✍ روضة الحاج
كُنّا معاً
لكنّنا لسنا معاً
وحدي عصبتُ جروحَه
وحدي احتملتُ قروحَه
وحدي همستُ بأذنه
يا قلبُ لا
لا تجزعنْ
كُنّا معاً
لكنِّنا لسنا معاً
لمَ لمْ تكُنْ حرفاً وقد عزَّ الكلام؟
لمَ لمْ تكُنْ نوراً وما حولي سخام؟
لمَ أفلتتْ كفاك كفي في الزحام؟
لم لمْ تُجنِّبني المواجع َوالحَزَنْ؟
كُنّا معاً
لكنّنا لسنا معاً !
أوفيتُ وعدَ الحبِ حباً
لم أخُنْ
ومشيتُ في جمرِ الهوى
والريحُ تعصفُ
والمواجعُ والإحنْ
وصبرتُ
حتى ضاقَ هذا الصبرُ
عن صبري
ولكن لم ألِنْ
ماذا حصدتُ
وذي جراحاتي إذن !؟
كنا معاً
لكننا لسنا معاً !!
أنا لم أكُنْ يوماً ملاكاً
ليس يخطيء
لم أكُنْ
أنا ما أدّعيتُ بأنّني
قديّسةٌ
لا تُخطِئنْ
أنا لم أقُلْ إنِّي البراءةُ
والنقاءُ المحضُ لا
لا لم ولن
لكنَّني
قد كنتُ أصدق َ من هوى يوماً
ومن أوفى
ومن أعطى
بغير أذىً ومَنْ
كنا معاً
لكنِّنا لسنا معاً !
جمّلتُ قبحَ فجائعي
وغضضتُ طرفي
وادّعيتْ
غالطتُ نفسي فيكَ
عن عمدٍ
رأيتُ بعينِ قلبي
ما رأيتْ !
وبكيتُ حين حسبتَ أني كنتُ أضحكُ
هل تصدِّقني؟
بكيت ْ
أحسنتُ ظنِّي فيكَ
فانظر
ما جنى الظنُ الحَسَن !
كنا معاً
لكنَّنا لسنا معاً !
ما زلتُ أُدني
كلَّ ما يبدو بعيداً عنكَ
من معنىً
إليك
كل الجمال المُشتهَى
أسبغته قسراً عليك
حتى رأيتك
مثلما أمّلتُ فيك
عندي شجاعةُ أن أُقرَّ
بما جنَت كفي
لديك
ما كنتَ يوماً ما ادّعاه القلبُ
كنتَ خياله
فليدفع الآن الثمن !
كنا معاً
لكننا لسنا معاً !!
لو أنَّني
لو أنَّه
قد أُرهقتْ روحي بـ (لو )
أنا لستُ نادمة ً
أنا الندمُ الذي يمشي
على قدمين
أو..
أنّي خلاصةُ حسرةِ الباكين
أقصى غُصةٍ في حلقِ وافيةٍ
أنا الحسراتُ في قلبِ الصبايا كلِّهنْ
ضيّعتُ كلَّ سفائني
والبحرُ نَوّ
تعوي ورائي الريحُ سائلة ً
لمَ؟
ولأجل مَنْ؟
كُنَّا معاً
لكنَّنا لسنا معاً!!
أنا لم أُردْ من هذه الدنيا
سواك
أنفقتُ عمري في هواك
ومشيتُ حتى آخر المعنى
لأُدركَ منتهاك
آمنتُ بِكْ
ورأيتُ فيك مُخلِّصاً
للروحِ من هذا الهلاك
ليت الذي قدكان
يوماً لم يكنْ
يا روحُ حسبي ما لقيتُ من الشجنْ
حسبي كفى هذا الحَزَنْ
حسبي تعبتُ تعبتُ من فرط الوهَنْ
كنا معاً
لكننا لسنا معاً !!