✍️ محمد عبدالقادر
قليلة هي الاخبار المفرحة في بلادنا ، انتزاع ( خبر سعيد) من بين ركام الماسي والاحباطات اليومية مهمة اشبه بالبحث عن ابرة في( كومة قش)، مازال يتملكنا الحياء من المواطن الذي ظللنا عاجزين خلال السنوات الماضية عن رفده بالاخبار التي تخاطب قضاياه الملحة وتطلعاته خاصة في مجال الخدمات الصحية والعلاجية.
السبت الماضي كنت ازور صرحا طبيا شامخا من المنتظر ان يتم افتتاحه الاحد القادم ، احد ابناء السودان المميزين اابارين من اهل العطاء في صمت وبلا ضوضاء ابرم لبلادنا موعدا مع فتح جديد في مجال الخدمات الطبية يستحقه المواطن السوداني الذي يعاني الاهمال ويفتقر لخدمات طبية متطورة تؤهله لتطبيق شعار (توطين العلاج بالداخل)، تردي الخدمة في هذا المجال اوجد حالة هروب جماعي للمواطنين السودانيين وهم يضربون في الارض بحثا عن العلاج والمستشفيات المتطورة..
استطيع ان اقول وبكل ثقة ان الدكتور احمد رزق رئيس مجلس ادارة (مستسفي الرازي) واركان سلمه اسسوا مستشفي علي طراز عالمي اوجدوا فيه اخر ما توصلت اليه الخدمات الطبية في العالم ..
( مستشفي الرازي) قبلة طبية يمكن ان نفاخر بها ونقول للعالم ان بالسودان خدمات طبية لا تقل عن ما تقدمه افخم المستشفيات في العالم..
ما استوقفني في المستشفي انه لم يبدا من حيث انتهي الاخرون فحسب ولكنه تميز بما يمكن ان يجعله سباقا ومبادرا في تاسيس بيئة علاجية وطبية تفوق امكانات المشافي التي يرتادها السودانيون في الخارج..
انتبه القائمون علي امر (مسنشفي الرازي) ببراعة تحسب لهم الي نواقص الخارطة الطبية والصحية في السودان فاسسوا مصنعا للاكسجين يسري عافية في كل العنابر والغرف التي تقدم الخدمة عبر المواسير.
الاكسجين وما ادراك ما الاكسجين.. وقصص ماساوية تروى عن ارواح فارقت الحياة حينما (عز النفس) بفعل ضعف خيال مشافينا وعدم قدرتها علي انتاج ما يلبي حاجة الناس في لحظة بحث عن (شهقة نفس) تقف بينهم واستمرارهم احياء يرزقون ، مصنع (مستشفي الرازي) مؤهل بعد تغطية احتياجه لمد المؤسسات الصحية في الخرطوم بحاجتها وحل ازمة الاكسجين التي تسببت في رحيل كثير من الارواح العزيزة..
اه من لو التي تفتح عمل الشيطان.. ولكن اذا قدر لهذا الصرح المجهز ان يعمل علي ايام الكرونا لانقذ حياة كثيرين، غير انها ارادة الله.. وفشل الدولة التي اصرت علي حجب خدمة المستشفي في ذلكم التوقيت القاتل.
حسمت (مستشفي الرازي) ازمة العناية المركزة التي يعاني منها السودان بان تحولت برمتها الي وحدات ( للعناية) حتي اسرة المرضى العاديين مجهزة بما تستلزمه الرعاية الطبية المتقدمة، المستشفي يحوي الان منفردا ربع طاقة مشافينا مجتمعة في مجال العناية المركزة الوسيطة وفي هذا الامر مخاطبة لازمة مركزية ظل يعاني منها السودان…
ما اعظم تخطيط مستشفي الرازي وهو يخاطب معاناة السودانيين في افتقادهم ل( حضانات المواليد) وينشئ كذلك قسما للنساء والتوليد مجهزا باحدث التقنيات ، ( حضانات الاطفال) تتجاوز طاقة مشافي الخرطوم مجتمعة.
في (مستشفي الرازي) احدث ما توصل اليه العالم في مجال ( اجهزة الطوارئ)، حيث التقنيات التي تجعل من التدخل الطبي بعيدا الايدي وعبث لحظات الاسعاف الاولي التي ذهبت بحياة الكثيرين وضاعفت معاناة اخرين، شاهدنا كذلك اكبر غرف للعمليات الجراحية بالسودان مجهزة باحدث الاجهزة التي تعمل بتقنيات غير موجودة في بلادنا وربما في الدول المحيطة .
مدهشة جدا المعامل المتطورة التي استجلبتها المستسفي وطريقة ادارتها التي تحفظ دقة الفحص وتجعل من خدمته المقدمة جديدة في كل شئ.. معامل مؤهلة لاجراء كافة الفحوصات واجهزة مصممة وفق احدث التقنيات لمعالجة هشاشة وامراض العظام وتفتيت الحصاوى واجراء عمليات المناظير والقلب.
ما رايناه في مجال الاشعة العادية والمقطعية والرنين المغنطيسي فتح جديد في المجال الطبي يضاعف من قدرة المستشفي علي تقديم خدمة متميزة وغير مسبوقة…
لن تصدق عزيزي القارئ ان القطاع الخاص في السودان يمكن ان يفعل ماراينا، ولكنه الواقع الذي جعلنا نهنئ الدكتور احمد رزق علي مبادرته وانجازه الذي اكتمل دون ان يحتاج لتمويل من اية جهة، فقد وظف الرجل عوائد جامعته العريقة لانشاء صرح طبي يكون مرجعا للجامعة التي تخصصت في تدريس العلوم الطبية ويوسع فرص تدريب متقدمة لطلابها في مستشفي بمواصفات عالمية…
شكرا الدكتور احمد رزق رئيس مجلس ادارة (جامعة الرازي) علي هذا الانجاز الذي جاء في توقيت صعب وفي ظل ظروف يعلمها الجميع وهنيئا للشعب السوداني -الذي يستحق كل تطور وجديد_ بامثالك وبالفتح الطبي المتميز..
(انجازات الرازي) لا تنتهي وسنحدثكم لاحقا عن ما تقدمه هذه الجامعة من خدمة للطب والعلم والبلاد وفي ( صمت شديد)..