
أهم القضايا التي تناولها المنتدى: عجز واخفاق المجتمع الدولي في معالجة الأزمات.
وعجزه عن الوفاء بالتزاماته فيما يتعلق بتخفيف أعباء الديون أو تمويل المناخ.
رسّخ المنتدى مكانة مصر كرائد وقائد في المنطقة الافريقية.
اختتمت اليوم 21 أكتوبر 2025 فعاليات الدورة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، لقد ابتدرت مصر هذا المنتدى في العام 2019 عندما ترأست الاتحاد الافريقي، ويستهدف الملتقي مناقشة قضية السلام والتنمية في القارة الافريقية. شارك السودان بوفد برئاسة السيد/ محي الدين سالم وزير الخارجية.
تكتسب هذه الدورة أهميتها من خلال التطورات التي تشهدها الساحة الدولية، حيث تتفاقم النزاعات المؤثرة في السودان وغزة وجنوب أوروبا (روسيا وأوكرانيا)، مع عجز واضح للمؤسسات الدولية في معالجة هذه الأزمات، وحتى إذا تمت بعض المعالجات فإنها تتم بطريقة انتقائية، حيث سعت الولايات المتحدة على سبيل المثال لمعالجة الأزمة في غزة من زاوية مساعدة إسرائيل، وتسعى لمعالجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا من زاوية مصالحها ومصالح حلفائها، بل المصلحة الشخصية للرئيس ترامب الذي عبر عن رغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام! بينما تظل أزمة الفاشر المحاصرة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي وجبين الإنسانية جمعاء.
عجز المجتمع الدولي عن معالجة الأزمات الأمنية رافقه أيضاً عجز كبير جداً في التزامات المجتمع الدولي بشأن تخفيف عبء الديون على الدول المتأثرة بالدين وغالبيتها في افريقيا، والعجز كذلك عن الوفاء بالالتزامات المتعلقة بقضايا المناخ التي تسببها الصناعات الكبرى في دول العالم الأول وتتأثر بها القارة الافريقية، ولا تتحصل في الوقت نفسه على التمويل الذي يساعدها في انشاء مرافق صديقة للبيئة في مجال الطاقة أو الصناعة وغيرها.
لهذه الأسباب مجتمعة سعت الدول الأفريقية للاعتناء بالحلول الفردية من خلال قيام بعض الدول الافريقية بإحكام السيطرة على مواردها الاقتصادية كما فعلت دول غرب افريقيا من حيث فك ارتباطها بالاقتصاد الفرنسي وانتهاج سياسة الاستقلال الاقتصادي. كما اعتنت الدول الافريقية بالحلول الجماعية من خلال التخطيط للاستراتيجية التنموية طويلة المدى (أجندة التنمية الافريقية 2063).
يبرز دور مصر في الوقت الحالي كدولة رائدة وقائدة للمعالجات الأمنية والتنموية في المنطقة، لقد أثبتت مصر قدراتها من خلال الدور الذي لعبه فخامة الرئيس السيسي باقتدار في حشد الجهود الدولية حول سلام غزة قبل أيام قليلة، وها هي اليوم تقود جهود السلام والاعمار والتنمية في القارة الأفريقية.
تعود مصر وقيادتها للعب الدور القائد في القارة الافريقية بعد أن غابت أو غيبت عن هذا الدور خلال السنوات الماضية. لقد لعبت مصر دور القائد والرائد في القارة الافريقية خلال ستينيات القرن الماضي عندما ساعدت حركات التحرر الافريقية، ونشرت بعثات الأزهر الشريف التي ساهمت في تثبيت أركان الدين الإسلامي ونشر اللغة العربية في انحاء القارة الافريقية.
كلف الاتحاد الافريقي فخامة الرئيس السيسي بقيادة ورعاية جهود إعادة الاعمار والتنمية ما بعد النزاعات في القارة، وهذه فرصة هائلة للسودان للتنسيق مع مصر في هذا الملف ذلك لأن البنيات التحتية القارية والممرات بين دول القارة لتنشيط التجارة والاستثمار يمر أكثر من 60% منها بالأراضي السودانية.
ان السودان ومصر يمكن أن يعودا للعب الدور الرائد في القارة الافريقية من خلال الإمكانات المادية الزراعية والمائية والمعدنية التي تتوفر في السودان، واغلبها غير مستغل، ومن خلال التكنلوجيا والبحوث العلمية المتقدمة في مصر والمسنودة بقبول دولي واسع. والله الموفق.