د. إبراهيم الصديق
(1)
كتب ياسر عرمان رسالة إلى (قائد الدعم السريع) يتساءل هل خدعت قوات الدعم السريع بدخولها الجزيرة ؟، ومجمل تغريدة عرمان على تويتر هى نوع من التدليس والتسطيح والتجهيل وهى ادوار يتبادلها قادة (تقدم) .. – و من شواهد التدليس سؤاله عن (من خدع قوات الدعم السريع) لدخول الجزيرة ، وكان يفترض أن يطرح السؤال الأهم من ذلك و هو (من الذى نصح حميدتي بدخول الحرب أصلاً ) ، هذه الحرب جريمة ضد الوطن كله ، وجريمة ضد الإنسانية ومهدد للاستقرار الاقليمي والعالمي ، وهناك ادلة كثيرة تشير إلى أن عرمان وفريقه السياسي كانوا من خاصة مستشاري حميدتي ، يستمع اليهم ويضعون بصماتهم فى خطاباته ومن ذلك خطاب ندمه على المشاركة فى قرارات 25 اكتوبر2021م ، فأيهما أولى بالإشارة.. دخول الجزيرة وهو جريمة ام إعلان الحرب على الوطن بكل ولاياته ومؤسساته ومن بينها الجزيرة ؟ لن يجرؤ عرمان على ذلك السؤال ؟ وهو يلقي الإتهامات ذات اليمين والشمال.. بينما النار تأكل أطرافه وكل الشعب يعرف : من خطط ؟ ومن حرض؟ ومن نسق ؟ ومن أين جاءت الجيوش ؟ وكيف وضعت المعسكرات ؟ .. – لقد دخلت مليشيا الدعم السريع الجنينة وكشف تقرير الخبراء الأممين عن حقائق مروعة وجرائم إبادة جماعية والأمر ذاته فى زالنجى وهبيلا واردمتا والخرطوم والجزيرة وبارا ومناطق اخري من السودان ، فمن الذى نصح حميدتي بالحرب وخدعة بأن يكون حاكما للسودان وان تكون قواته أساس جيش قومى بعد ضم قوات الحركات وخاصة الحلو ونور؟! ولماذا لم تحظ تلك المناطق بإلتفاتة من عرمان وفريقه السياسي ؟.. وهل ما تم فى الخرطوم هو نصيحة جيدة ، وقد حدثت من المليشيا ذات الجرائم وأكثر هناك ؟!.. كامل التعاطف مع أهل الجزيرة وقراها الآمن وقد أجتاحها التتار الجدد والمرتزقة ، ويريدهم عرمان أن يجلسوا مع الأيدي الملطخة بالدماء ؟.. إن الجريمة الكبرى هى إعلان الحرب ، وما تلاها هو نتائج ذلك التدبير والمكر ويتحمل عرمان وفريقه السياسي كل تبعاته..
(2)
ومن دلالات محاولات التسطيح ، الدعوة إلى معالجة الأمر بجلوس الطرفين ، لأغراض التطبيع ، لم يقل تنسحب القوات من الجزيرة أو تغادرها ، فالخطأ يعالج بإزالته وليس تقنينه وحمايته ، فإن كان دخول الجزيرة خطأ ، لماذا يتم التعايش معه..؟ لقد فضح عرمان نفسه اكثر من مرة ، واولها: الدعوة للتعايش والاعتراف بالغزاة الجدد والتسليم لهم ، وهو ما يتعارض مع كل الاتفاقات السابقة وخاصة منبر جدة (13 مايو 2023م) ، ويتعارض مع كل المواثيق والقيم الانسانية ، ويتعارض مع دعاية المليشيا بأنهم جاءوا للمواطن والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ومع كل ذلك يبحث لهم عرمان عن مخارج.. ويدعوهم للجلوس مع المواطنين وكأن هذا تصرف عابر ، هل نسى عرمان كل جرائم المليشيا فى ولايات دارفور وكردفان وفى الخرطوم ؟ إنها سمة عامة وسلوك منهجي وتدمير مقصود به السودان الوطن والانسان والموارد ، كما أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالمصالحات ، والكرام لا يتصالحون مع الغاصبين والمغتصبين وثانيا هو هذا (التلطف فى المخاطبة) ، فالرجل (المحايد) ، وصف قبل ايام الطرف الاخر ب(جماعة بورتسودان) ، ويتحدث فى تغريدته هذه عن طيران قوات البرهان ، ففى عالم من (الأوهام) و (الخزعبلات) يعيش عرمان..
(3)
اما التجهيل ، فهو سؤال مشروع ، على ماذا اتفقت (تقدم) فى محادثاتها مع حميدتى بأديس ابابا ، خاصة أن عرمان كان جزلا بذلك اللقاء وخرج يبشر بالكثير وكتب رسائل عديدة عن (تجربة رفاعة)؟ وإستعداد (القائد) للسلام ؟ ما هو نتاج ذلك التسويق ؟.. وبما أن انتشار المليشيا فى الجزيرة سابق للقاء اديس ابابا ، لماذا لم تطرح هذه التساؤلات على مائدة النقاش ؟ وكيف خرج إعلان المبادىء دون الإشارة لذلك ؟.. ومن عجائب تفسيرات (تقدم) أن السيد محمد عصمت وهو رئيس حزب التجمع الاتحادي قال (إن إعلان المبادىء تضمن تهيئة الأوضاع ، وان ذلك يعنى اخلاء البيوت) ، فهل هذه الاجتياحات والانتهاكات تعتبر تهيئة ؟ ولماذا لم تصدر (تقدم) بيانا تقول فيه (إن حميدتى آخل بشروطه واتفاقات معه).. عرمان هو صورة من الانتهازية السياسية المتهافتة والفاقدة للضمير والغارقة فى الاوهام ، وقد اخذت (تقدم ) كل ذلك..
(4)
فى تعليق له على تغريدة ياسر عرمان قال مستشار المليشيا إن أبواب تواصل عرمان مع قائد (الدعم السريع) مفتوحة ، إذن لماذا جهر عرمان بالنصح ، وهو يملك خط إتصال ساخن ؟ .. والجواب بسيط ، عرمان لا تهمه اوضاع أهل الجزيرة كما لم تثير حفيظته مذابح الجنينة وهبيلا واردمتا وجرائم الخرطوم ، وما يهمه هو ابراز نفسه بإعتباره داعيا لحقوق الإنسان وهو الأمر الذى خصص له ثلث التغريدة وثلث للفلول وسدس للبرهان وكباشي.. وقبل يومين ، اصدر حزب الأمة القومي بيانا يبدي فيه القلق من وضع (صاحب المسيد) ، ذات الحزب الذي اتخذت المليشيا دوره مراكز عمليات ونصبت أسلحة على البيوت ، دون ان ينطق بكلمة ؟ ذات الحزب الذي يشاهد انصاره يساقون إلى مقابر جماعية فى الجنينة وزالنجى دون ان تهتز له قناة ؟ ذات الحزب الذي يرى ويسمع صرخات الحرائر فى قري الجزيرة المستباحة من المتمردين دون ان ينبس بكلمة ، وفجأة تتحرك كل اطرافه لمجرد رواية ملتبسة عن (شيخ مسيد) ، ما أكثر البؤساء وما أقبح التدليس والتجهيل..
(تنويه : أورد عرمان فى تغريدته أن شهر رمضان من الاشهر الحرم وهذا غير صحيح ، فقد تمت فى شهر رمضان اعظم الفتوحات الاسلامية (غزوة بدر وفتح مكة) والاشهر الحرم هى : رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم) حفظ الله البلاد والعباد
2 مارس 2024م