ليمانيات / د. إدريس ليمان

مافى حَتَّى إدانَة واحدَة بيها نِتصَبَّر شِوَيَّة ..!!؟

غاية الآمال لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو فى مؤتمرات القمة العربية من لدن عبد الرحمن عزام لأحمد أبو الغيط هو إبداء القلق والإدانة والشجب والإستنكار .. هكذا كانت تأتى البيانات الختامية باردة وبائسة ومعلَّبة عدا القمة الأخيرة رقم (٣٣) التى عُقِدَتْ بالمنامة فى مايو ٢٠٢٤م ولم تتشرف حتى بتلك العبارات البائسة ، ولم تهتم لحالة الحزن التى كانت تعترى وفد السودان وهو يُدندِنُ بألم : ( مافى حتى إدانة واااحدة بيها نتصَبَّر شوية ..!!؟) ، وإكتفى بيانها الختامى بِحَضّ الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع على الإنخراط الجاد والفعَّال مع مبادرات تسوية الأزمة من أجل إنهاء الصراع الدائر وإستعادة الأمن والإستقرار ..!! نعم هذا هو سِدرة منتهى قادة الدول العربية التى كُنَّا نظنَّها أمّةً واحدة بالمفهوم الكامل للأمة من المحيط إلى الخليج وهذا ماجاء فى بيانهم الختامى ..!! فبالله عليكم هل كانت تلك الأسطر البائسة تستحق كل ذلك الزخم الإعلامى والهيبة والأُبهة ومَدَّ البُسُط وفَرَشَ النمارق ..!!؟ والحمدلله أنَّ الله لم يجعل جامعتنا العربية عفواً (مُفَرِّقتنا العربية) على خزائن الأرض ولم يجعل لها الولاية على التعليم وشؤون الأسرة وإلاَّ لكان الجوع والجهل والتفكك الأسرى هو عنوان أمتنا مُنذ الأزل ..!!
وبالأمس إتخذت الدولة السودانية قرارها الذى جاء متأخراً بإعتبار الدويلة المصطنعة هى دولة عدوان وتم قطع العلاقات الدبلوماسية معها بعد أن تهتكت أواصر القُربى وإنقطع الرحم ..!! وكّل ذلك والمُفَرُّقة العربية فى سكونها المُريب وسكوتها المعيب وكأنٌَ الأمر لايعنيها وهذا ديدنها وشأنها منذ نشأتها حيث لم يُعرَف عنها أنها حقَّقت الحَدَّ الأدنى من الإتفاق بين أعضائها يوماً ما فى أيَّة قضية ولو كانت ثانوية كالإصلاح بين الإزواج اللهم إلاَّ السهر على مصالح الغرب ودرء المفاسد عنهم ..!! وكتبتُ يومها مُعَلِّقاً وقبل أن تبدأ القمة جلستها الرئيسية ما يلى : ( لَمْ يَمُرُّ على الإنسان السودانى صاحب الحضارة القديمة الضاربة فى عُمقِ التأريخ .. ولا على الإنسان العربى فى تأريخه المشهود قديمِه وحاضِرِه ، وفى بطولاته وملاحمه التى سُمِّيَتْ بأيَّامِ العرب وضَعاً وظروفاً مثل الذِّى يواجهونه اليوم من اليهود وأبناء زايد ومليشيا آل دقلو ( الإخوة من الرضاع) من ثدى القُبح ..!! فقد إتفق أولئك الأشقياء فى أنَّ قاموسهم الأخلاقى ليس به أى إنسانية أو رأفة ، ولا يعرفون سوى القتل والنهب والسلب لأى شئ ولكُلِّ شئ حتى أضحت أرض السُمر وملتقى النيلين وغَزَّة هاشم العزيزة بشهدائها كأنهما روايةً من روايات البؤس والمآسي وفيلماً من أفلام التراجيديا التى يتألم لهما القارئ والمشاهد ويذرف الدموع على أبطالهما وضحاياهما ، ويُريدون ذات الأمر لبلد المليون شهيد ..!! فهل يقبل الشُرفاء من أهل بلادى ومن الأُمَّة أنْ تُطوى القِصَّة وينتهى الفيلم بنهاية حزينة تُجبرهما الخروج من بين سطورها ومشَاهِدَها إلى عالَمِ الضَياع ..!!؟
