عادل الباز

1
(أنا المعكوش وما خنت ولعهود الوداد صُنتَ)…
حتى الآن لم أعرف السبب الذي (عكشوني) به، ولذا صعب علي الحديث وأنا داخل (العكشة) الجديدة، فلزمت الصمت ليومين.. نعم هنالك (عكشات) قبلها روجتها غرف مواخير الأسافير.. ولا يمضي شهر واحد إلا وأجد نفسي في (عكشة) ما.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
كل ذلك لم يغضبني، المشكلة ليست في العكش (يعنى بقت علي عادل الباز، إن شاء الله يعشكوهو ويطلعوا صليبو.. واحد صديق).الشيء الذي أغضبني وأثار حيرتي هو أن صديقي د. مزمل أبو القاسم دائماً هارب وأنا (معكوش).. ليه ياترى؟ غايتو المريخاب دائماً مشهورين بمقدرتهم الفائقة على الهروب منذ أن هرب زيكو بالكرة من استاد الهلال في الليلة ديك.. ومنذ أن هرب واحد صاحبنا مريخابي جنجويدي للقاهرة بعد أن وقعت الواقعة!
2
آسف، يبدو أنني بدأت المقال من حيث لا حيث.. ما القصة؟
القصة وما فيها أن غرف قحتجويد التي تنطلق من قاع مصارف الصرف الصحي قد نسجت قصة جديدة، ليست بعيدة عن قصص الغباء الاصطناعي المزيفة التي يروجونها لزعيمهم لتصدقها قطعان الهمج الذين عقولهم في آذانهم..
إليكم القصة
(عادل الباز ومزمل أبوالقاسم باعوا كل ممتلكاتهم في السودان قبل الحرب.. الجماعة الظاهر عارفين… سافروا قطر وأسسوا شركة مع قطريين.. وشغل بل بس مع البلابسة.. قبل أسبوعين الأمن القطري عكشهم.. مزمل قدر فرتق مصر.. صودرت وحجزت أموال الشركة.. عادل الباز وآخرين الآن في السجون القطرية).
3
هذه هي القصة الوهمية.. وفيها أنا (معكوش) وصديقي مزمل هارب (كعادته).. يقول مدلق الهراء أعلاه إننا غادرنا البلاد باكراً لأننا عارفين الحرب ستقوم.. وقد صدق فمنذ أن غادرت في العام 2016 أدركت أن الحرب ستقوم وتأكدت من ذلك بعد قيام هيجة (تسقط بس)، حقيقة أنا من خطط لتلك الحرب وحشد لها الجنجويد وسلّحهم ومكنهم من الذهب والمواقع الاستراتيجية، بل وأسست لهم علاقات خارجية وجلبت لهم مرتزقة الشتات، يعني هيأت كل الأسباب لقيام الحرب، وبعدها هربت إلى الدوحة الجميلة محتمياً بشواطئ الخليج العربي في انتظار تدفق نهر الجنون الجنجويدي، مدعوماً بغطاء او غثاء قحت لتقوم الحرب. ولقد صدق ما توقعته وخططت له وقامت الحرب وهرب البسابسة (ناس تسقط بس) إلى أصقاع الدنيا وأصبحت أنا بلبوساً (ناس بل بس)، و(معكوشاً) في قطر.!
4
لماذا أنا (معكوش)؟ ما الجريمة التي اقترفتها حتى يعكشني الأمن القطري.؟.ولماذا تصادر ممتلكات مزمل وتحجز أمواله؟ (علماً بأن ممتلكات مزمل شقة للإيجار في أبراج الدفنة).. لم يتكرم كاتب الهراء أن يذكر سبباً للعكش أو الهروب كما ترون.. آه لو يعرف هذا البسبوس أن البقاء في السجون القطرية أكرم من تسول المنظمات الصهيونية وأفضل من العمالة لأعداء الوطن وأرفع من أن تصبح خادماً وعبداً للجنجويد!
5
حين ينعدم الخيال وتعم الضحالة يصبح تأليف أبسط القصص مثيراً للسخرية، وليس غريباً فهذا وباء شامل عمّ القرى والحضر والأحزاب وكافة المستويات السياسية منذ أن ألمّت بالبسابسة صرعة (تسقط بس) وحتى مؤتمرهم الأخير بالأمس في القاهرة!
6
في (العكشات) السابقة كانت تنتابني موجة من الضحك ولا ألبث إلا قليلاً حتى أنسى الأمر، وأهرع إلى أحضان كتبي ورواياتي أغسل بها عيني وعقلي ووجداني من زبد الهراء.. ولكن هذه المرة وجدت نفسي في مزاج رايق، وخاصة بشائر النصر من سواح القتال تترى والشهداء تصعد أرواحهم افواجا إلى جنان عرضها السموات والأرض.. فكيف لا أبتسم؟ وكيف لا أبتسم وأنا أرى الناشطين الرحل يطوفون العواصم يسوقون أوهامهم (قال عنهم محمد خير homeless) متخبطين وكأن مساً من الجن أصابهم للتو.
7
في هذه المرة أو (العكشة) سعدت أيما سعادة، إذ إن لي أصدقاء وأحباب طال شوقي لهم، ولم أسمع أصواتهم منذ فترة، اتصلوا منزعجين من سخف البسابسة، فظللت أرد على أسئلتهم بسرعة وأتجاوزها وانطلق لاستعادة أيام وذكريات وأنس جميل، جزى الله البسبوس الذي نشر الهراء كل خير.
8
ثم إنني أدركت ان المدعو عادل الباز (البلبوس) شخصية خطيرة، ففي أسبوع واحد تصدر قوائم المطلوب محاكمتهم مع أساتذة ومفكرين كبار بسبب أنهم يروجون ويدعون للحرب، تصور (عبد الله علي إبراهيم وعشاري والواثق كمير ومحمد محمد خير ومحمد جلال هاشم ومبارك الفاضل وضياء الدين بلال ومزمل أبو القاسم وفوزي بشرى وأمجد فريد وغيرهم من الأماجد، دعاة حرب).. ومنّاع الخير، والباقر غير العفيف دعاة سلام.. يا إلهي متى تأتي القيامة؟
وفى ذات الأسبوع جرى (عكشه) بواسطة الأمن القطري… ثم انه يملك مالاً لبدا يضارب به فى اسواق الغسيل.!!.
9
اخترت فى مقال اليوم التنزه والخروج من سكة السياسة قليلاً للأنس مع قرائي الذين هم بالملايين حسب زعمي، وسلكت هذه الطريقة في كتابة هذا المقال.. على كيفي.. أين الكتيابي، الله يطراهو بالخير دائماً.. أود أن أشكر الأصدقاء وقراء هذه الزاوية الذين انزعجوا واتصلوا وأرسلوا الرسائل وكثير منهم لم أتشرف بمعرفته من قبل، فلهم خالص الود.. وكل (عكشة) وأنتم بألف خير.