ايمن مزمل
سوف أظل ممتناً للخواجة (إريل سندوتش)، والذي ابتكر (بعبقرية مازلت احسده عليها) في العام 1718م طريقة صُنع الطعام العملية تلك بوضعه في أرغفة الخبز!! ، السيد ساندوتش كان مدمناً لطاولة (القُمار) وورق الكوتشينة، فيصيبه الضيق من الجلوس في المائدة كالمعتاد، فكان يعد أشهى انواع الطعام بتلك الطريقة التي حملت أسمه حتى لايفارق تلك الطاولة (الملعونة!!)، ثم أنه لاحقاً قد ألّف كتاباً به العديد من الطرق لاعداد (السندوتشات)، سماه “المآكل الخفيفة والمقبلات المرافقة”، تذكرت كل ذلك وأنا في العمل إلى وقت متأخر بعد دوام لاينتهي أبداً، اقوم بالتهام الطعام بطريقة الأخ (ساندوتش) وانا امام حاسوبي (الملعون) إياه، في صباح ذلك اليوم دخلت على (المدير)، غضبان أسفاً، وانا أقول (إلى متى سوف نظل نتأخر عن عدد الساعات المعتمدة في العمل؟، أليس لانفسنا وعوائلنا وحيواتنا علينا حقاً؟ )، ثم أنه قد وافقني الرأي، ووعدني أن نخرج مبكرين سوياً عن الزمن المعتاد، بشرط أن ننجز بقية عمل اليوم السابق، يوميها خرجنا عند تمام العاشرة مساء..!!!! كلمة سندوتش sandwich الاجنبية والتي حاول مجمع اللغة العربية في منتصف القرن الماضي من إيجاد مصطلح يقابلها مر بعدة مراحل، حيث تمت الترجمة في البداية إلى (شاطر ومشطور وبينهما كامخ!!)، والكامخ في اللغة العربية يعني الايدام، قبل أن تتحول إلى مسماها الأخير (شطيرة)، أعتقد انه ليس من الذكاء الوقوف أمام مطعم يبتاع اطباق الفول الشهي، لتقول لمُعِدها أريد (شاطر ومشطور وبينهما كامخ!!)، لابد ان صاحب المطعم سوف (يكمخك على وجهك!!) بِمِغرفة (الفول) التي أمامه!!، كلمة (شطيرة) نفسها قد أختفت من لغتنا العربية الجميلة، واصبحت بالكاد لاتستخدم إلا في أفلام الرسوم المتحركة التي تُقدم للاطفال، بعد أن اجتاحت العولمة العالم وفرضت الثقافة (الامريكاني)..!!، حتى في لهجتنا المحلية الدارجة اختفت كلمة (حشوة!!) والتي تناظر كلمة سندوتش والتي استخدمتها اجيال سابقة سادت ثم بادت!!، اما جيل اليوم لايعرف (الحشوة) إلا عند طبيب الأسنان لاشك في هذا، فنحن لسنا بأستثناء، فقد وحدت العولمة كذلك مسميات مختلفة للسندوتش، يختلف نطقها باختلاف الامكنة، فالسعوديون ينطقونها (سندويشة!! )،بينما العمانيين ينطقونها (سندويكة!! )،وسمعت مصطلحات لها من بين الشعوب العربية، مابين (ملفوفة)، و(عروسة)، و(صمونة)و (كسكروطة)، أما أجمل المسميات التي سمعتها كانت من فتى يهوى الحديث بلغة (الرندوك)، حيث فسر لي أن الساندوتش كمسمى ينقسم إلى مقطعين (سَنْده وشتات!!) كناية عن سرعة الاجراء، أعتقد اني ميال إلى إستخدام المصطلح هذا.