أسامه عبد الماجد
¤ بدأ يعلو صوت النواح والعويل، من (القحاتة).. هم في كل يوم – لا عام – يرذلون.. منذ ان دقوا طبول الحرب وهددوا (الإطاري او الحريق).. ، وصمتوا بعد اشتعال النيران، على جرائم القتل، الاغتصاب ، التهجير ، التشريد ، النهب ، وإذلال الرجال التى ارتكبتها المليشيا الارهابية.. ثم سقطوا وحطموا اعناقهم.. يوم ان لعقوا حذاء الباغي الشقي حميدتي وادانوا له بفروض الولاء والطاعة.. وارتضوا ان يضعوا اياديهم في جيبه الملئ بالمال الحرام ويده الملطخة بالدماء.
¤ حاولت قحت إيهام الشعب السوداني المكلوم المغدور انها ساعية لايقاف الحرب.. بينما كانت تعمل على بث الحياة في جثة المليشيا وقائدها الذي مات في نفوس الشعب.. مطلع هذا الشهر كشفت عن وجهها الحقيقي.. وازاحت الغطاء عن جسدها العاري والذي هو عرضة للبيع والشراء في مزاد العهر السياسي.. وثبت بما لايدع مجالا للشك انها الظهير السياسي للمليشيا.
¤ امس الجمعة (عوت) قحت واصدرت بيانا حذرت من مواجهة خطر الأمن الغذائي بالبلاد.. وإعلان مواجهة المدنيين لشبح المجاعة.. لكنها تكذب كما تتنفس.. حاولت من بيانها انقاذ المليشيا التي يحاصرها الجوع من كل مكان.. بعد ان قامت القوات المسلحة بعمل ضخم في ام درمان.. ووضعت قوات العمل الخاص يدها على معظم البنايات العالية خاصة في السوق والمناطق المحيطة به.. وقتلت كل القناصة الجنجويد في تلك المباني.. وصارت بعدها حركة المليشيا في خطر بعد اصطياد قناصة الجيش لعناصرها مثل الجرذان عند تحركهم لاستجلاب الطعام.. فانقطع عنهم الامداد.
¤ مع موجة من استسلام العشرات منهم كل يوم بجانب رصد حركة هروب لعناصرهم.. ولذلك تحدث مساعد قائد الجيش ياسر العطا وبثقة عن الاوضاع في ام درمان واقتراب النصر.. واجمالا لكل ذلك العمل البطولي تفقد الرئيس البرهان الخطوط الامامية.. واطمان على الموقف العسكري.. وكان ذلك بمثابة صدمة لقحت وحميدتي.
¤ ان قحت تدق ناقوس الخطر لم تشعر يوما باوجاع والآم الشعب.. وهي قامت بزيادة الاسعار بشكل جنوني في حقبتها الغابرة.. ورفعت الدعم عن الوقود و (طار) الدولار.. وخدعت العاملين بزيادة لاقيمة لها في المرتبات حيث لم تضع اي اعتبار للشرائح الضعيفة.. وقدمت سيدها حميدتي وتراس اللجنة الاقتصادية.. لم يكن الهدف معالجة الاوضاع القاسية التي كان يعيشها المواطن.. وانما لكشف اسرار الشركات الحكومية والتلصص على حسابات رجال الأعمال في اطار مشروع حميدتي للهيمنة على الاقتصاد وابنلاع الدولة.
¤ نجح المخطط الجنجويدي الاجرامي الذي كان القحتاوي بابكر فيصل راس الرمح فيه من خلال اشرافه على ملف الشركات في اللجنة سيئة الذكر ( ازالة التمكين).. التي كان عبرها تدار العمليات المشبوهة والخاصة بتحطيم رجال الاعمال وارغام بعضهم على البيع او التنازل.. ولذلك تضخمت اصول وممتلكات اولاد دقلو وبشكل مريب خاصة منذ اواخر 2019 وحتى منتصف 2021.. وصنعوا في تلك الفترة وحتى الحرب من شخصيات عادية وبعضها مغمورة اسماء في مجال المال والاعمال.. ودفعوا بهم لمناصب غير حكومية مرموقة في شتى المجالات باسناد من اقلام مأجورة.
¤ وتواطأ رجال اعمال اصحاب ثروات مشبوهة مع الباغي الشقي الآخر عبد الرحيم دقلو.. كانت مهمتهم تمليكه ادق تفاصيل عالم المال.. وتخصص واحدا منهم في القيام بدور السمسار بشراء اغلى العقارات لهم في احياء الطائف، الرياض، المنشية وكافوري.. وهو يسكن في أحداها.. وعمل علي مساومة رجال الاعمال ممن تعرضوا لهزات اقتصادية عنيفة.. بعضها صنيعة اتباع حميدتي وجنى اموالا طائلة من تلك المهمة القذرة.
¤ ان قحت تحاول ان تجمل صورتها.. وغرفها الاعلامية تباهي بنجاحها في اقناع المليشيا باطلاق سراح المئات من الاسرى بينما هم في حقيقة الامر يتضورون جوعا مثل عناصر المليشيا.. وتعرضوا لعمليات تعذيب وضرب بالسياط.. كان نتيجتها مقتل الكثيرين منهم.. تبكي قحت في بيانها امس على فشل الموسم الزراعي.. وتقول ان الجيش والمليشيا – الوصف من عندي – يتحملان بالتضامن القدر الكامل من هذه المعاناة ومنع وإعاقة وصول المساعدات والأغذية.
¤ بينما رئيسها الجديد حمدوك لم يزر مناطق الانتاج ولم يترأس اللجنة المعنية بالموسم الزراعي عندما كان في السلطة.. وهي اللجنة التي كانت الانقاذ توليها اهتماما خاصا وكان يتراسها النائب الاول.. واسندت في السنوات الاخيرة للانقاذ لنائب الرئيس حسبو عبد الرحمن.. لم يتوقف استدرار قحت لعطف الشعب وهي تتحدث في بيانها عن قطع خدمات الانترنت وتقول – دون خجل – تم تحويل هذه الخدمة الحيوية كأحد أدوات الحرب بين الطرفين .. وتصر ان لا تدين المليشيا التي ارتكبت هذة الجريمة.. لان القوات المسلحة لو ارادت قطع الانترنت لفعلت منذ نشوب الحرب.
¤ ومهما يكن من امر.. ماتت قحت في نفوس الناس مثلها وسيدها حميدتي.