الرأي دعاش الخير / محمد حسن كبوشية

متي نتفق …!!!

محمد حسن كبوشية

منذ أن رحلت أمي عن هذه الدنيا أصبح القلم لا يطاوعني لأكتب ولكن حزن البلد الذي طال حرك هذا القلم
(1)

السياسة في بلادي متاهة من دخلها يظل هائم على وجهه يبحث عن مخرج منها ، وهذا تعبير دقيق لاحاديث دهاقنة الساسة والذين إنزوا في ركن قصي بعد أن قدموا عصارة جهدهم وتفكيرهم وإن كنت أعتقد جازما باننا مازلنا نبحث عن منطق الاشياء في تعاطينا مع العملية السياسية ولسنا بمعزل عن محيطنا الاقليمي فالنماذج في ذلك كثيرة وإن اختلفنا عنهم في كثير من التفاصيل الدقيقة المرتكزة على عادات وتقاليد تضع حواجز لا يمكن تجاوزها في لعبة السياسة الموصومة بالقذارة ، ولكن تظل عثراتنا في تعاطينا للسياسة سببا مباشرا في تعثر نهضة وتقدم هذا البلد .

(2)

ما الذي يمنعنا ان نحلم بغد مختلف اذا ما توفرت الارادة والعزيمة عند اهل السياسة ومشتغلوها فبدلا من هذا الجيش الجرار من الاحزاب والتنظيمات السياسية .. ما الذي يمنعنا أن نتفق ونتواثق مثلنا مثل احزاب الدول التي تسامت فوق خلافاتها وجراحاتها من اجل اسعاد شعبها ونحن شعب يمتلك عقول لو اجتمعت لغيرت خارطة حياتنا في ظرف سنوات قليلة ولنا في ذلك تجارب فما فعلته العقول السودانية في دول الخليج العربي يكفي لتاكيد ذلك ، ولكن كيف ومتي نتفق على هدف واحد يخرجنا من هذه الهوة السحيقة يا اهل الاحزاب؟؟؟

(3)

ان الدول التي نهضت وضعت قواعدها الصارمة بتخلي أفرادها عن الفردية، والتضحية في سبيل المصلحة العامة والارتفاع فوق الأنانية والعمل بروح الجماعة وهذا ما نحتاجه اليوم قبل الغد فقد مللنا من استمرار البكاء على الماضي الذي سلف ، وحانت اللحظة التي يجب فيها ان نتشارك حاضرنا ومستقبلنا لنتجاوز معاناتنا التى طال امدها منذ فجر الاستقلال ما بين حروب اهلية وصراعات قبلية وقتل للثوار صنعه اعداء الوطن والطامعين من الخارج في سرقة ثروات وموارد البلاد فضعفت الهمة وطفق كل منا يبحث عن ذاته بدعوي تحرير السودان ومسرحيات التهميش الهزلية التى راح ضحيتها الابرياء من اجل انانية مفرطة لقلة ارتمت في احضان الأعداء وكل مجموعة تتشبث بمحورها ومازالوا هائمون فمتي نعي الدرس يا هؤلاء؟؟؟

اخر الدعاش:
ويستمر الموت والقتل وبيوت السودان صارت لا تسمع فيها صوت غير النواح والعويل ،،، أليس فينا رجل رشيد يضع حدا لهذا الألم ؟؟؟

اترك رد

error: Content is protected !!