نحتاج في السودان للتخطيط والبدء في العمل لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتأزمة، اجتماعات الربيع للبنك الدولي التي انعقدت خلال الفترة من 18 الى 24 أبريل 2022 كانت احدى فعالياتها ندوة بعنوان (في الخطوط الأمامية للتصدي للهشاشة المتزايدة).
ورد في الفعالية: أن العالم قد شهد في الأشهر القليلة الماضية، تهديدات للاستقرار في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا. والآن مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، تنضم أوروبا إلى تلك القائمة. لقد أصبح واضحاً تماماً أنه لن ينجو أي بلد من الآثار المتلاحقة للحرب الدائرة في أوكرانيا وأن تداعياتها ستطال الجميع. ويشير هذا الاتجاه إلى الحاجة الملحة لتكاتف المجتمع الدولي وقيامه بتطوير نُهُج جديدة ومبتكرة لدعم تلك البلدان التي تعاني من الصراعات والأوضاع الهشة.
وبحلول عام 2030، من الممكن أن يعيش ما يصل إلى ثلثي الفقراء المدقعين في العالم في بلدان ذات أوضاع هشة ومتأثرة بالصراع والعنف، ولذا بات لزاماً التصدي للتحديات المتعلقة بالهشاشة في هذه البلدان، وإلا فسيكون من الصعب أن ينجح المجتمع الدولي في استئصال الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك.
افتتح ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، الفعالية بالتحدث عن الجهود الرامية لمساعدة الناس في البيئات ذات الأوضاع الهشة والمتأثرة بالصراعات، مشدداً على ضرورة عدم انتظار الجهات الفاعلة في مجال التنمية حتى ينتهي الصراع، ويجب عليها أن تشمر عن سواعدها وأن تبدأ في إعادة البناء.
وتتمثل إحدى الرسائل الرئيسية التي شدد عليها جميع المتحدثين في أن الشراكات – مع الحكومات والجهات الفاعلة في مجال التنمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني المحلي – ضرورية للعمل على التصدي للأزمات.
خلاصة ما ورد في ندوة البنك الدولي أنه في مواجهة تزايد الأوضاع الهشة Rising Fragility، يجب على مجموعة البنك الدولي التعاون مع الشركاء لمواصلة العمل في البيئات الحافلة بالتحديات. وكما قال فيكتور أوتشين مدير شبكة مبادرة الشباب الافريقي في شهادته: “إن الأمل هو أقوى رباط للإنسانية”.
تعليق: أوضاعنا السياسية والاقتصادية والادارية في السودان فيها هشاشة واضحة، ويشتكي الكثير من المستثمرين والمتعاملين مع المؤسسات الحكومية في السودان من البطء والتسيب وعدم الاهتمام، لكن كل هذا ينبغي ألا يدفعنا للتوقف في انتظار تحسن الأوضاع أو عودة الجيش لثكناته أو انتخاب حكومة مدنية، وكما قال رئيس مجموعة البنك الدولي من الضروري الا تنتظر الجهات الفاعلة في مجال التنمية انتهاء الصراع لتبدأ عملها. يجب الاجتهاد بأقصى ما يمكن وعدم التوقف، ويبقى (الأمل كأقوى رباط للإنسانية). والله الموفق.