وهل يا تُرَى ستكتفى قرارات القِمَّة بعبارات الشجب والتنديد كما هو الحال دوماً كأشهر ظاهرة صوتية فى تأريخ السياسة أم أنها ستَقِف موقِفَاً قويَّاً فى مواجهة الأسرة الدولية المُنافقة والتى تَسعى لتمكين اليهود من أرضِ غَزَّة وتمكين أبناء زائد عبر كلابهم المَسعورة مِنْ حُكمِ السودان ..!!؟
وهل يا تُرَى ستستعيد هذه القمة الهيبة العربية المفقودة أم ستكون مجرد عَدَدْ يحمل فى خانة آحاده الرقم (٣) وفى خانة العشرات الرقم (٣) ومن ثَمَّ تظَلَّ مكتوفة الأيدى كعهدها تَنظُرُ للبناء العربى فى عجزٍ تام وهو يتداعى ، وللدولة السودانية التى كانت تؤمِّلْ أنْ تكون سَلَّة غذاء شعوبها وهى تسقط وتَنهَار مُدُنَاً وقُرَىً ، وبَشَرَاً وشَجَرَاً وحجراً ..!!؟
وهل يَعى أصحاب الجلالةِ والفخامةِ والسمو المُبَجَّلون أنَّ المجتمع الدولى الذِّى يُسَبِّحُون بِحمده آناء الليل وأطراف النهار يَسمَحْ للكيان الصهيونى المغتصب ولأمارات الشَرُّ المُثيرة للقلاقل والفِتَن ولمليشيا آل دقلو الصَائِلة أنْ تكون إستثناءاً من القانون الدولى ومِنْ قِيَمْ حُقوقُ الإنسان بالتجاوز وَغَضُّ الطرف عن جرائمهم ، ويمنع الشعوب من الدفاع الشرعى عن أنفسهم قوةً وقهراً رغم بُطلان ذلك المنع الذى يُستخدم دوماً ضِدَّ الأبرياء العُزَّل الذِّين شُرِّعَتْ القوانين والمواثيق الدولية مِنْ أجل حمايتهم ..!!
نأمل أنْ تأتى كلمة السودان فى هذه الظروف الإستثنائية واضحة وصريحة ومُبَاشِرَة دون مواربة أوتعريضٍ أو تلميح ، وأنْ تكون قويَّة ومزلزِلة توضِّح الأبعاد الإقليمية والدولية التى تسعى للتأثير فى إستقرار السودان وإمكانية تقسيمه مستقبَلاً والإستثمار فى ضعفه وفى الكيانات الهَشَّة التى يُمكِنْ أنْ تَتَخَلَّق نتيجةً لذلك والتى قطعاً سيكون لها تأثيرها على الأمن القومى العربى بأجمعه .. كما نأمل من الكلمة أنْ تَضع رؤيتها فى رسم الخارطة الوجودية للدولة السودانية ، والاَّ تَترُكْ المَنَصَّة لِمَنْ هو ألحَنُ فى الحُجَّة .. والاَّ تَترُكْ ( المَرسَمْ ) واللوحة و ( روعة المشهد ) لِمَنْ يَحمِلْ الريشة ويغمسها فى دماء أهل السودان لِيَرسُم الخُطوط الكَنتورية لدولتنا ويعبث بديموغرافيتها ..!! نُريد لكلمة السودان أن تكونَ نوراً وبُرهاناً ، وأن تُلقِمَ شيطانَ العرب الذى لم يَكُنْ ( زائداً للخير ) حجراً ولو أصبح الصخر مثقالاً بدينار ..!!( إنتهى الإقتباس من المقال القديم )
فهل يا تُرى سٕتُخيِّبْ الجامعة العربية ظَنَّنا هذا المَرَّة ويكون لها موقفاً مغايراً تَلُمُّ به شَعَثَ الأمَّة وتضرِبُ دولة العدوان بقوة القانون وصلابة الموقف بعزلها ومقاطعتها وحصارها بعد كل الذى أحدثته من خرابٍ ودمارٍ ببلادنا ، وبالفتنة التى تُريد إشعالها فى الجزائر وغيرها أم ستكونُ كالعهد بها دوماً مُفَرِّقة لوحدتنا لا جامعةً لها ..!! ويَخِيبُ ظَنُّنَا فى خَيبَةِ ظَنِّنَا ..!!؟
حفظ الله بلادنا وأهلها من كُلّ سوء .
✍🏼 لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
الأربعاء ٧ مايو ٢٠٢٥م

اترك رد

error: Content is protected !!