عندما كان الزمانُ ( زينَاً ) كُنَّا نُغنِّى لسوداننا ( ياسمح يازين ) ، وكُنَّا نُخاطب الشمعة : ( ليه يا شمعة سهرانة ..!!؟ زينا يعنى بتريدى وللا طِريتى زول ناسيكى ..!!؟ ) .. وعندما صار الزمان ( شينَاً ) لم نَجِد فى الصِحَابِ أخو وَجدٍ نُطارِحُه حديثَ نَجدٍ ولا حُبٍّ نُجارِيه ..!! هكذا إستمر مُحدثِى فى ثرثرته التى إختلطت بطنين البعوض و ( كركرة ) الشيشة ، وأضاف أن هذا التحدِّى الإسفيرى للذائقة الأخلاقية ولأخلاق المجتمع جعلنى أحبس لسانى عن كثيرٍ ممن ألقى من الناس ، وصِرتُ كالعيي الذى لا يُحسِن الإبانة عن ذات نفسه ، وصار لسانى وقلمى ورأيى مقصوراً على قلة من زملائى أبثهم ما أجِدُ وأعلم وما أخاف وأُحاذِر ، وإنغمستُ فى البحث عن قوتَ يومى كعامة الناس ومستغرقاً فى همومى الخاصة ، وأجَّلتُ سدادَ دينى للوطن لِحين ميسرة سياسية وأمنية وأخلاقية ، ولحين أن يَجِفَّ اليأس الذى بَلَّل راية الوطن لِتَخفِقَ بمجد السودان بماضيه وحاضره ومستقبله ، وبأرضه وسمائه وليله ونجومه ، ببحره الأحمر وبنيله الأزرق والأبيض ، وبهلاله ومريخه .. ولحين أن تَسود مؤسسات الدولة مدنية كانت أو عسكرية أو أمنيَّة حالة من الإنسجام والتناغم تمنعها من السقوط فى متاهات الضيَاع ، وحتى لايحدث ما يحدث بإسم السودان .. فالتتريس وتعطيل مصالح الناس يحدث بإسم الوطن .. وتظاهرات الشباب دفاعاً عن الحقوق والمطالبة بها تحدث بإسم الوطن .. وإقدام بعض المتظاهرين على الهجوم على أقسام الشرطة وإتلاف مركباتها يكون أيضاً بإسم الوطن .. وتتعامل الشرطة مع المتظاهرين وفق القانون بإسم الوطن ومن أجل الحفاظ على أمنه وأمان مواطنيه .. فإن كان كل هذا يحدث بإسم السودان ومن أجله فأين السودان من كل هذا أيا رعاك الله ..!! ؟ فقلت له ستزول هذه البثور والدمامل من وجهه وسنكون زهرٌ فى خَدِّه الزاهى ، وسيصبح القُبح المُعاش حُسناً مأمولاً .. فالسودان( ضوَّاى وباهر ) فلنُعلى من ثقافة السِلم واللاعنف ، ولا نجعل من غضبنا وإختلافنا فيما بيننا سبباً وسبيلاً للمساس بإغلى ما نملك . نسأل الله أن يُبرِم لنا جميعاً أمراً رشداً وأن يحفظ بلادنا وأمنها من كل سوء ..