إليكم / الطاهر ساتي

( لا للف و لا للدوران)

:: ( لا للمخدرات)؛ ليس بمحض شعار ترفعه السلطات و المنظمات المسؤولة عن حماية الشباب من مخاطر المخدرات؛ وليس محض هتاف؛ بل هو برنامج عمل يتكئ على خطة واضحة و آليات تنفيذ..!!

:: و على سبيل مثال لبرنامج تنفيذ شعار لا للمخدرات؛ تفعيل سلطة القانون بحيث يُعاقب التاجر و المُروّج؛ و تشغيل المشافي وعالمراكز لعلاج و تأهيل المدمن؛ ثم دعم المنظمات و الجمعيات لتوعية الشباب.. و.. و.. كل هذه الحلول والأفكار هي الترجمة المثالية لشعار ( لا للمخدرات)..!!

:: وعندما يهتف أحدهم في وجهك : ( لا للحرب)؛ اسأله بهدوء عن برنامج عمل يجعل هتافه واقعاً في حياة الناس و البلد ..بمعنى؛ لا للحرب مقابل ماذا؟؛ و كيف؟.. مثلاً؛ لا للحرب مقابل إنهاء تمرد مليشيا آل دقلو بالاستسلام؛ أم لا للحرب مقابل استسلام جيش السودان لمليشيا آل دقلو؟؛ أم لا للحرب بدون أي مقابل؛ أي ( ساكت كدا)..؟؟

:: فليعلم هذا الشعب الطيب الأعراق بأن (لا للحرب)؛ كلمة حق و صدق لا خلاف عليها؛ و لكن يجب أن يراد بها الحق والصدق أيضاً؛ و ليس الباطل و( اللف والدوران) ..ولتطمئن قلوب الناس على صدق هتاف (لا للحرب)؛ و انه هتاف حق مراد به الحق وليس الباطل و (اللف والدوران )؛ على الهاتف ان يطرح افكار و حلول لإنهاء أسباب الحرب عاجلاً غير آجل..!!

:: ليس هناك من يهوى الحرب غير تجار السلاح و سماسرة المنظمات و الجمعيات و لصوصها..وجيش بلادي لا يقاتل في معركة الكرامة حباً في القتال؛ بل كُتب و فُرض عليه؛ ولم يهرب..ثم أن الجيش أحرص على السلام أكثر من أي آخر يده ليست في النار..!!

:: وتبقى الأسئلة الحرجة؛ ما هي أسباب الحرب؟؛ و من اطلق الرصاصة الأولى؟؛ و لماذا أطلقها؟.. فالاسئلة لمن يهتف (لا للحرب)؛ اي لمن يعلم – مثل كل الشعب – بأن من أسباب الحرب تمرد وحدة عسكرية على الجيش حتى صارت مليشيا؛ ثم مهاجمة هذه المليشيا بيت الضيافة و قتل بعض حرس القائد العام (35 شهيداً) ؛ و اقتحام معهد الاستخبارات العسكرية وأسر ضباط أساتذة غير مسلحين إلا بالعلم والمعرفة؛ ثم اقتحام مطار مروي للسيطرة عليه؛ و غيره من المواقع؛ بغرض الاستيلاء على السلطة بانقلاب دموي..!!

:: تلك هي أسباب الحرب؛ يعرفها القاصي و الداني ..و لاتزال المليشيا تعرض أسرى اليوم الأول للغدر باعتبارهم (أسرى جدد)؛ أي تخدع حالها المهزوم عسكرياً ونفسياً.. و المهم؛ إن كان من يهتفون – لا للحرب – لايعلمون تلك هي اسباب الحرب؛ فليعلموا و يخاطبوا آل دقلو بكل عبارات الشجب والإدانة مع دعوتهم للاعتذار و الاستسلام و إنهاء التمرد؛ وهكذا يصبح هتافهم – لا للحرب – واقعاً في حياة الناس و البلد؛ و يصبح كل من يهتف به مشكوراً مأجوراً..!!

:: أما إن كان هتاف – لا للحرب – بلا تحديد لأسباب الحرب ومعالجتها؛ فهو نوع من الباطل و (اللف والدوران) .. أي كأن تتوقف الحرب و تكون المليشيا محتلة كل المواقع؛ بما فيها بيوت الناس ..و تتوقف الحرب و تعود المليشيا إلى الحياة السياسية و المؤسسات العسكرية بشكل طبيعي؛ كأنها لم تتمرد على الجيش؛ و لم تقتل العسكر و المدنيين؛ ولم تغتصب الفتيات في الخرطوم و الأمهات في بحري؛ و لم تخّرب المرافق العامة؛ و لم تدّمر مؤسسات الدولة؛ ولم تنهب أسواق البسطاء؛ و لم تسرق وتحرق المصانع و الشركات.. و لم.. و لم .. أي تعود و كأنها ام تفعل شئ ..!!

:: وعليه؛ لكي لانظلم ذوي الألسن الهاتفة؛ فليكن الهاتف – بشعار لا للحرب – وطنياً و مخلصاً؛ و ذلك بتقديم برنامج عمل يتكئ على افكار وحلول و آليات لتنفيذ الشعار.. أو فليكن واضحاً و شجاعاً؛ وذلك بأن شعاره – لا للحرب – مقابل تسليم البلاد و شعبها وجيشها لمليشيا آل دقلو..!!

اترك رد

error: Content is protected !!