اسامة عبدالماجد
¤ رضخت قحت وجاءت ذليلة الى القاهرة.. وهي تقول (ياسيدي السيسي واديني فين).. وتخلت عن غرورها – على مافيش – وجلست الى قحت الكتلة الديمقراطية.. وتوددت الى نائب الرئيس مالك عقار اول من سبق الاخرين في انتقاد الاتفاق الاطاري واجتمعت به.. في اعتراف صريح باستحقاقه المقعد الذي كان يجلس عليه من جاء في غفلة من الزمان .. في حقبتهم الغابرة المتمرد حميدتي.. استفرغت قحت كل اقوالها القبيحة والمشككة في الدور المصري في السودان.
¤ واصبح الاتفاق الاطاري عندها مثل منديل استخدمته بعد ان قضت حاجتها.. وادركت ان الخيل الاصيلة تأتي في (اللفة).. وتيقنت بعد فوات الاوان ان مصر لن تتخلى عن السودان كما قال سفيرها بالخرطوم هاني صلاح – ويا له من سفير – .. استوقفني قوله : “لا نحتاج إلى إذن من حد حتى نتحرك في بلدنا” – وكان يقصد السودان – واضاف ” هو السوداني يحتاج لإذن ليتجول في شوارع الخرطوم، نحن لا نحتاج استئذان ونحن في بلدنا” .
¤ كان ذلك مطلع العام في حفل الوداع الانيق الذي اقامه الحبيب الامير/ جمال عنقره عبر مركزه ذائع الصيت بمناسبة انتهاء فترة عمل القنصل احمد عدلي بالخرطوم.. استوقفتني تصريحات هاني وتيقنت ان دور مصري كبير قادم دعما للسودان.. خاصة وان حديث السفير هاني الذي رفض مغادرة السودان كان بعد ايام من زيارة مهمة للغاية قام بها مدير المخابرات عباس كامل الى الخرطوم.
¤ وتناول هاني في احتفائية عنقرة زيارة عباس وقال سيكون لها مابعدها.. بالفعل من وقتها بدأ التحرك المصري الفاعل والمؤثر .. ما يميز الدور المصري الذي يقوده باقتدار الرئيس السيسي انه يستند على موقف قوى وهو عدم التدخل في الشأن السوداني الداخلي.. وان يكون الحوار سودانيا خالصا كيفما شاء اهل السودان.
¤ الامن القومي لبلادنا من امن مصر .. وتدرك القاهرة ذلك جيدا.. ولذلك عندما بدأ التامر يشتد على السودان بواسطة سمسار كينيا.. وبدأ التخبط عبر منبر جدة قي بداياته.. بعدم قراءة المشهد السوداني جيدا كان التدخل المصري والذي اصفه بالحميد.. لانها كما قال السفير هاني – وشو حلو علينا – على قولهم ويملك خبرة كبيرة قال انه حال وجود اي تحدياتسنواجهها معا.
¤ لا احد يشعر بالمعاناة التي تعرض اليها السودانيين بسبب تمرد المليشيا الباغية مثل مصر كانت ملاذا امنا للسودانيين الذين احتموا بها..
وقد كتبت الشهر الماضي عقب اطلاق امير قطر الشيخ تميم بنحمد والرئيس السيسي مبادرة بشان السودان.. كتبت متوقعا دور اكبر لهما .. قلت ان القاهرة تربطها الحدود المشتركة المباشرة مع بلادنا.. وتربطنا الحضارة والتاربخ المشترك.. وهي على معرفة وثيقة وعميقة بتقلبات الطقس السياسي والاجتماعي في السودان.. ولذلك مأمول ان تلعب دورا كبيرا من خلال الاهتمام الكبير من الرئيس السيسي.. والمتابعة اللصيقة من جانب كلا من وزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات عباس كامل.
¤ وبالفعل كانت قمة دول الجولر التي احتضنتها القاهرة مؤخرا والتي ررسمت مسارا مغايرا للحرب في بلادنا.. حصنت السودان بسياج متين من التدخل الاجنبي.. وكسرت انياب وكلاء الخارج الذين كانوا ينوون غرسها في الجسد السوداني الجريح.
¤ وكذلك وضعت القمة المخرجات على طاولة الشفافية .. وتركت المهمة لوزراء خارجية دول الجوار الذين سيجتمعون في تشاد.. تحملت اذي وكل سخف قحت السياسي.. وهاهي الاخيرة تدرك ان المسار الصحيح للاستقرار بالسودان مساره واحد مثل مجرى النيل.
¤ يحسب لمصر انها ظلت تحذر من تمدد المليشيات في المنطقة وتاثيراتها السالبة على الامن القومي العربي.. وكان الرئيس السيسي تناول هذا الامر في كلمته الضافية التي القاها في قمة جدة للامن والتنمية (يوليو 2022).. حيث قال يجب القضاء على الميليشيات المسلحة المنتشرة في عدة بقاع من عالمنا العربي، والتي تحظى برعاية بعض القوى الخارجية لخدمة أجندتها الهدامة، وترفع السلاح لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، وتعيق تطبيق التسويات والمصالحات الوطنية.. وتحول دون إنفاذ إرادة الشعوب في بعض الأقطار، بل وتطورت قدراتها لتنفذ عمليات عابرة للحدود.).
¤ ومهما يكن من امر ان مصر كما قال السفير الهمام هاني لا تحتاج للاسئذان من احد .. وهي ادرى من الاخرين في تفهم تقاطعات وتعقيدات الاطراف السودانية.