اسامة عبدالماجد
¤ تحمست لتلبية دعوة عضو مجلس السيادة السابق ابو القاسم برطم ، للتفاكر حول الاوضاع الراهنة.. لسببين الاول ان قاسم مستقل ولذلك رأيه ومواقفه خالية من المحسنات وغير متاثرة بحاصل قسمة وضرب (التحالفات والاجندات)… والسبب الثاني ان برطم هو المسؤول الوحيد الذي تصدى للباغي الشقي حميدتي ولفت الانتباه الى مخططه العنصري منذ وقت مبكر.. عندما واجه حميدتي في اجتماع لمجلس السيادة اظهر فيه الاخير قدرا كبيرا من العنصرية البغيضة.. التي تجلت لاحقا وبشكل كبير في كل حركاته وسكناته وجرائمه التي اخذت طابع التطهير العرقي..
¤ اتهم برطم، حميدتي، بالسعي للسيطرة على.. بنك السودان المركزي، ووزارات المالية والطاقة والنفط، والمعادن وشركات البترول، بواسطة تعيين موالين له.. ولاحقا اثبتت الايام صدق حديثه.. نتيجة لذلك كان قصر برطم ومنازل شقيقيه رجل الاعمال سمير ود وليد بكافوري من اوائل المنازل التي نهبت بالكامل ودمرت .. وتم اجتياح قصر برطم بقوة كبيرة من المليشيا وسألوا عنه بحسب افادات الحارس.
¤ لذلك عندما تحدث برطم في حضور عدد مقدر من رؤساء التحرير وكبار الكتاب كان موضوعيا وواقعيا في طرحه ورؤيته.. وهو يقول ان هذة الحرب كان يجب ان تحدث.. مستدلا بتمدد الباغي الشقي.. لكنه بدأ متفائلا ان الحرب اتاحت فرصة كبيرة من اجل التغيير .. وصنعت سانحه لصناعة مستقبل جديد.. كان حديث قاسم مطمئنا، وانطلق من الدعوة للالتفاف حول القوات المسلحة ومساندتها بقوة حتى نهاية الحرب.
¤ نظر برطم للمشهد من زاوية مختلفة تماما عن رؤية الجميع.. رغم الحطام والدمار الذي احدثته المليشيا.. لفت انتباهنا الى اهمية ان تكون قضيتنا الانسان السوداني، لا المباني واستصحب في ذلك ان الحرب في النهاية ستنتهي وتوقع ان تكون نهايتها شانا عسكريا..لكنه في ذات الوقت شدد على ضرورة الوقوف على انعكاساتها على الانسان السوداني.. وان نبحث عن دورنا فيها)
¤ انصب تركيز قاسم على ما اسماها (مرحلة مابعد الحرب).. وطالبنا بالتفكيرفي هذا الاتجاة حتى عندما تضع الحرب اوزارها لا يكون الناس في حالة حيرة – طبقا له.. وسخر من قحت عندما قال (لو مافكرنا من الان في كيف سيكون الحال بعد الحرب سنكون مثل من رفعوا شعار تسقط بس.. ولما سقطت اتلفتوا واضاعوا البلد).. وحذرنا من الركون الى ان الحرب لاتزال مشتعلة ولا يعقل الحديث عن مرحلة مابعد اخماد نيرانها.. بالتالي كان حديثه حول مابعد الحرب مدخل تعليقات معظم الزملاء.
¤ واعطى برطم، قحت درسا في ادارة الدولة.. والتي كانت قد اهدرت كل جهدها في الحديث عن النظام السابق.. طالب بعدم التركيز مع جرائم المليشيا وترك ذلك الملف ذو الحقائق الواضحة – بحسب وصفه – للجهات القانونية وقال : (كل السودانيين تضرروا وبدرجات متفاوتة من الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع وبالتالي المساءلة والعقاب واجب).
¤ تحدث برطم وبصراحة عن وجود مشاكل في ادارة الدولة ولكنه استدرك اهمية ان يسال كل فرد في المجتمع وخاصة في الوسط الصحفي عن دوره في الاصلاح.. ودعا لضرورة التفكير خارج الصندوق.. واشار الى حاجة البلاد وبشكل عاجل الى حكومة حقيقية بعيدا عن الحزبية وقال :(لابد من حكومة كفاءات) .. واخذت تلك النقطة مساحة مقدرة من مداخلات الزملاء وامنوا عليها لكن تفاوت بينهم توصيف تلك الحكومة.
¤ حمل حديث برطم دعوة للتغيير لكن بطريقة مختلفة عندما اشار الى الحاجة لانتاج نخب جديدة.. وتهكم على سماسرة السياسة – الوصف من عندي – بينما كان قوله : ( اي زول عمل قروش بقى سياسي).. ودعا لوقف التدخل الخارجي الذي اجتاح البلاد.. وراى انه لم يكن ليحدث لو لم يجدوا في بلادنا الضعف.. ورسم برطم خارطة طريق للحيلولة دون استمرار حشر الاجنبي انفه في شؤوننا.. وذلك بتنظيم اصطفاف شعبي ضخم وتعلية الشان الوطني..
¤ ومنما يكن من امر .. وفي تقديري ان ابلغ ماقاله برطم ان شعارات كثيرة طلعت (كلام فارغ) .. وان (حاجات) كثيرة تحتاج اعادة صياغة.