزيارة فقيدنا الراحل في داره، يجد له صوراً مع الرئيس الارتيري بعضها عائلي الطابع، في دلالة على عمق الصلات التي تمكن من خلقها هناك. والدبلوماسي الناجح هو من يستطع تجاوز القنوات الدبلوماسية لينفذ إلى بناء صلات شخصية مع قيادة البلد المضيف.
- كان شديد الاهتمام بعمل شيء مفيد ومؤثر في دارفور، الإقليم الذي انتمى له. من أجل تلك الغاية أنشأ إذاعة “دارفور إف إم”. حالياً تعتبر هذه الإذاعة من أكثر الإذاعات شعبية في جميع مدن وقرى دارفور.
سأفتقد صداقته ودماثته وخفة ظله وبديهته الحاضرة. في آخر مرة رأيته فيها، كان، رحمه الله، يجلس إلى اثنتين من حفيداته وهن يستمتعن بروح دعابته اللطيفة وذكائه المرح.
اللهمَّ أرحمه وأغفر له بقدر هول فجيعتنا التي لا يحتملها البكاء.
لا حول ولا قوة إلا بالله