✍️ د. إدريس ليمان
يأتى العام ٢٠٢٢م ونحن أكثرُ قلقاً على مُستقبَل سوداننا ، وأشَدُّ وجَعَاً لحاله وواقعه ، فالناظرُ إلى أوضاعه سيُصاب بالدوار ، فإقتصاده يترنح ومُشكلاته تستعصى على الحَّل وأهله يبحثون عن التخفيف بعد أن فقدوا القدرة على التفكير فى البحث عن حُلولٍ للأزمات المتوالية والمتتابعة وإكتفوا بالتفرُّج عليها فى إنتظار أزماتٍ جديدة علَّها تُنسيهم أزماتهم القديمة .
يأتى العام وقد تحولَّتْ طُرُقُنَا القومية من طُرُقٍ للنماءِ والأمل إلى طُرُقٍ للفناءِ والألم ، ( تغيظ الصديق وتَسُرُّ العِدا ) وتحصد أرواح شبابنا وعلمائنا .. يَسقُون بدمائهم حُفَرِها البائسة وأخاديدها العميقة .
يأتى العام وشاشات هواتفنا تُطالعنا كل يومٍ بنعىٍ ورثاء لأعَلَامِنا وعامَّتِنا وأصدقائنا وأحِبَّتنا ..
يأتى العام وعاصمتنا أكثر قذارة وبؤساً وقتامة ، وتكسوها الدمامل والدمامة .
يأتى العام وأهل السودان أكثرُ وعياً ونُضجاً ويأساً من واقعهم المأزوم ، إفتقدوا بعض الحصافة وكُلَّ الفصاحة .
فيا أيَّتُها السنة الجديدة نُودُّ أن نُحيطك علماً أنَّ عقيدتنا تُرجِّح الخيرية والسلامة الإيجابية فى الأمور كلها لاسيما فى المجهول الذى تتساوى فيه كل الإحتمالات ، كما يجب علينا إخبارك أنَّ أهل السودان سئموا المهاترات والتجاذبات وأنهم يحلمون بوطنٍ آمن مستقر يسع الجميع ويوفر لهم الخبز والأمن والحرية ..
وعليك أن تعلمى أنَّ أهل السودان يُدرِكون جيَّداً أنَّ *الإختلاف * لا يعنى * الخِلاف * ، وأنَّ * الإتفاق * هو * الوفاق* ولن يُفرًِطوا فى هذا الوطن سفاهةً وجهلاً وعقوقاً ، ويؤمِنون بأن الخلاص لا يكون الإَّ بحُسن الظِّن بالله .. يتفاءلون بالخير أملاً أن يُدركوه ، ولا أذيعك سِرَّاً أيتها السنة الجيدة أنَّ أهل السودان الذين فتحوا بأخلاقهم وأدبهم وسمتهم القلوب قبل الدروب فى المهاجر والمنافى وكانوا سفراء محبَّة وإخاء وسلام بلا غلوٍ ولا تطّرف ولا تشدد عازمون إلاَّ يكونوا عالةً على غيرهم فيما يحتاجون إليه ، وسيعود الضمير الجمعي الوطنى ويؤوب من غيابه القسري والطوعى لبناء هذا الوطن العزيز ، فكل الذى نرجوه منك عزيزتى إلاَّ تُخيَّبى آمال أهل السودان وتطلُّعاتهم لغدٍ أفضل فى دولة لا يَنقُصها إلاَّ أن تُحسِن إستغلال ثرواتها .. فإنَّهم مُحِبّون للحياةِ ، يُرِيدونها بعزَّة نفسٍ فأفتحى لهم أبواب الرجاءِ والأمل التى ظلَّلت مُوصَدة فى وجوههم ففيهم تحلوا الأغنيات ولهم تتزَّين الكلمات ، ولعلَّه يستجيب القدر .
وأدام الله عافيته على الجميع
السبت الأول من يناير ٢٠٢٢م