مع ما رشح من ذهاب طاقم القيادة الثلاثى : البرهان ، حمدوك ، حميدتي .. لا مناص عن الإنتخابات
رشح أنه في خواتيم العام ٢٠٢١ ان هنالك عرضا من “الاشقاء العرب” بذهاب البرهان وحمدوك وحميدتي ثلاثتهم وقدوم شخصية عسكرية متقاعدة، حتى يتم التعامل معها على أنها مدنية؟
والسؤال مدنية أمام القانون والمجتمع الدولي أم مدنية أمام الشارع؟ والشباب؟
هل هذا العرض يأتي في سياق تفاهمات خارجية أم داخلية؟
لو خارجية فهي لا نعرفها، ولو داخلية لن يكون حلا على الإطلاق.
من يتظاهر ضد الثلاثة حاليا سيستمر في التظاهر ضد (الشخص العسكري- المدني المشترك) لارغامه على محاكمتهم، ولو هم خارج السودان سيعتصم أمام سفارات الأشقاء والدول التي تستضيفهم، بل سيحتج الناشطون امام الكونغرس الأمريكي وسفارات الأشقاء في واشنطون، وبدلا من أن يساهموا في حل مشكلة يكونوا قد أدخلوا أنفسهم في مشكلة.
والأحزاب من جهتها والتي يظن البعض أن لها وزنا في تهدئة الشارع وأنها ستتماهى مع عرض الأشقاء.. ستفعل نقيض ذلك وستزايد على الشارع أو تنشق قواعدها عن القيادات الموافقة على الصفقة وتؤسس أحزابا جديدة وتقف مع الاحتجاج وترفض “مندوب الأشقاء” لحكم السودان!
الأصدقاء الغربيين من جهتهم (وكعادتهم) سيقفون “مع وضد” .. لاحقا .. الاشقاء أصحاب الصفقة أنفسهم سيفكرون في ترقيع الصفقة وإجبار “مندوبهم” على تنازلات أكبر.
قال البعض أن الاخراج ألطف من ذلك، (يبقى البرهان على الجيش قائدا، ويذهب حمدوك أو شخصية مدنية أخرى للسيادي رئيسا)
ويكفي هذا التدبير أنه وضع على لحن (رئيسا وحبيسا) المشهور ليسقط في اليوم التالي.
لكن لماذا الانتخابات هي الحل والشارع يصطبغ بدماء الشهداء.. والأحزاب ترفضها لأنها تعتقد أنها يجب أن تأتي بعد حل مشاكل السودان (على ايديهم طبعا)
هذا أغرب منطق، وهو مثل من يقول لن أتزوج إلا بعد أن يكون لدي أطفال حتى أتعلم تربيتهم .. طيب انت حا تجيب أولاد كيف بدون زواج يا استاذ؟ كيري مثلا؟
اذا اصلا الحكومة الانتقالية ذات السنين العشر المتوهمة ستحل مشاكل السودان فيم الانتخابات اذن؟ لماذا لا نتعاقد بعدها مع حكومة سكنهاند من المانيا لتحيل السودان إلى دولة صناعية متطورة في عشر سنين اخرى، وننسى موضوع الديموقراطية ونثبت على السودانيين التهمة الكاذبة بأننا شعب كسلان، ونستمتع بوجود شخص يحلحل لنا مشاكلنا.
انا مع الانتخابات ليس لأنها مثالية ولكن فقط لأنه الحل السوداني الوطني الوحيد وقد ثبت تماما أن التعويل على الأشقاء العرب والأصدقاء الغربيين لا جدوى له البتة، لأن واجبهم ليس بناء السودان، هذا واجب أهل السودان.
هذا التعويل .. مجرد اتكالية وتواكل ومآكل .. وصنع لنا طبقة من المستفيدين من الأزمة وليس من حلها.
قد يقول قائل، ويردد مبررات العشر سنوات الانتقالية.. هنالك نازحين وهنالك شارع متوتر وهنالك مناطق خارج سيطرة الحكومة مثل كاودة.
الإجابة بسيطة للغاية .. كم عدد الدول التي تريدون أن أسرد لكم فيها ذات المشكلات المذكورة واسوا وأقامت انتخابتها بالموجود والممكن وحدث فيها استقرار أفضل نسبيا مما كانت عليه.
هذه الأحزاب تكذب في وضح النهار .. شاركت في انتخابات السودان في ١٩٨٦ وكانت هنالك ٤١ دائرة مؤجلة لأسباب أمنية، وكانت هنالك معسكرات نازحين وكان هنالك تمرد يسقط طائرات ركاب مدنية بمضادات جوية.
نموذج عربي حدث في ذات ايام توتر الشارع السوداني .. دولة قطر أقامت انتخاباتها وهنالك قانون يحرم عددا من المواطنين من قبائل محددة من الحق الانتخابي .. وخرجت مظاهرات لقبيلة آل مرة .. بالتأكيد لن تشاهدوا هذا في الجزيرة مع أن الاحتجاجات على بعد أمتار من كرسي أحمد طه ولكنه مهتم باحتجاجات على بعد آلاف الأميال.. طبعا لان هذه المهنية التي تتميز بها قناة الجزيرة.
صدقوني يا سودانيين.. غالب الأشقاء والأصدقاء لا يريدون لكم الانتخابات لانهم يخافون من العدوى ولأنهم يريدون استغلال الوضع لفرض الخيارات والشخصيات التي يريدون.
بالإضافة إلى انهم لا يعرفون السودان جيدا ولديهم مستشارين فاشلين.
اغبى مقترح أن تواجه رافضين لشراكة عسكرية مدنية بشخصية هي (عسكرية مدنية) وتتوقع موافقتهم .. شخص لا يحب أن يغمس في الفول ويغمس في الشطة .. تسوط ليه الشطة في الفول؟ يا فالح؟
يجب التفكير ليس في إرضاء أحزاب ولا ناشطين ولا أشقاء ولا اصدقاء.. ولكن في حقوق ٤٠ مليون مواطن لديهم استحقاق انتخابي ومن هو منهم في عمر وأهلية التصويت على الأقل ٢٠ مليون مواطن .. هؤلاء هم الذين يجب أن يحددوا من يحكم السودان .. هذا حقهم ولو كان هنالك مليون منهم في المعسكرات فإنه واجب ال ١٩ مليون المتبقي هو مساعدتهم عبر حكومة منتخبة وليس مندوب أممي ولا مندوب عربي.